strong>العلاقة بين الرياض ولندن يشوبها توتّر في الكواليس مذ أوقف رئيس الوزراء البريطاني السابق، طوني بلير، تحقيقاً في صفقة «اليمامة» التسليحيّة، لما «يتضمّنه من مخاطر» على العلاقات بين البلدين. ورغم صفقة طائرات الـ«تايفون» المقدّرة بـ 9 مليارات دولار التي وقّعها الجانبان في تمّوز الماضي، وصل الملك السعودي، عبد الله، إلى العاصمة البريطانية، أمس، في زيارة تاريخيّة، وسط احتجاجات حول أدائه في مجال حقوق الإنسان، وحول انتقاده لتجاوب لندن في مجال «مكافحة الإرهاب»
اتّهم الملك السعودي عبد الله، أمس، لندن بأنّها لم تستفد من المعلومات التي أمدّتها بها الرياض في مجال مكافحة الإرهاب الدولي، والتي كان يمكن أن تسهم في منع الهجمات الانتحارية التي استهدفت وسائل النقل في العاصمة البريطانيّة في 7 تمّوز عام 2005، وأسفرت عن مقتل 52 شخصاً.
وفي حديث مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، قال الملك عبد الله، الذي حذّر من أنّ تنظيم «القاعدة» لا يزال يمثّل خطراً كبيراً فيما معظم الدول وبينها بريطانيا لا تأخذ الإرهاب على محمل الجد على نحو كاف، إنّ بلاده «سلمت معلومات لبريطانيا قبل الهجمات الإرهابية، إلّا أنّها للأسف لم تتخذ أيّ إجراء ربّما كان من شأنه تفادي المأساة التي وقعت».
وأعرب الملك السعودي، قبيل وصوله إلى بريطانيا، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ 20 عاماً، عن اعتقاده الشديد بأنّ هزيمة الإرهاب تحتاج إلى ما بين 20 و30 عاماً من الجهود اليقظة، وطالب جميع دول العالم بأن تتعامل مع مسألة «محاربة الإرهاب» بجدية بالغة وأن تعمل على ذلك «ليلاً ونهاراً بيقظة وقوّة».
لكن مكتب رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون أكد أنّ بريطانيا لم تتلق أيّ تحذيرات قبل الهجمات، مضيفاً «أوضحنا تماماً في ذلك الحين أنّنا لم نتلقّ أيّ تحذيرات محدّدة من أيّ مصدر، ونحن تربطنا علاقات وثيقة بالمخابرات السعودية، والتعاون في مكافحة الإرهاب جيد جداً بصفة عامّة، وقد اختلفنا في هذا الشأن».
كما أُعلن أنّ وزير الخارجية البريطاني دايفيد ميليباند ونظيره السعودي الأمير سعود الفيصل، لن يشاركا في تدشين مؤتمر «حوار المملكتين»، الذي كان قد بدأ بين لندن والرياض قبل 3 سنوات. وعزت وزارة الخارجية البريطانية قرار ميليباند إلى «تبنّيه طفلاً ثانياً وأخذه إجازة قصيرة لمساعدة زوجته في الاعتناء به». غير أنّ الموقع الإلكتروني السياسي، «إيبوليتيكس»، ربط الانسحاب من المؤتمر بالتصريحات المذكورة.
وكان الملك عبد الله قد وصل إلى المملكة المتّحدة، حيث من المتوقّع أن يبقى أسبوعاً كاملاً بين محادثات رسميّة وسياحة، وسط احتجاجات على سجلّ بلاده في ما يخصّ حقوق الإنسان. ومن المقرّر تنظيم تظاهرات أمام السفارة السعودية في لندن في وقت لاحق من هذا
الأسبوع.
وقال القائم بأعمال زعيم «حزب الأحرار الديموقراطيّين»، ثالث أكبر حزب في بريطانيا، فينس كيبل، إنّه سيقاطع مأدبة تقيمها الملكة إليزابيث على شرف الملك السعودي في قصر
بكنغهام.
وأوضح كيبل، للـ«بي بي سي»، «بكلّ المقاييس وفي تقدير وزارة خارجيتنا (في الظل)، فإنّ سجل حقوق الإنسان لهذه الحكومة (السعوديّة) مروّع». وأضاف «إنّه يشير إلى تفرقة منظمة ضد النساء ومن يدينون بعقائد أخرى وتطبيق عقوبات بدنيّة بشكل منظم مثل قطع اليد وقطع الرأس في أماكن عامّة».
أما العضو اليساري في البرلمان عن حزب «العمال»، جون مكدونل، فقال من جهته إنّ البريطانيين «منزعجون لاستقبال الحكومة لواحد من أبرز الزعماء غير الديموقراطيين الذين ينتهكون حقوق الإنسان في العالم».
وستشمل جولة الملك عبد الله، بالإضافة إلى المملكة المتحدة، إيطاليا وألمانيا وتركيا تلبية لدعوات رسمية تلقاها من قادة تلك الدول.
(أ ف ب، يو بي آي)

مع مشاركة سوريا في «أنابوليس»

دعا الملك السعودي إلى إشراك سوريا في مؤتمر السلام الذي ستستضيفه الولايات المتّحدة الشهر المقبل في أنابوليس، لأنّه «يهمها أيضاً مثل (حركة) حماس». غير أنه توقّع أن يؤول مصيره إلى الفشل «إذا لم تقم الدول المضيفة بعمل جاد تجاه القضايا التي تهم الفلسطينيين وتهمّ العالمين العربي والإسلامي».