strong>روّج لـ«إقـــالات» وشيكـــة... وتوعّـــد «الأيـــدي الخبيثـــة التي تعبـــث بالاقتصـــاد»
وصف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس العقوبات الأميركية على طهران بأنها «غير مجدية»، معلناً أن الشعب الإيراني ليس بحاجة إلى الولايات المتحدة التي أكدت، من جهتها، أنه «لا يوجد أي سبب» يدعو إلى الخوف من هجوم أميركي قريب على إيران.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، دانا بيرينو، إنه «لا يوجد أي سبب يدعو الناس إلى التفكير بأن الرئيس (جورج بوش) على وشك مهاجمة إيران. نريد أن يكون هذا الأمر واضحاًَ».
في المقابل، قال نجاد: «إننا لا نرغب بإجراء مباحثات مع أميركا، والشعب الإيراني ليس بحاجة إلى الولايات المتحدة»، مضيفاً أن «أميركا المتغطرسة والمنتهكة للقوانين لا يمكنها أن تضع شروطاً للمباحثات مع الشعب الإيراني»، وذلك في إشارة إلى تصريح لبوش قال فيه إن بلاده مستعدة لإجراء محادثات مع الإيرانيين إذا أوقفوا تخصيب اليورانيوم.
وأشار نجاد، خلال احتفال للميليشيات الإسلامية «الباسيج»، إلى أن الأميركيين «يستخدمون عملاءهم في الداخل ليؤكدوا أن العقوبات قد أثّرت على الأوضاع في إيران وأن الشعب الإيراني يواجه مشاكل اقتصادية»، مشدداً على «أننا تعرفنا إلى الأيدي الخبيثة التي تعبث بالاقتصاد وسنُطهر البلاد من هؤلاء».
وكانت صحيفة «كيهان» المحافظة قد نقلت عن نجاد قوله: «سنرسل قريباً رسالة سرية إلى المحافظين مع أسماء مسؤولين يجب أن نشجعهم، فضلاً عن أسماء مسؤولين لا يبالون (بمشاكل الناس). وما أن يتلقَّى الحكام هذه الرسالة، عليهم إقالة هؤلاء الأخيرين».
وأفادت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية بأن نحو خمسين شخصاً، معظمهم من الطلاب، نظموا «تجمعاً غير قانوني» في جامعة علمي طبطبائي في طهران. وقال رئيس قسم ميليشيا «الباسيج» الإسلامية في الجامعة، علي رضا بالغ، إن «المتظاهرين حطموا باب كلية العلوم الاجتماعية ودخلوا» الحرم، مضيفاً: «لقد أطلقوا شعارات ضد الرئيس والنظام وطالبوا بالإفراج عن الطلاب المعتقلين».
من جهته، اقترح وزير الخارجية منوشهر متكي، أمام الاجتماع الدولي لدول آسيا الوسطى والقوقاز في طهران، إبرام معاهدة أمنية في منطقة الخليج، مشيراً إلى أن «إيران، بوصفها إحدى الدول التي تمتلك دوراً هاماً في منطقة أوراسيا، تنتفع من إقرار الأمن والاستقرار في هذه المنطقة، وهي تبذل كل ما في وسعها لتحقيق هذا الأمر».
ونسبت وكالة الأنباء الإيرانية «ارنا» إلى متكي قوله: «إننا نعتقد أن إيران والعراق الجديد والدول الست المطلة على الخليج واليمن بإمكانها توفير الأمن الإقليمي والجماعي في إطار معاهدة إقليمية».
وفي السياق، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني أن إيران رحبت بالمواقف «المسؤولة» من الأوساط الدولية وتصريحات السياسيين تجاه بعض التصريحات الأميركية «المثيرة للضجة».
وأفادت وكالة «مهر» للأنباء بأن حسيني أبلغ مراسل قناة «برس تي في» الإيرانية (الناطقة بالإنكليزية) أن «تقويمات الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين، و(المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد) البرادعي، و(وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر) شتاينماير والكثير من السياسيين في آسيا وأوروبا وحتى الأميركيين، المعارضة للتصريحات الفوضوية وغير المناسبة من بعض المسؤولين الأميركيين، هي دلالة على التوجه المنطقي وتبلور الإجماع لدى المجتمع الدولي المؤكد على منطق التفاوض والدبلوماسية».
وانتقد حسيني وزير الدفاع الفرنسي هيرفيه موران، الذي اتهم إيران بتطوير برنامج نووي عسكري، بقوله إن موران يسعى إلى «تضخيم سيناريو مفبرك بشأن البرنامج النووي الإيراني السلمي».
في هذا الوقت، أقيمت في طهران أمس جولتان من المحادثات بين إيران ووكالة الطاقة حول أجهزة الطرد المركزي، على أن تستأنف اليوم، حسبما ذكرت وكالة «مهر». وكان الملف النووي الإيراني مدار مباحثات قام بها أمس في العاصمة الإيرانية وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، حسبما ذكرت وكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء.
إلى ذلك، ذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية «إسنا»، أن محكمة استئناف إيرانية أكدت حكماً بالسجن لمدة خمس سنوات ضد زعيم اتحاد عمال شركة حافلات طهران، منصور أوسانلو، بتهمة «التحريض على النظام الإسلامي وزعزعة الأمن الوطني»، حسبما قال محاميه أوسانلو برفيز خورشيد.
كما أفادت وكالة «ارنا» بأن إيران استدعت أمس سفير البرتغال، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، آندرو داكنيا، للاحتجاج على بيان قالت السلطات الإيرانية إنه يؤيد أفراداً يشتبه في أنهم يتجسسون ومرتبطون بجماعات إرهابية.
(مهر، ارنا، اسنا، يو بي آي،
أ ف ب، د ب أ، رويترز)