طهران ــ طارق ترشيشي
فتحت طهران أمس ملف تفعيل حركة عدم الانحياز من خلال دعوة أطلقها الرئيس محمود أحمدي نجاد إلى الدول الأعضاء في هذه المنظمة، لإعادة النظر في برامج عملها وفي موضوع حقوق الانسان وفق مفاهيم جديدة تأخذ في الحساب مصالح الشعوب كافة لا فئات وقوى عالمية محددة.
واغتنم نجاد فرصة افتتاح المؤتمر الوزاري للمنظمة، الذي انعقد في طهران أمس تحت عنوان «حقوق الانسان والتنوع الثقافي»، ليطلق الدعوة، فيما شن حملة عنيفة على الولايات المتحدة من دون أن يسميها، واتهمها بانتهاك حقوق الانسان في كثير من المواقع من ضمنها سجن غوانتانامو.
وشملت انتقادات نجاد «الازدواجية على صعيد مختلف التعريفات عن حقوق الانسان»، موضحاً «أن بعض القوى تتشدَّق بحقوق الانسان بينما هي ترتكب أفظع الجرائم ضد البشرية وتسعى لفرض مآربها على الآخرين باسم حقوق الإنسان». ودعا نجاد الى «اعتماد سبيل ثالث في شأن حقوق الانسان يتمثل بالطرح الجديد والصحيح لمبادئ حقوق الانسان من أجل توفير الكرامة الانسانية للبشرية جمعاء». وشدد على «ضرورة التواصل الدائم بين أعضاء حركة عدم الانحياز»، واصفاً مؤتمر حقوق الانسان والتنوع الثقافي بأنه «خطوة مهمة في تقوية المؤشرات الضرورية لإيجاد نظام حقوقي دولي مبنيّ على أساس، العدالة، سيادة القيم واحترام ثقافة الشعوب وحقوقها والكرامة الإنسانية».
وكان وزير خارجية كوبا فيليب بيريز روكي، قد ألقى كلمة في افتتاح المؤتمر، شدّد فيها على أن انعقاده يوضح عزم الدول الأعضاء على بث الحياة من جديد في حركة عدم الانحياز. وأن هذا المؤتمر «هو فرصة لإغناء مناقشاتنا في مجال دعم حقوق الانسان والتنوع الثقافي» .
من جهته، قال وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي «إن انعقاد هذا الاجتماع سيعزز من رصيد حركة عدم الانحياز في التعاملات الدولية». وأضاف «أن العلاقة بين حقوق الإنسان والتنوع الثقافي هي إحدى الموضوعات التي يواجهها المجتمع البشري في القرن الحادي والعشرين»، مضيفاً «ان أحلام السلطويين أيام الحرب الباردة لا تزال مستمرة حتى اليوم، وهم يحاولون بأساليب جديدة ومعقدة تبرير الهيمنة الثقافية». ورأى متكي أن الهدف من عقد هذا الاجتماع هو توضيح المعايير المطلوبة في رعاية حقوق الشعوب وعولمة مقولة حقوق الانسان، قائلاً «إن العولمة ينبغي ألا تكون تبريراً لتعميم الهيمنة أو نمطاً خاصاً من الحياة».