غزة ــ رائد لافي
«تسهيلات أميركية: تقليص شهر رمضان في الضفة لعشرة أيام، وإلزام القطاع بصيام شهرين متتاليين»


«خبر عاجل... وزير الإعلام رياض المالكي: أميركا تعفي أهل الضفة من صيام رمضان هذا العام، و(رئيس الوزراء سلام) فيّاض يرحب ويقول هذا دليل على عمق العلاقات الأميركية الفلسطينية». هذه واحدة من النكات السياسية الساخرة التي تداولها عناصر حركة «حماس» وأنصارها في قطاع غزة، في سياق «الحرب الإعلامية المستعرة» وصراع الشرعية مع حركة «فتح».
وأدت الأزمة السياسية بين الفريقين إلى انقسام حاد طاول كل مناحي الحياة الفلسطينية.
وقالت رسالة نصية قصيرة تداولها أنصار «حماس» عبر الهواتف النقالة: «تسهيلات أميركية... تقليص شهر رمضان في الضفة لعشرة أيام، وإلزام غزة بصيام شهرين متتاليين»، فيما قالت رسالة ثالثة: «فياض يطالب إسرائيل بتوقيت المدافع الموجهة لغزة حسب موعد الإفطار في رمضان».
ولجأ أنصار حركة «حماس» إلى النكات السياسية الساخرة تعبيراً عن حجم الضغوط التي تتعرض لها غزة، في مقابل التسهيلات الإسرائيلية والأميركية لحكومة فياض التي يصفها «الحمساويون» بأنها «حكومة دايتون»، في إشارة إلى المنسّق الأمني الأميركي في الشرق الأوسط كيت دايتون.
وتسود مخاوف كبيرة في أوساط الفلسطينيين من تطور المناكفات السياسية بين الفريقين إلى «انفجارات ميدانية»، في ظل ولادة جماعات سرية لحركة «فتح». وتخيّم أجواء من الترقب والقلق على سكان القطاع، من تحول صلاة يوم الجمعة المقبل (غداً)، إلى صدامات دموية بين القوة التنفيذية وحركة «فتح»، التي رفضت قرار حكومة إسماعيل هنية القاضي بـ«حظر الصلوات السياسية» في الساحات العامة.
وفي تحدٍّ واضح لقرار حكومة هنية، أعلنت «فتح»، على لسان المتحدث باسمها فهمي الزعارير، أن «أبناء الحركة وأنصارها سيؤدون صلاة الجمعة في القطاع في الميادين العامة». ورفض الفتاوى التي صدرت عن «شيوخ حماس» بتحريم الصلاة التي دعت إليها اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في الميادين العامة.
وتضاربت الفتاوى الشرعية في شأن الصلاة في الساحات العامة، حيث أصدرت رابطة علماء فلسطين، التي تضم قادة من حركة «حماس»، فتوى تحرم إقامة الصلوات التي تأخذ طابعاً سياسياً في الساحات العامة. لكن مفتي القدس والديار الفلسطينية محمد حسين، المعروف بقربه من الرئيس محمود عباس، قال أمس إن «إثارة عدم جواز صلاة الجمعة في العراء أمر مخالف للمعلوم من الدين بالضرورة والمعروف للمسلمين بداهة، والصلاة في العراء معروف تماماً أنها جائزة». ودعا «طلاب العلم إلى تحرّي السند الشرعي قبل الإدلاء بالرأي وعدم اللجوء إلى المبررات»، مشيراً إلى أن «الاستناد إلى النيّة باحتمال إحداث فوضى بعد الصلاة في العراء لا يجيز منع إقامة الصلاة، لأن من في نيته إحداث الفوضى يمكن أن يحدثها بعد الصلاة في المسجد، فهل تمنع الصلاة في المسجد؟».
في المقابل، قال الأمين العام لمجلس الوزراء في الحكومة المقالة محمد عوض إن «الحكومة اتخذت سلسلة من الإجراءات والقرارات لملاحقة المخالفين والعابثين والساعين لزعزعة الاستقرار والأمن في قطاع غزة».
ووصف المستشار الرئاسي نبيل عمرو، قرار منع الصلاة في الساحات العامة بأنه «تطاول على الدين وعلى حق المواطن في الصلاة أينما يريد».
ودفعت أحداث الشغب والصدامات التي أعقبت صلاة الجمعة في الأسبوعين الماضيين أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الدكتور عبد الستار قاسم إلى وصف الدعوات «الفتحاوية» إلى الصلاة في الساحات العامة بأنها دعوات لـ«صلاة المناكفة». وقال إن «صلاة المناكفة عبارة عن إبداع ديني فلسطيني فصائلي جديد. مثلما هناك في الدين الإسلامي صلاة استسقاء، وصلاة شكر، وصلاة استخارة، هناك الآن صلاة مناكفة». وبكثير من الاستهزاء والسخرية، قال قاسم: «هناك مسلمون مهتمون الآن بشروط إقامة صلاة المناكفة، وآخرون مهتمون بالعذاب المستحق يوم القيامة على من يمارسونها».
إلى ذلك، أعلنت جمعية «الفلاح» الخيرية في قطاع غزة، في بيان، إن القوة التنفيذية التابعة لحركة «حماس» اعتقلت رئيسها رمضان طنبورة في حي عباد الرحمن في شمال مدينة غزة.
وأفاد شهود عيان بأن القوة التنفيذية اعتقلت في خان يونس في جنوب قطاع غزة عضو المجلس الوطني ومحافظ خان يونس السابق، حسني زعرب، والشيخ محمد أبو جامع.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية التابعة للحكومة المقالة إيهاب الغصين إنه «تم اعتقال طنبورة على خلفية فساد إداري وتزوير أوراق رسمية وتم التحقيق معه على هذه الخلفيات».
وفي الضفة الغربية، أعلنت مصادر إسرائيلية إغلاق 6 جمعيات خيرية تحت ذريعة صلتها بـ «حماس» عقب اقتحام عشرات الآليات العسكرية مدينة نابلس ومخيم بلاطة حيث قام الجنود بتفجير محول للكهرباء، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في المنطقة.