strong>«هيئة العلماء» تدعو «المقاومة» إلى اعتماد برنامج سياسي «معتدل»
لم يبقَ سوى أيّام لتقديم كل من الجنرال دايفيد بيترايوس والسفير ريان كروكر تقريرهما المنتظر إلى الكونغرس. غير أنّ التقرير الأميركي التمهيدي الثاني الذي صدر أمس جاء سلبياً بالنسبة للاحتلال ولأداء الحكومة العراقية أمنياً. أمّا الأبرز أمس، فكان الرسالة التي وجّهتها «هيئة علماء المسلمين» إلى «فصائل المقاومة»، والتي دعتها للتحوّل إلى العمل السياسي «المعتدل» دينياً وسياسياً بعد الانسحاب الأميركي من العراق
وصدر أمس التقرير الأميركي الرسمي الثاني الممهّد لتقرير كروكر ـــــ بيترايوس الذي سيُعرَض أمام الكونغرس في غضون أيام. وأشارت الفقرات الرئيسية للتقرير، الذي أعدّته لجنة مؤلفة من 20 ضابطاً متقاعداً من الجيش الأميركي، يرأسهم الجنرال المتقاعد جيمس جونز، وهي معيّنة من قبل الكونغرس، إلى أنّ القوات العراقية البالغ عددها 324 ألف عنصر لن تكون جاهزة لتولّي المسؤولية الأمنية في البلاد، في غضون الأشهر الـ 18 المقبلة من دون مساعدة الجيش الأميركي. وأشار التقرير إلى أنّ وزارة الداخلية العراقية «مختلّة وظيفياً وطائفية»، داعياً إلى حلّ الشرطة العراقية وإعادة بنائها على أسس سليمة.
وركّز جونز، في شهادته أمام لجنة التسلّح النيابية، أمس، بأن على قوات بلاده المحتلّة للعراق أن تعمل سريعاً على «محاربة صورتها كجيش محتلّ»، وذلك لجعل انسحابها عمليّة أسهل، رافضاً في الوقت نفسه فكرة تحديد جدول زمني لهذا الانسحاب.
لكنّ هذا التقرير لم يمنع رئيس هيئة موظفي البيت الأبيض جوشوا بولتن من التأكيد أمس على أنه «لن يكون واقعياً التفكير بأن القوات الأميركية ستكون خارج العراق عندما يترك الرئيس جورج بوش منصبه». ولم تتأخّر الردود العراقية الرسمية على مضمون التقرير، فتعاقب كل من مستشار رئيس الحكومة ياسين مجيد والمتحدّث باسم وزارة الداخلية عبد الكريم خلف على انتقاد مضامينه. وقال مجيد، لوكالة «أسوشييتد برس»، إنّ وزارة داخلية بلاده لن تقرّر سياساتها بناءً على تقارير أميركية «لأنّ هذا شأن داخلي عراقي لا علاقة للكونغرس ولا لغيره فيه».
في هذا الوقت، دعت «هيئة علماء المسلمين» أمس «حركات المقاومة» في البلاد إلى توحيد صفوفها والاتفاق على برنامج سياسي، محذّرة إياها من الاقتتال الداخلي عندما تنسحب القوات الأميركية قريباً من العراق.
وبحسب نصّ الرسالة التي جاءت على 20 صفحة، والتي حصلت «الأخبار» على نسخة منها، لفتت «الهيئة» إلى أنّ «حركات الجهاد والمقاومة في عالمنا الإسلامي كثيراً ما تنجح في تحقيق النصر على أعدائها، بيد أنها ـــــ في الغالب ـــــ تفشل في التمكين لأهدافها بعد الصراع».
وحول الاختلافات التي تشوب هذه المنظّمات في شأن المشروع السياسي الذي تتبنّاه، بين إقامة دولة إسلامية أو دولة مؤسسات حديثة، دعتها «الهيئة» إلى توحيد الآراء «ضمن برنامج سياسي سلمي» في مرحلة «ما بعد التحرير». وكان لافتاً ما تضمّنته الرسالة من أنّ «المقاومة وحدها لا تستطيع أن تبني دولة» وهو ما تلاه دعوة إلى العمل السياسي السلمي القائم على مشروع وطني «معتدل دينياً ويحترم جميع طوائف العراق».
وفي اليوم الرابع لاجتماعات البرلمان العراقي، كشف عدد من النواب، وخصوصاً من «جبهة التوافق العراقية»، النقاب أمس عن محاولات تجريها أطراف عديدة في المجلس لتقديم مشروع بإجراء تصويت لحجب الثقة عن حكومة نوري المالكي، لكنهم اعترفوا في الوقت نفسه بأن هذه المحالاوت تصطدم بجدار إيجاد بديل خلفاً له.
وقال رئيس الكتلة الصدرية في البرلمان، أنصار الربيعي، إن قرار كتلته حول موضوع حجب الثقة عن المالكي «سيُطرح للنقاش في اجتماع عاجل ومهم سيضم أعضاء الكتلة وأعضاء المكتب السياسي للسيد مقتدى الصدر».
ونقل رئيس البرلمان محمود المشهداني دعوة هيئة رئاسة الجمهورية إلى رؤساء الكتل النيابية «إلى اجتماع هام يُعقد يوم الأحد المقبل للتباحث ببعض الأمور والقضايا المهمّة».
إلى ذلك، عيّن المالكي موسى فرج رئيساً للجنة النزاهة ومكافحة الفساد بديلاً عن راضي الراضي، الذي قال رئيس الحكومة إنه هرب أخيراً الى الولايات المتحدة لارتباطه بملفات فساد.
ميدانياً، قال مصدر في الشرطة العراقية إن 14 عراقياً قُتلوا، بينما أُصيب 9 آخرون بجروح في غارة شنتها طائرات أميركية على حي الوشاش ذات الغالبية الشيعية غربي بغداد فجر أمس. كما قُتل 3 جنود أميركيين لترتفع حصيلة قتلى الاحتلال في الأيام الثلاثة الأخيرة إلى 11 جندياً.
(الأخبار، أ ب، يو بي آي، رويترز)