شدّد الرئيس الأميركي جورج بوش، خلال لقائه الرئيس الصيني هو جنتاو في سيدني أمس، على أهمية التضامن الدولي في شأن الملف الإيراني ولا سيّما من جانب مجلس الأمن الدولي، فيما كرّر الزعيم الشيوعي التذكير بتمسّكه بسياسة «المسؤوليات المتباينة» في شأن كيفيّة معالجة الاحتباس الحراري، الموضوع الذي وضعه رئيس الوزراء الأسترالي أولويّة في قمّة «المنتدى الاقتصادي لآسيا ـــــ المحيط الهادئ» (أبيك)، وأعربت واشنطن عن تأييدها للرؤية الأستراليّة في حلّه، وسعيها إلى إقناع زعماء الدول الـ 21 الذين سيجتمعون في نهاية الأسبوع بالمواقفة على «الأهداف الطموحة».وبعد محادثات بوش ـــــ جينتاو، قال المستشار المساعد لبوش، المكلّف الشؤون الأمنية، جيمس جيفري، إنّ الرئيس الأميركي ركّز خلال اللقاء على أهميّة التعاون الدولي «في وقت نتّجه فيه نحو قرار ثالث محتمل ضد ايران»، يشدد العقوبات عليها لرفضها وقف نشاطات تخصيب اليورانيوم.
وتطرّق الرئيسان إلى مسألة ارتفاع حرارة الارض، وخصوصاً أنّ بلديهما هما أكبر ملوثين في العالم، بعدما وعد هوارد بجعل الموضوع «الرئيسي» لقمّة «أبيك» مع الإعداد لما بعد «بروتوكول كيوتو»، الذي يدعو إلى وضع حدود لانبعاث الغازات السامّة، مع تزايد الجهات الدولية التي تدعو إلى التحرّك، خصوصاً أنّ مفاعيله تنتهي في عام 2012.
وقال جنتاو «نعتقد أنّ مسألة التغيّر المناخي مرتبطة برفاه البشرية وبالتنمية المستدامة في العالم أجمع». وأضاف «ينبغي أن يصار إلى التطرّق لذلك بطريقة ملائمة من خلال تعزيز التعاون الدولي»، معتبراً أنّ الأمم المتحدة يجب أن تبقى الإطار الرئيسي للمفاوضات الدولية في هذا الشأن.
ويبدو أنّ الصينيين لا يعتزمون تقديم تنازلات عن المعاملة التفضيلية التي يحظون بها في المفاوضات المقبلة، حيث يخشون التضحية بنموّهم الذي يستهلك الكثير من الطاقة لمصلحة محاربة ارتفاع حرارة الأرض، ويطرحون مبدأ «المسؤوليات المتباينة» بين الدول الصناعيّة وتلك النامية، التي لم تُطبّق عليها أساساً موجبات «كيوتو» منذ دخولها حيّز التنفيذ في عام 2005.
ويتضّح من تصريحات جنتاو أنّ بكّين ستبقى على موقفها الرافض للاتفاق المرجو أستراليّاً في القمّة.
وفي السياق، قال مسؤول ياباني لوكالة «رويترز» إثر فطور عمل بين وزراء خارجيّة «أبيك» أقامه وزير الخارجية الأسترالي ألكسندر داونر، إنّ الوزراء لا يزالون منقسمين بشدة حول التبدل المناخي ولا سيما الالتزام بأهداف محددة بالأرقام. وأوضح أنّ الوزراء، الذين بحثوا في الاعلان الذي يمكن أن يصدر عن قادة دولهم نهاية الأسبوع خلال القمة، «أصرّوا على مبادئهم ولا تزال الهوّة بينهم كبيرة».
في هذا الوقت، توقّع محتجّون مناهضون للحروب في سيدني تسجيل رقم قياسي عالمي جديد في أستراليا عندما يخلع آلاف من المتظاهرين سراويلهم في حديقة عامّة قرب مقر إقامة بوش. وقال منظّم الاحتجاج ويل ساندرز، في بيان، إنّ «هذا احتجاج على أبيك، ويمكن أن نستمتع به كلنا، فتعرية المؤخرة إشارة إنسانية عالمية إلى الازدراء. لقد كان جورج بوش الدافع وراء تسجيل الرقم (القياسي) السابق، ودعونا نسجّل رقماً جديداً تفخر به أستراليا». ويأمل ساندرز أن يتجمع أكثر من ألفي شخص في الحديقة لتعرية مؤخراتهم لتحطيم رقم سُجّل في حدث مماثل في السويد عام 2001.
(أ ب، رويترز، يو بي آي،
د ب أ، أ ف ب)