رفض المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي أمس تسييس مجلس الخبراء، وهو أعلى هيئة دينية في إيران. ووصف خامنئي التقارير الإعلامية الأجنبية والمحلية، التي رأت انتخاب الرئيس السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني رئيساً للمجلس يوم الثلاثاء، بمثابة هزيمة للرئيس محمود أحمدي نجاد، بأنها «دعاية عدائية».وقال خامنئي، أثناء لقاء مع أعضاء المجلس في طهران، إن «هذه التقارير حاولت تصوير هذا التطور على أنه الصراع على السلطة» بين الفصائل السياسية المختلفة في إيران، موضحاً «لكن هذا المجلس ليس ساحة للسلطة بل ساحة للقيم المعنوية والعمل في سبيل الله والمحافظة على المبادئ الرئيسية للثورة».
في هذا الوقت، أكد الرئيس نجاد أن النزاع النووي قد انتهى لمصلحة الشعب الايراني، مضيفاً أن إيران تحولت في الوقت الحاضر الى قوة عالمية مؤثرة في المعادلات الدولية.
وأفادت وكالة «مهر» للأنباء، أن نجاد قال في كلمة ألقاها امس في مدينة قم «أخيراً اعترف بعض الساسة في العالم بأن ايران أصبحت قوة اقليمية فيما أعتقد أن الجمهورية الاسلامية الايرانية تحولت في الوقت الحاضر الى قوة عالمية».
أما أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، فقال من جهته إن «العقوبات (على ايران) لن تُسفر عن نتيجة لأن الجمهورية الإسلامية باتت تمتلك التكنولوجيا النووية». وأضاف «لقد توصلنا إلى اتفاقات جيدة مع روسيا حول (بناء مفاعل) بوشهر (جنوب ايران) بما فيها تحديد جدول زمني من أجل إمداد الوقود النووي في موعده».
إلا أن المتحدث الإعلامي باسم الوكالة الفدرالية الروسية للطاقة النووية، سيرغي نوفيكوف، أوضح أن «روسيا لا تتقيد بأية أطر زمنية صارمة لاختتام المباحثات مع إيران في شأن الموعد الجديد لتشغيل محطة بوشهر».
كذلك، أكدت المتحدثة باسم شركة «أتومسترويكسبورت» المتعهدة بناء المحطة الكهروذرية في بوشهر، إيرينا يسيبوفا، أن «المحادثات لا تزال مستمرة ولم نصل إلى اتفاق بعد، لذلك لن أؤكد هذه المعلومات».
وفي السياق، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي إن «الشهرين المقبلين سيكونان مهمّين بالنسبة إلى إيران لإظهار حسن النية في تنفيذ ما التزمت عمله».
وفي باريس، قال المتحدث باسم الرئيس نيكولا ساركوزي، دافيد مارتينون، إن «أولويتنا اليوم هي إصدار قرار ثالث في إطار مجلس الامن الدولي» حول إيران. ولمّح الى إمكان فرض عقوبات من خارج مجلس الأمن بقوله إن «عقوبات سبق أن فرضت خارج (إطار) مجلس الأمن» في حق ايران، وخصوصاً «الحظر العام على الأسلحة وتعليق أي تعاون نووي مدني مع إيران»، مشيراً إلى أن باريس «على اتصال بالمستثمرين الفرنسيين» في هذا الشأن.
(مهر، رويترز، ا ف ب، د ب أ، يو بي آي)