غزة ــ رائد لافيرام الله ــ أحمد شاكر

القوّة التنفيذيّة «تقمع» الصحافيّين... وعبّاس يدعو إلى عدم الاحتكاك بـ«الانقلابيّين»


حالت القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية في الحكومة المقالة برئاسة اسماعيل هنية، دون وصول الآلاف من نشطاء حركة «فتح» وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية، إلى الساحات والميادين العامة في قطاع غزة، لأداء صلاة الجمعة، تلبية لدعوة من اللجنة التنفيذية للمنظمة.
وأصيب أكثر من 40 فلسطينياً برضوض وجروح جراء ضربهم بالهراوات وأعقاب البنادق، فيما أصيب اثنان على الأقل بشظايا الرصاص المتطاير. واعتدت القوة التنفيذية، بمساندة بعض وحدات «كتائب عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، على عدد من الصحافيين أثناء تأديتهم مهمات عملهم، واعتقلت عدداً من قيادة حركة «فتح» وفصائل منظمة التحرير في القطاع، أبرزهم عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واللجنة المركزية لحركة «فتح» الدكتور زكريا الآغا، ومفوض الإعلام في قيادة حركة «فتح» إبراهيم أبو النجا، ومفوض اللجنة التنظيمية في «فتح» احمد نصر، والقيادي في الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين خالد ابو شرخ، وعضو المكتب السياسي لحزب الشعب وليد العوض، وعمر حلمي الغول مستشار رئيس الوزراء في حكومة سلام فياض. كذلك اعتقلت «التنفيذية» سبع نساء من قادة الحركة النسوية التابعة لفصائل منظمة التحرير، أبرزهن النائبة السابقة عن حركة «فتح» جميلة صيدم، وعضو المكتب السياسي لحزب «الشعب» رضا عوض الله. إلا أن القوة التنفيذية أعلنت الإفراج عنهن في وقت لاحق.
وفي ظل حال الحشد والاستعداد من جانب القوة التنفيذية، فضّلت غالبية المصلين التوجه الى منازلهم سلماً من دون تأدية الصلاة،.
وأدركت «فتح» مسبقاً حجم التحضيرات التي أعدتها «حماس» وقوتها التنفيذية لـ«قمع» إقامة الصلاة، فأوصت نشطاءها بالتوجه إلى الأماكن المخصصة للصلاة جماعات لا فرادى، قبل أن يوجه الرئيس محمود عباس، قبل موعد الصلاة بساعة واحدة، نداء إلى «المصلين» في القطاع بعدم الاحتكاك مع «الانقلابيين». وقال عباس «في الوقت الذي تتوجه فيه جماهيرنا الصامدة الصابرة لأداء صلاة الجمعة المباركة في الساحات والأماكن العامة بعدما حوّل الانقلابيون في حماس المساجد من دور لعبادة الله تعالى إلى التحريض والتكفير والتخوين، فإننا نتوجه بهذا النداء إلى جماهير المصلين لتجنّب أي احتكاك أو صدام مع الانقلابيين وميليشياتهم المسلحة التي لا تتورع عن ارتكاب أبشع الممارسات القمعية».
وأضاف عباس «إننا نحرص كل الحرص على حقن الدماء وعدم الانجرار إلى استفزازات الانقلابيين وجرائمهم، فهؤلاء الذين تآمروا على الشرعية الوطنية وعلى وحدة الوطن وعلى المستقبل يعيشون اليوم عزلة خانقة، بعدما نبذتهم الجماهير ورفضت أكاذيبهم وادعاءاتهم الباطلة وتمسّحهم بالإٍسلام». ودفعت التعليمات المشدّدة التي تلقّتها عناصر القوة التنفيذية خلال الأيام الماضية، والقاضية بمنع اقامة «الصلوات السياسية» ولو بالقوة، إلى محاصرة هذه المجموعات ومهاجمتها بالضرب المبرح، واعتقال عشرات الشبان، وخصوصاً في مدينة رفح، جنوب القطاع، ومخيم النصيرات في وسطه، والساحة المجاورة لمسجد «الكتيبة» في مدينة غزة.
ونال الصحافيون الفلسطينيون قسطاً من اعتداءات عناصر القوة التنفيذية، التي اعتقلت عدداً منهم، بعد مصادرة أشرطة التسجيل وتحطيمها، ومنعهم من تغطية الأحداث. وقال مراسل الزميلة «الحياة» في غزة، فتحي صبّاح، إن «مواطناً بلباس مدني عرّف نفسه بأنه الدكتور في الجامعة الاسلامية جمال الزبدة شتمه قبل أن يصفعه على وجهه، أثناء حديثه مع المتحدث باسم الحكومة المقالة طاهر النونو، وأمام عناصر من القوة التنفيذية».
من جهته، قال هنية «لنتماسك ونتوحد ولنجتمع في مساجدنا لنشر الحب والوئام بيننا ولا نسمح لسهام الشياطين بأن تفرق بيننا»، مضيفاً «معنى صلاة الجمعة، أن يجتمع الناس لا أن يتفرقوا، لذلك نقول، في الوقت الذي يريد فيه البعض أن تتناثر الصلوات وأن يصلي الناس في الطرقات بدل المساجد، وأن يضربوا مظهر الإجماع في الصلاة، نقول لهم ما أجمل أن يجتمع الناس في مساجدهم وما أعظم أن يتلاقوا تحت سقف بيت الله».
وفي الضفة الغربية، أدى آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة في ساحة المقاطعة في رام الله في حضور عباس. وشن وزير الشؤون الاجتماعية محمود الهباش، الذي أمّ الصلاة، هجوماً عنيفاً على «حماس».
الى ذلك، عثر مواطنون على جثة الناشط في حركة «فتح» طرزان دغمش (24 عاماً) ملقاة ليل الخمس ـــــ الجمعة جنوب غزة، حيث أظهر فحص طبي أن دغمش أصيب بعيار ناري واحد في الرأس، وهو ما يعني أنه تم إعدامه على يد مجهولين خطفوه من احد شوارع المدينة قبل وقت قصير من قتله. واتهمت «فتح» حركة «حماس» باختطاف دغمش وإعدامه.