حيفا ــ فراس خطيب
نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، في ملحقها الأسبوعي أمس، مقتطفات من حوار طويل أجراه عدد من الباحثين في الجامعة العبرية مع وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق يغال ألون، الذي مات في شباط 1980 إثر نوبة قلبية مفاجئة.
ويمتد الحوار الأصلي على ألف صفحة، والذي لا تزال أجزاء منه ممنوعة من النشر. وأشار ألون، خلال المقابلة، إلى أن «إسرائيل أضاعت فرصة تاريخية لإقامة حكم ذاتي في الضفة الغربية وقطاع غزة برعاية الأردن». وكشف أنه التقى «في تشرين الأول من عام 1970 الملك حسين ومستشاره زيد الرفاعي في سفينة في البحر الأحمر، وشارك في اللقاء أيضاً مدير ديوان رئيسة الوزراء الإسرائيلية غولدا مائير، يعكوف هرتسوغ».
ويوضح ألون: «قلت للملك، إذا أردت التقليص من قوة منظمة التحرير الفلسطينية، فيجب إقامة حكم ذاتي»، مضيفاً «من أجل أن يكون الحكم الذاتي مريحاً لك، يجب عليك التأثير على مؤيّديك كي يطالبوا بالحكم الذاتي أو أن توافق على تهيئة الحكم الذاتي عندما نقترحه»، في إشارة إلى الإسرائيليين.
وأشار ألون إلى أن الملك ضحك ولم يمنحه إجابة في المرة الأولى، لكنه وعده بالتفكير في الموضوع. وبعد فترة، وافق الملك حسين على فكرة الحكم الذاتي، مشيراً إلى أن الحكم الذاتي حتى الآن «لا يشمل غور الأردن، وتستطيع إسرائيل أن تبقي تحت سيطرتها البرية الخليل (صحراء يهودا) والكتلة الاستيطانية غوش عتصيون الواقعة بين القدس المحتلة والخليل».
عاد ألون بإجابة الملك حسين إلى غولدا مئير، «ولم تتلهف بدورها للموضوع». وذكرت أسباباً لألون وصفها بأنها «غير مقنعة». قال إنها كانت «ضد دولة فلسطينية»، وفضّلت الأردن على الحل الفلسطيني، إذ «كانت تخشى من إنتاج كيان فلسطيني».
ويقول ألون إنه في ذلك الحين، عقدت غولدا مائير جلسة مع الوزراء، الذين رفضوا جميعاً الاقتراح. وأضاف أن الملك حسين التقى هرتسوغ، وسأله عن الرد الإسرائيلي. وقال له: «لم أتلق رداً من ألون، رغم أني أعطيته موافقة».
وأشار ألون إلى أن إسرائيل ضيّعت الفرصة. وقال: «كانت تلك الفرصة الأفضل بالنسبة لإسرائيل، أفضل من تلك التي كانت بعد حرب الأيام الستة». ولخّصها بقوله: «أعتقد بأنه من بين كل الأخطاء التي ارتكبناها كنظام، في خطوات تجاه العالم العربي، كان ذلك الرفض هو الخطأ الأكبر، وضربة بالنسبة إليّ».