رأى أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني أمس أن وجود أميركا في العراق أدى إلى مقتل وجرح 700 ألف شخص، مشدداً على أن تصرفها وأداء‌ها ساعدا في ترويج الإرهاب في هذا البلد.وقال لاريجاني، في تصريح للقناة الثانية في التلفزيون الإيراني، إن «الإرهاب والاحتلال مرتبطان ببعضهما، وإن الساحة العراقية لها هاتان المشكلتان الأساسيتان». وأضاف أن «بغداد الآن أضحت مدينة مدمرة وثكنة عسكرية، ولهذا السبب فإن الشعب العراقي غاضب، ولم يجر خلال الأعوام الأربعة الأخيرة بناء‌ أي جسر أو مستشفى أو مدرسة أو أي مشروع عمراني آخر».
وحول المؤتمر الذي عقد في بغداد الأحد الماضي بمشاركة 22 دولة بينها إيران، أوضح لاريجاني أن «هذا العمل سياسي ومفيد شرط أن تتبعه عملية تنفيذ وأن تقلع بعض الدول التي ترسل الإرهابيين إلى العراق وتصرف الأموال في هذا المسار، عن ممارساتها هذه».
وخاطب لاريجاني الأميركيين قائلاً: «كلما بقيتم في العراق ستزداد مشاكلكم، لذا عليكم الثقة أكثر فأكثر بالحكومة المنتخبة في العراق وأن تسلموا زمام الأمور لها». وفي الموضوع النووي، عبّر لاريجاني، وهو كبير المفاوضين الإيرانيين في هذا الملف، عن أمله ألا يتم المساس بالاتفاق الذي جرى بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبلاده لدى مداولات مجلس حكام الوكالة، واصفاً هذا الاتفاق بأنه «الطريق المعقول الباقي ولا بديل منه».
وأشار لاريجاني إلى ما وصفه بـ«عناد» الأميركيين في شأن الملف النووي الإيراني ومعارضتهم للاتفاق بين إيران ووكالة الطاقة، مضيفاً: «إنهم حتى لو أصدروا قراراً جديداً ضد إيران، فإننا لن نغير موقفنا، لذا عليهم أن يختاروا نهجاً معقولاً»، ومشيراً إلى «أن العراقيل التي تقوم بها أميركا والذرائع التي تسوقها لن تجلب لها شيئاً».
وتابع لاريجاني: «إن الأميركيين أصيبوا بالتخبط الاستراتيجي في المنطقة»، مشيراً إلى «أن استمرار المسار الراهن مرتبط بالسلوك المعقول للجانب الآخر». لكنه رأى أن مواقف الاتحاد الأوروبي «كانت معقولة نسبياً» إزاء الاتفاق الأخير بين إيران والوكالة.
وأوضح لاريجاني أن الأوروبيين «قد ملُّوا العناد والأحادية الأميركية في القضايا الإقليمية المهمة ويسعون إلى أن يأخذوا بالاعتبار مصالحهم الوطنية، ذلك لأن هذا العناد لم يعد لهم بنتائج جيدة».
ونفى لاريجاني الاتهامات الأميركية بأن إيران تسعى لخداع وكالة الطاقة، أو تريد كسب الوقت من خلال محادثاتها معها، مؤكداً أن جميع محاور الاتفاق منشورة على الموقع الإلكتروني للوكالة الدولية ولا يوجد موضوع سري، ومطالباً واشنطن بأن توضح أي محور من هذه المحاور ينطوي على خدعة.
وقال لاريجاني: «لقد أدركت الدول الأعضاء في مجموعة (5 + 1) أنه لا بد من الاستفادة من تكتيكات ومبادرات جديدة»، معرباً عن أمله في أن تكون الظروف المقبلة أكثر منطقية.
وأشار إلى أن نتائج الاستطلاعات تؤكد أن 80 في المئة من سكان الشرق الأوسط يرون امتلاك الطاقة النووية حقاً مشروعاً لإيران.
(ارنا ، مهر، يو بي آي)