strong>«واشنطن بوست»: انقسام أميركي حول مساعدة نوويّة كوريّة شماليّة لسوريا
استبعدت دمشق أمس أن تقدم على الرد عسكرياً على العدوان الإسرائيلي عليها الأسبوع الماضي، مشيرة إلى «توجهات» للحفاظ على قوة الموقف السوري، في الوقت الذي تواصلت فيه التكنهات عن هدف الغارة الإسرائيلية، في ظل أنباء أميركية عن تعاون نووي بين سوريا وكوريا الشمالية.
وخلال مؤتمر صحافي مع نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر سلطانوف، قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، ردّاً على سؤال عما اذا كانت سوريا تدرس القيام برد عسكري على إسرائيل، «نحن لا ندرس أي رد، لكن لدينا توجهات من خلالها نحافظ دائماً على قوة الموقف السوري».
وفي الشأن اللبناني، نفى المقداد أن تكون سوريا تؤدي دوراً سلبياً في لبنان، مشدداً على أنها «لن تتدخّل في الانتخابات الرئاسية».
أما سلطانوف، فأكد من جهته، أن «على اللبنانيين بذل كل الجهود لاستئناف الحوار، وخصوصاً حول الطرق لإجراء الانتخابات الرئاسية».
وكان سلطانوف قد وصل أول من أمس إلى دمشق، حيث سلّم الرئيس السوري بشار الأسد أمس رسالة من نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن الأسد بحث مع سلطانوف الوضع في الشرق الاوسط. وأضافت إنهما «استعرضا الأوضاع في المنطقة وكانت وجهات النظر متقاربة حيال ما يجري في العراق والأراضي الفلسطينية المحتلة».
وبعد لقائه نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، قال سلطانوف إن «لقاءه مع الرئيس الأسد تركّز على أوضاع المنطقة وكيفية الخروج من الوضع الصعب الذي تشهده». وشدّد على أن البلدين «على اتصال وتشاور مستمرين للبحث في أوضاع المنطقة والعالم»، مشيراً إلى أن «العلاقات بين البلدين جيدة جداً وأن التعاون بينهما قائم في كل المجالات».
وشدد سلطانوف على «اهتمام بلاده بإعطاء فرصة للخروج بالمنطقة من الوضع المؤقت والصعب فيها وعودة الاستقرار إليها تمهيداً لإمكان إحلال السلام العادل والشامل».
وعن الوضع في العراق، قال سلطانوف إن «بلاده تؤيد كل الجهود الرامية إلى الحفاظ على وحدة العراق وسيادته وسلامة أراضيه وتحقيق المصالحة الشاملة بمشاركة جميع القوى الوطنية العراقية».
في هذا الوقت، تواصلت التكهنات عن هدف الضربة الجوية الإسرائيلية على الأراضي السورية. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مصادر لم تسمّها في أجهزة الاستخبارات الأميركية قولها إن «كوريا الشمالية تساعد سوريا على بناء موقع نووي على ما يبدو».
وبحسب «واشنطن بوست»، نقلت الاستخبارات الإسرائيلية الى الإدارة الأميركية صوراً التقطتها عبر الأقمار الاصطناعية ووصفتها الصحيفة بأنها «لافتة»، ما دفع «بعض المسؤولين في الإدارة الأميركية إلى الاعتقاد بأن هذا الموقع قد يكون يستخدم لتطوير أسلحة نووية».
وأوضحت الصحيفة أن المعلومات، التي تعود الى أقل من شهر، جرى حصرها بعدد محدود من المسؤولين في الإدارة الأميركية، بتعليمات من مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض ستيفن هادلي.
لكن يبدو أن «الإدارة الأميركية منقسمة حول هذه المسألة، اذ إن بعض المسؤولين يشككون في قدرة كوريا الشمالية وسوريا، اللتين تعاونتا في السابق في مجال تكنولوجيا الصواريخ، في التعاون في المجال النووي».
وبحسب الصحيفة نفسها، رفض متحدثان باسم البيت الأبيض والسفارة الإسرائيلية التعليق على التقرير. وقال متحدث باسم السفارة السورية في واشنطن إنه لا يمكنه تقديم بيان فوري.
وفي السياق، قال المندوب الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون إن الرئيس جورج بوش حذّر العام الماضي كوريا الشمالية من أن نقلها أسلحة أو مواد نووية إلى سوريا سيعدّ «تهديداً خطيراً».
ونقل موقع صحيفة «هآرتس» الالكتروني أمس عن بولتون قوله «إنه يشتبه في أن كوريا الشمالية نقلت فعلاً بشكل سري مواد نووية إلى سوريا أو إيران». وقال إن «أسلوب نقل مواد نووية لدول أخرى يتم فيها الاستمرار بنشاط نووي سري وبعيد عن أعين الرقابة الدولية تم نسبه في الماضي للرئيس العراقي السابق صدام حسين، واشتبهت الولايات المتحدة في حينها بأنه نقل نشاطه النووي إلى السودان لمنع اقتفاء آثار وجود تطوير نووي محظور في العراق». وأضاف إنه اصطدم مع مسؤولين في الولايات المتحدة ومع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي أي ايه» حول «النشاط النووي في سوريا»، في أعقاب الحرب في العراق وهجرة علماء وخبراء ذرة عراقيين وروس إلى سوريا وتوثيق الرئيس السوري بشار الأسد علاقاته مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.
(سانا، يو بي آي، رويترز، أ ف ب)