شكّلت زيارة وفد درزي كبير، قوامه أكثر من 500 من فلسطينيي 48 والجولان السوري المحتل، إلى السويداء مناسبة للقاء أقاربهم السوريين واللبنانيين بعد عقود من الفراق.وقال الشيخ هاني زويهد، الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية وقدم إلى السويداء ضمن هذا الوفد: «أنا سعيد بلقاء أقاربي في سوريا».
وتجمع عدد من الدروز بلباسهم التقليدي أمام الضريح الضخم المشيد تخليداً لذكرى شهداء الثورة السورية الكبرى (1925ـــــ1927) على الانتداب الفرنسي في السويداء. وانحنى كبار السن أمام ضريح زعيم الثورة سلطان باشا الأطرش، مؤكدين أنهم عرفوه قبل إقامة إسرائيل في 1948.
ويتعرف الشبان بينهم إلى أقاربهم السوريين واللبنانيين الذين قدموا للمناسبة. ويتبادلون أرقامهم الهاتفية وعناوينهم الإلكترونية ويتواعدون على التواصل بعد عودتهم إلى إسرائيل.
وقال الشيخ محسن أبو حميد، القادم من الجليل الأعلى: «إذا كانت سوريا عدواً لإسرائيل فهي ليست عدوة لنا. إنها انتماء ومشروع عربي وحدوي نعمل له ونناضل من أجله».
وبالنسبة إلى الدروز السوريين في الجولان، تمثّل هذه الزيارة، التي تنظم سنوياً، مناسبة للقاء الأسر التي يفرق بينها خط الفصل بين السوريين والإسرائيليين منذ 1967. وقال الشيخ أبو زاهر، من قرية مجدل شمس في الجولان، المتلهف للتعرف إلى حفيده ذي الثلاث سنوات: «جئت لرؤية ابنتي التي تعيش في سوريا مع زوجها».
أما الشيخ حمود حناوي، الزعيم الروحي للدروز السوريين، فرأى أن «هذا اللقاء هو دليل على التضامن الذي يتجاوز الحدود ويعكس هويتنا العربية التي نفخر بها». ورغم أن قسماً من الدروز في إسرائيل انخرطوا في الجيش وضمن قوات حرس الحدود خلافاً لباقي فلسطينيي 48، تقوم حركة «التجمع الديموقراطي»، التي يرأسها الدكتور عزمي بشارة وينتمي إليها النائب الدرزي في الكنيست سعيد نفاع، منذ سنوات بحملة لرفض التجنيد في الجيش الإسرائيلي.
وقال نفاع: «هناك العديد من دروز فلسطين الذين يرفضون التجنيد في الجيش الإسرائيلي ونحن نعمل على أن يصبح هذا الرفض جماعياً». وأضاف: «إن الاستعمار قد قسمنا وزرع الحدود المصطنعة بيننا، وإن لم نستطع اليوم أن ندوس بأقدامنا هذه الحدود المصطنعة، فنحن على يقين بأن الأجيال القادمة من أبنائنا ستدوس هذه الحدود ونصل إلى الوحدة العربية المنشودة».
(أ ف ب)