strong>بوش يعلن اليوم خفضاً رمزيّاً لعديد القوّات... والديموقراطيون يستعدّون لجولة جديدة من المواجهة
في الوقت الذي يستعد فيهّ الرئيس الأميركي جورج بوش الى إلقاء كلمة فجر اليوم عن رؤيته لمستقبل وعدد قوات بلاده في العراق، تلقّت حكومة بغداد وسلطات الاحتلال ضربة موجعة أمس، باغتيال رئيس مجلس صحوة الأنبار الشيخ عبد الستار أبو ريشة، الذي يُعَدّ مجلسه إنجازهما الأكبر خلال أربع سنوات من الاحتلال، بعدما بات يتزعّم ميليشيات تحارب تنظيم «القاعدة» في هذه المحافظة الغربية المحاذية للحدود مع سوريا.
وفور الإعلان عن مقتله بانفجار وقع أمام منزله في مدينة الرمادي بعد ظهر أمس، أعلنت السلطات الأمنية حالة الطوارئ في محافظة الأنبار. ورغم أنّ أيّ جهة لم تتبنَّ العملية، فإنّ الشكوك تحوم حول «القاعدة» باعتبار أنّ أبو ريشة ومساعديه كانوا من حلفاء هذا التنظيم قبل أن ينقلبوا عليه ليقفوا إلى جانب الاحتلال الأميركي والسلطات العراقية.
وعبّر مصدر عراقي رسمي، لوكالة «أسوشييتد برس»، عن مخاوفه الكبيرة من أن تؤدّي هذه العملية الى نتائج سيئة للغاية على صعيد تخويف بقية المتعاونين مع السلطات العراقية والأميركية ضدّ التنظيمات التي تقاتلها.
ووصف البيت الأبيض الاغتيال بأنه «عمل شائن»، مؤكّداً أنه لن يردع الزعماء القبليين عن الاستمرار في التصدي «للإرهابيين».
ومن غير المتوقَّع أن يقدّم بوش في خطابه المنتظر اليوم، أكثر من الموافقة على خفض محدود للقوات الأميركية في العراق، لكنه لن يرضي المعارضين لاستمرار بقائها فيه. ووسط رفض الحزب الديموقراطي لتوصيات تقرير قائد قوات الاحتلال في العراق الجنرال دايفيد بيترايوس والسفير الأميركي لدى بغداد ريان كروكر، سيحاول بوش كسب تأييد الرأي العام في مواجهة هؤلاء.
وأكّدت معظم الصحف الأميركية أمس أنه من شبه المؤكّد أن يؤيد بوش خفض عدد الجنود الأميركيّين في بلاد الرافدين بنحو 30 ألفاً، ليصبح عددهم حوالى 130 الف بحلول شهر تمّوز من العام المقبل، أي العودة الى المستوى الذي كان عليه هذا العدد قبل أن يأمر سيد البيت الأبيض بزيادته منذ مطلع العام الجاري.
ويقول محلّلون أميركيون إن بيترايوس اختير ليمهّد الطريق أمام خطاب بوش نظراً للصدقية التي يتمتّع بها بين الجمهوريين والديموقراطيين على السواء. وقالوا إن بوش سيصر، في الوقت الذي سيشير فيه إلى التقدّم الذي أُحرز على الجبهة الامنية في العراق، على أن أي خفض للقوات سيعتمد على استمرار تحسّن الأوضاع على الأرض.
وفي إشارة الى الأهمية التي تعلّقها الإدارة على خطاب رئيسها، كشف البيت الأبيض أنه طرأ نحو 20 تعديلاً على الخطاب الذي سيُلقى فجراً.
ورغم توحيد الديموقراطيين لصفوفهم استعداداً للتصويت على رفض تقرير كروكر وبيترايوس أمام الكونغرس قريباً، لم تلُح في الأفق بادرة على أنهم سينجحون في اختراق صفوف الحزب الجمهوري وكسب مزيد من أصوات أعضائه لإجبار بوش على تغيير استراتيجيته الحربية في بلاد الرافدين.
وقال قادة الحزب الديموقراطي أخيراً إنهم سيطلقون محاولة جديدة في مجلس الشيوخ الأسبوع المقبل، لتغيير المهمة في العراق، رغم أن شهادة بيترايوس وكروكر يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين أمام لجان الكونغرس بدت كأنها أعطت الرئيس الاميركي مزيداً من الوقت للبقاء في بلاد الرافدين.
وأفادت صحيفة «التايمز» البريطانية أمس أن بيترايوس سيزور لندن الأسبوع المقبل للقاء رئيس الوزراء غوردون براون في خطوة تهدف إلى تهدئة التوتر المتنامي بين ضفّتي الأطلسي جرّاء قرار المملكة المتحدة سحب قواتها من مدينة البصرة العراقية.
وفي السياق، نفى بيترايوس أن تكون لدى إدارته نية لإرسال قوات الى هذه المحافظة الجنوبية مفضّلاً «ترقّب الوضع هناك» ومتوقّعاً «أن يتمكن العراقيون من مسك زمام الأمور».
وفي بغداد، عبّر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس، عن «ارتباكه» إزاء الانتقادات الأميركية على خلفية علاقاته الوثيقة مع ايران وذلك خلال مقابلة بثتها شبكة «سي أن أن» الأميركية مساء أول من أمس.
وبعدما انتقدته واشنطن لأنه ظهر في صور وهو يصافح الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد خلال زيارته الأخيرة الى طهران في مطلع شهر آب الماضي، رأى المالكي أنه «أمر طبيعي بين الدول الالتقاء والتفاوض حتى خلال النزاعات».
وقال المالكي، عبر مترجم، «بصراحة، أنا مرتبك» إزاء هذه الانتقادات. وعن ردّ السلطات الإيرانية على الاتهامات الأميركية، أجاب المالكي «لقد ردّوا، كما فعل السوريون، أنّ ذلك يتمّ رغماً عن إرادتهم وخارج سيطرتهم». وعبّر رئيس الوزراء عن اعتقاده بأنّ الإيرانيين «صادقون مع سلطات بلاده في مسألة ضبط حدودهم ووقف مرور المتفجرات».
إلى ذلك، أعلن مصدر في السفارة العراقية لدى دمشق أمس تعليق العمل بنظام التأشيرة التي سبق أن قرّرت دمشق فرضها في وقت سابق من الشهر الماضي على دخول العراقيين الى أراضيها.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)