strong>محمد بدير
يقر المعلقون الإسرائيليون بأن جدار الصمت الرسمي المطبق، الذي فرضته السلطات الرقابية على العدوان الجوي على سوريا، لن يلبث أن يتصدع عاجلاً أو آجلاً؛ ويبدو أن بعض الساسة يعتزمون الإسهام في عملية التصديع هذه، مستفيدين من ضغط وسائل الإعلام وحالة الفضول التي تسود الرأي العام الإسرائيلي حيال ما حصل

طالبت رئيسة كتلة «ميرتس» في الكنيست النائبة زهافا غالؤون أمس رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بإطلاع لجنة الخارجية والأمن البرلمانية على تفاصيل عملية اختراق الطيران الحربي الإسرائيلي للأجواء السورية قبل نحو أسبوعين.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن غالؤون بعثت برسالة إلى المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية مناحيم مزوز طالبته فيها بإطلاع أولمرت على واجبه بضرورة إطلاع لجنة الخارجية والأمن على العملية في سوريا.
وجاءت رسالة غالؤون لمزوز تحت عنوان «رقابة لجنة الخارجية والأمن على نشاط أمني غير عادي خارج الحدود». وكتبت فيها أنه «في ضوء تقارير مصادر أجنبية عن غارة الطائرات الإسرائيلية في سوريا قبل أسبوع ونصف أسبوع، وفي ضوء التعتيم المطلق المفروض في إسرائيل على ما جرى أو لم يجرِ، فإنني أتوجه إليك طالبة وضع رئيس الوزراء أمام واجبه الدستوري لتقديم تقرير عن كل عملية غير عادية ينفذها الجيش الإسرائيلي للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست أو لإحدى لجانها الفرعية».
وتتفرع عن لجنة الخارجية والأمن لجان صغيرة عديدة تعالج قضايا أمنية وعسكرية واستخبارية بالغة السرية، علماً بأن غالؤون ليست عضواً في أي منها لكونها عضواً في لجنة الخارجية والأمن بصفة مراقب.
وأضافت غالؤون، في رسالتها: «وفقاً لقانون أساس الحكومة وللمبادئ الأساسية للديموقراطية، لا يعقل ألا تكون هناك رقابة للكنيست على عمليات الجيش الإسرائيلي وراء الحدود، وإن لم يكن مسبقاً، فعلى الأقل بعد تنفيذ العملية، وإلا تحولت اللجنة إلى منتدى لأعضاء يستمعون فيه إلى عروض من دون القدرة على الرقابة الفعلية».
ونقل موقع «يديعوت أحرونوت» على شبكة الإنترنت عن غالؤون قولها: «إنني لا أصر على أن يعطي التقرير للجنة رئيس الوزراء شخصياً وبإمكانه إرسال أحد من طرفه من بين صناع القرار».
وفي السياق، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن جواً من التخوف يسود الأوساط المعنية في إسرائيل من إمكان لجوء «منظمات إرهابية» إلى تنفيذ عملية كبيرة في واحدة من سفن الاستجمام التي تجوب البحر المتوسط، والتي عادة ما يرتادها سياح إسرائيليون. ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني «رفيع المستوى» قوله أمس إنه في أعقاب الأحداث في الأيام العشرة الأخيرة كثفت «منظمات إرهابية مختلفة محاولاتها لتنفيذ عملية نوعية كبيرة». وأضاف أن «أحد الاتجاهات التي تدرسها (هذه المنظمات) هو إمكان تنفيذ عملية بحرية كبيرة يجري فيها صدم سفينة مسافرين إسرائيلية في المتوسط بسفينة أو قارب مموه محمل بالمواد المتفجرة».
وأكد مسؤول رفيع المستوى في «هيئة إدارة السفن» الإسرائيلية أن بحوزة الأجهزة المختصة «إخطارات حول نيات منظمات إرهابية تنفيذ عمليات مختلفة في الخارج أو في البحر». وأشارت «يديعوت» إلى أنه في أعقاب هذه الإخطارات، تعززت الحراسات حول سفن الاستجمام الإسرائيلية في الآونة الأخيرة، إضافة إلى اتخاذ سلسلة من التدابير الأخرى من بينها تغيير مسارات الإبحار.
وتعليقاً على ذلك، حاولت مصادر في «هيئة مكافحة الإرهاب» التابعة لمكتب رئاسة الحكومة الإسرائيلية التخفيف من وقع الأمر، مشيرة إلى أن الإخطارات الموجودة حتى الآن ليست ملموسة. لكنها أكدت، في المقابل، وجود «نيات طوال الوقت لدى جهات في الجهاد العالمي لاستهداف هذه السفن»، كاشفة عن أنه «في العامين الأخيرين، كانت هناك محاولتان لاستهداف سفن استجمام إسرائيلية على شواطئ تركيا». وأوضحت المصادر أن تنظيم «القاعدة وضع هذه السفن في بؤرة الاستهداف لأنه يعتقد بأنها محملة بمئات الإسرائيليين وتمثِّل هدفاً جذاباً».