نيويورك ـ نزار عبود
توقف مصدر مطلع في الأمم المتحدة أمام معلومات محرجة للأمين العام بان كي مون عن تصرفات ناظر القرار 1559 تيري رود لارسن التي تجاوزت حدود المعقول في البذخ والإنفاق، وتنافت كلياً مع الأخلاقيات المهنية.
وأشار المصدر إلى أنه في العاشرة والنصف مساء التاسع من آب الماضي، وفي ساحة كازينو مونتي كارلو المكتظ بالسياح جنوب فرنسا، لاحظ الجمهور تقدم سيارة فاخرة سوداء من آخر طراز لرولز رويس، تتقدم نحو الفندق الفاخر «هوتيل دي باري» الذي لا يرتاده إلا المشاهير وكبار الأثرياء. وترجل من الباب الأيمن للسيارة المبعوث الدولي تيري رود لارسن، وزوجته من الباب الأيسر، وكانت تلقي على كتفيها دمية لحيوان مصنوعة من الفراء المحشو.
ودخل الزوجان إلى الفندق الذي لا تقل كلفة قضاء ليلة واحدة فيه خلال موسم الصيف عن 1500 دولار. ولم يكشف المصدر هوية من دفع فاتورة الفندق.
وأعرب المصدر عن امتعاضه من إساءة استخدام المركز الدولي لغايات خاصة، عوضاً عن الالتزام بالأصول المهنية للمنظمة الدولية.
وأضاف المصدر الخاص لـ«الأخبار» أن «لارسن يبدو كأنه اكتشف منجم ذهب من خلال منصبه في الشرق الأوسط».
وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها لارسن، المبعوث الدولي الذي تنطّح أخيراً لتفسير الدستور اللبناني بما يرضي فريق الموالاة في لبنان، للمساءلة عن سوء استخدام السلطة. فقد خضع للمساءلة وزوجته في النروج قبل أعوام قليلة ووجهت إليه تهمة إساءة استخدام المال مستغلاً منصبه، إلا أن الأمم المتحدة لم تفعل شيئاً مماثلاً. واستغرب المصدر استمرار تعيين لارسن في منصبه، بينما يعمل أيضاً رئيساً لصندوق أكاديمية السلام الدولية التي يتولى جمع المال لها. وفي ذلك تعارض في المصالح. فمن خلال هذا المنصب يمكن المتبرعين أن يؤثروا على قرارات الأمم المتحدة ويلحقوا الأذى بسمعتها الضعيفة بالأساس.
لم تتمكن «الأخبار» من الاتصال بلارسن أمس. لكن في لقاء معه تم الجمعة الماضي في مسكن الأمين العام للأمم المتحدة دافع لارسن عن تصريحاته بشأن تفسير الدستور اللبناني، وقال إنه لم يذكر شيئاً سوى ما جاء في المادة 49 من الدستور عن نصاب جلسة الانتخاب.