strong>الاحتلال يعلن اعتقال «ضابط» إيراني في السليمانية... وطهران تندّد
عشيّة بدء زيارة نوري المالكي إلى نيويورك، عادت موجة الاعتقالات الأميركية لأعضاء الوفود الإيرانية الرسمية، في وقت فيه أعلنت الكتلة الصدرية موافقتها على اقتراح رئيس الوزراء العراقي تأليف حكومة تكنوقراط «شرط أن تكون بعيدة عن المحاصصة الحزبية والطائفية».
ولم يدم «شهر العسل» السياسي بين الحكومة ونائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، الذي تجلى بالاتفاق الخماسي قبل نحو شهر، بعدما بلغت حدّة الخلاف بينهما ذروتها أمس، بتهديد الهاشمي للحكومة بحجب الثقة عنها «إذا استمرّت في التباطؤ في إجراء إصلاحات حقيقية في العملية السياسية».
ويجتمع اليوم في مقرّ الأمم المتحدة في نيويورك ممثّلو الدول الكبرى وأطراف مانحة ودول جوار العراق، للبحث في سبل إعادة إعمار هذا البلد. وسينظر الاجتماع أوّلاً في وسائل تجسيد قرار منح دور أكبر للمنظمة الدولية في العراق، الذي اتّخذه مجلس الامن الدولي في 10 آب الماضي في قراره رقم 1770.
وتتركّز الأنظار على حصيلة اللقاء الذي سيجمع المالكي مع الرئيس الأميركي جورج بوش، وذلك بعد أيّام من إعلان الأخير تبنّيه لتوصيات جنرال حربه في العراق دايفيد بيترايوس وسفير بلاده لدى بغداد، ريان كروكر.
وأعلن جيش الاحتلال الأميركي في العراق أمس، أنّ قوّة تابعة له اعتقلت رجل أعمال إيرانياً في فندقه في مدينة السليمانية في إقليم كردستان، «بصفة ضابط في قوات القدس» التي تقول واشنطن إنه تابع للحرس الثوري الإيراني المتَّهم بدوره بدعم الميليشيات الشيعية في بلاد الرافدين.
وأشار البيان الأميركي إلى أن الضابط المعتقل متورّط في عمليات تهريب عبوات ناسفة وإدخال انتحاريين إلى العراق وتدريب «إرهابيين» أجانب.
وقال مسؤول من حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» بزعامة الرئيس جلال الطالباني، لوكالة «أسوشييتد برس»، إن جنوداً أميركيين اعتقلوا ثلاثة إيرانيين يؤلّفون وفداً تجارياً يزور المنطقة، لكن تمّ بعدها إطلاق سراح اثنين منهم وأبقي على الثالث الذي يرأس الوفد.
وقال مدير غرفة تجارة السليمانية حسن باقي، إن «الوفد التجاري الإيراني الذي يمثّل مدينة كرماشان الإيرانية يزور الاقليم بناء على دعوة رسمية لبحث التبادل التجاري بين كرماشان والسليمانية».
وقدّمت طهران ممثّلة بسفارتها لدى بغداد، احتجاجاً رسمياً «شديداً» إلى وزارة الخارجية العراقية. وأوضح المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، محمد علي حسيني، أن «هذا النوع من التصرف من جانب القوات الاميركية يمثّل انتهاكاً فاضحاً للاتفاقيات الدولية، وهو قرار غير مبرّر يرمي إلى تدمير العلاقات بين العراق وإيران».
في هذا الوقت، أعلنت الكتلة الصدرية أمس موافقتها على تأليف حكومة تكنوقراط مصغّرة في العراق بديلاً عن حكومة «الوحدة الوطنية» التي باتت فاقدة لنحو نصف أعضائها.
وقال النائب عن الكتلة نصّار الربيعي «إن الكتلة ترحّب بنيّة رئيس الوزراء تأليف حكومة تكنوقراط لخروج العراقيين من حالة المحاصصة الطائفية التي بنيت على أساسها الحكومة الحالية».
في المقابل، قال الهاشمي، في مقابلة مع وكالة «رويترز»، «هناك إخفاق وقصور كبيران في أداء الحكومة وفي إنجازاتها ووعودها، ولا بدّ من جملة إصلاحات حقيقية في مختلف المجالات». وكشف الهاشمي عن وجود تحرّكات للكتل البرلمانية التي انسحبت من الحكومة لتأليف تكتل يهدف إلى تكوين غالبية برلمانية بإمكانها إجراء تصويت حجب الثقة عن الحكومة. وقال «نحن نجري حوارات مكثفة مع الآخرين بهدف التوصل الى مواقف مشتركة، وأمام بقاء الوضع السياسي على ما هو عليه، لن يكون هناك من مناص إلّا الذهاب باتجاه طرح الثقة من حكومة المالكي في مجلس النواب في المستقبل القريب».
ميدانياً، رغم مقتل 3 جنود أميركيّين و16 عراقياً أمس، قال نائب قائد قوات الاحتلال في العراق، الجنرال ريموند أوديرنو، إن أعمال العنف انخفضت إلى نحو 50 في المئة منذ كانون الثاني، تاريخ إرسال واشنطن التعزيزات العسكرية في ما بات يُعرَف بخطّة «إغراق العراق».
إلى ذلك، نسف مسلّحون مجهولون أمس، منزل رئيس مجلس إنقاذ الموصل الشيخ فوّاز الجربا بعد أيّام من إعلان الأخير تأسيس مجلس لمقاتلة تنظيم «القاعدة» على غرار المجلس الذي نشأ في محافظة الأنبار للغاية نفسها.
(الأخبار، أ ب، رويترز، أ ف ب، د ب أ)