غزة ــ رائد لافي
إصابـــة 3 جنـــود إسرائيلييـــن... وبرليـــن تتفهّـــم اعتبـــار غـــزّة «كيانـــاً معاديـــاً»


تزايد الحديث أمس عن مساعي التهدئة بين إسرائيل وحركة «حماس»، رغم حرص الطرفين على نفي الأنباء، التي تطابقت من أكثر من مصدر، في الوقت الذي واصلت فيه قوات الاحتلال اعتداءاتها في قطاع غزة والضفة الغربية، فيما رفضت برلين استنكار إعلان إسرائيل قطاع غزة «كياناً معادياً».
وقالت إذاعة «صوت اسرائيل» أمس إن «شخصية مهمة من مكتب رئيس الحكومة المقال إسماعيل هنية اتصلت بشخصية إسرائيلية رفيعة المستوى بطريقة غير مباشرة (بواسطة طرف ثالث)، لبحث التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق الصواريخ من القطاع».
ووفقاً للإذاعة العبرية، فإن الاتصال تم قبل اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية، الذي اتخذ قراراً باعتبار القطاع «كياناً معادياً».
وأكدت وسائل إعلام محلية مقربة من الرئاسة الفلسطينية وحركة «فتح» أنباء الاتصال بين مكتب هنية والحكومة الإسرائيلية. وبحسب مصادر مطلعة تحدثت لوكالة «معا»، فإن «اتصالات جرت فعلاً بين المتحدث الرسمي باسم هنية، غازي حمد، مع نائب وزير الجيش الإسرائيلي ماتان فلنائي».
وأشارت المصادر إلى أن «حمد طلب (من الطرف الثالث) أن يتحدث مباشرة مع فلنائي الذي وعد بدراسة الأمر، قبل أن يعود ويعتذر عن الحديث المباشر مع حمد عقب قرار الحكومة المصغّرة».
وقالت مصادر فلسطينية أخرى إن حركة «حماس» والحكومة المقالة تبديان حرصاً في هذه الأثناء على إنجاز اتفاق مع الدولة العبرية، يتركّز على «وقف إطلاق النار والصواريخ من القطاع، في مقابل وقف العدوان ورفع الحصار عن المعابر».
لكن حمد نفى بشدة أن يكون قد أجرى «اتصالات أو محاولات إجراء اتصالات مع فلنائي». واكتفى بالقول «لم أُجرِ أي اتصال مع أي طرف إسرائيلي».
كما نفت حكومة هنية، على لسان المتحدث باسمها طاهر النونو، «الادعاءات الكاذبة التي ساقتها بعض المواقع المعروف عنها اختلاق الأحداث، وتحدثت عن اتصالات تجريها الحكومة مع الاحتلال الإسرائيلي»، مضيفاً إن «هذه الأكاذيب جزء من الحملة الدعائية التي تُشنّ ضد الحكومة ورموزها».
وشدّد النونو على أن «حمد لم يجر أي اتصالات مع أي جهة اسرائيلية، بصورة مباشرة، أو غير مباشرة، وقد أعلن ذلك صراحةً»، محذّراً «من محاولات تشويه الحقائق للتغطية على اللقاءات الفاشلة التي تعقدها أطراف رام الله مع الاحتلال».
ميدانياً، انسحب الجيش الإسرائيلي من شرق مخيم البريج، وسط قطاع غزة بعدما استشهد أربعة فلسطينيين، بينهم أحد قادة «كتائب عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، وجرح ثمانية آخرين. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن ثلاثة جنود إسرائيليين أصيبوا بجروح خلال اشتباكات مع مقاومين فلسطينيين وسط قطاع غزة وجنوبه ليل أول من أمس.
وفي الضفة الغربية، أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته انسحبت أمس من مخيم عين الماء غرب نابلس بعد إنهاء عملية عسكرية استمرت ثلاثة أيام. وقال جيش الاحتلال إن العملية أسفرت عن اعتقال 49 ناشطاً فلسطينياً، وصفهم بأنهم «مطلوبون»، مشيراً إلى أن بين المعتقلين نهاد شقيرات، قائد «كتائب عز الدين القسام» في نابلس.
وعلى عكس المواقف الدولية، رفضت الحكومة الألمانية انتقاد قرار الحكومة الإسرائيلية اعتبار قطاع غزة «كياناً معادياً». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، مارتن ييجر، إنه «يجب أخذ خلفيات قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي بهذا الخصوص في الاعتبار»، مشيراً إلى الهجمات الصاروخية المتكررة على الأراضي المحتلة عام 1948 انطلاقاً ًمن القطاع في الأسابيع الأخيرة. وأضاف «نحن واثقون بأن الحكومة الإسرائيلية ستنفّذ القرار الذي اتخذته بمسؤولية».
وأعربت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، لويز اربور، عن «قلقها البالغ» من قرار إسرائيل إعلان قطاع غزة «كياناً معادياً»، وتهديدها بقطع إمدادات الكهرباء والوقود عنه. وحذّرت اربور، في بيان لها أول من أمس، من أن «تطبيق مثل هذه الإجراءات سيفرض عبئاً لا يمكن احتماله على السكان المدنيين في غزة».