strong>إيـــران تـــغلق حــدودها مع كردســتان... وتعيــد النظــر بالمــحادثات مــع أميــركا
انتهى المؤتمر الدولي الذي عُقد في نيويورك لبحث إعادة إعمار العراق وسبل تطبيق القرار الدولي الرقم 1770 الخاص بتوسيع دور الأمم المتّحدة في بلاد الرافدين، إلى إعلان الأمين العام للمنظّمة الدولية بان كي مون عن نيّته افتتاح 3 مكاتب جديدة لها في كل من بغداد والبصرة وأربيل.
ولم تتحقّق الآمال التي عُقدَت على إمكان عقد لقاءات ثنائيّة على هامش المؤتمر بين وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس من جهة، ونظيرها الإيراني منوشهر متّكي من جهة ثانية. وخيّمت الأزمة الدبلوماسية المستجدّة بين البلدين، التي نشأت على خلفيّة اختطاف قوات الاحتلال الأميركي رجل أعمال إيرانياً في مدينة السليمانية، على أجواء كلمة متّكي الذي شنّ حملة هجومية جديدة على الولايات المتّحدة، وذلك في ظلّ خطوات إيرانية تصعيدية بدأت طهران باتّخاذها للضغط في سبيل إطلاق سراح الإيرانيين المعتقلين لدى السلطات الأميركية في العراق.
وبعد لقائه بان، حاول رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي رسم صورة متفائلة عن الوضعين السياسي والأمني في بلاده لتشجيع المجتمع الدولي على توسيع دوره في العراق، فتعهّد تأمين الحماية المطلوبة للبعثة الدولية المقرَّر توسيعها. غير أنّ بان أصرّ على أنّه يرى أنّ الوضع في العراق لا يزال سيّئاً، وأن المطلوب من حكومة بغداد لا يزال كثيراً.
وشدد المالكي، في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع بان، على أنّ هناك من يدعم الإرهاب في العراق «بالمال وبالفتاوى التكفيرية التي تنطلق من أسس عقائدية منحرفة»، في إشارة إلى بعض رجال الدين السعوديّين الذين سبق للمالكي أن وجّه إليهم انتقادات حادّة يتّهمهم فيها بالدعوة إلى قتل الشيعة.
وقال المالكي إنّ بلاده تسعى «إلى تطوير دور الأمم المتحدة في العراق، وإن هناك تعهداً من الوفود المشاركة بدعم دورها المقبل». وعن الدور السوري، قال المالكي «إن سوريا معنية بما يجري في العراق، لأنّ المنطقة متداخلة، واستطعنا خلال زيارتنا الأخيرة إلى دمشق إيجاد أرضية مشتركة، وستشارك في الاجتماع المقبل في اسطنبول».
من جهته، ثمّن بان مشاركة دول جوار العراق في المؤتمر، ورأى أنّ هذا الحضور بمثابة «دليل على مساندتهم للعراق في تحولاته السياسية والاقتصادية والأمنية». وأضاف «إننا نعمل لحشد دولي لمساعدة العراق، وسنطلب ميزانية تساعدنا على هذه التوجّهات»، مشيراً إلى أنّ «الوضع الأمني لا يزال سيئاً، وسيكون هناك دور أكبر للأمم المتحدة كلما كانت الحالة الأمنية مستقرة». وتابع «أنوي تعزيز الوجود الحالي للأمم المتحدة في العراق، عبر زيادة عدد الموظّفين الدوليين في بغداد وأربيل، وربّما فتح مكتب في البصرة».
وقد سعت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى دعم حكومة بغداد، مشددةً على «أن الوضع الأمني في العراق صعب، لكنّه يتحسّن».
بدوره، اقترح وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير البدء بإعادة إعمار العراق من الشمال الكردي الذي ينعم بظروف أمنية جيّدة نسبياً، معتبراً أنه «يمكن أن تتوسّع شيئاً فشيئاً لتشمل كل مناطق البلاد».
وفي الاجتماع، جلست رايس في الجانب المقابل لنظيرها الإيراني منوشهر متكي، ولم تتوجّه بأي كلمة اليه، كما ذكر مستشارها للشؤون العراقية ديفيد ساترفيلد، الذي أوضح أن الوزير الإيراني وجّه نقداً لاذعاً إلى الولايات المتحدة، وكرّر تأكيد رغبة طهران في المساهمة في المصالحة الوطنية في العراق. وأضاف «ما يفعله الإيرانيون ميدانياً هو الاستمرار في إرسال الأسلحة وتدريب العناصر الأكثر إجراماً وتطرّفاً في العراق على استخدام الأسلحة».
وسجّل مراسل «الأخبار» في نيويورك إشادات بالتعاون السوري من جميع المندوبين، إلّا الأميركيّين، وخصوصاً في موضوع اللاجئين العراقيين. وأكّد المندوب السوري لدى الأمم المتحدة، بشّار الجعفري، أهميّة دعم وحدة العراق واستقلاله والمصالحة وإلغاء الميليشيات وعدم إنشاء ميليشيات جديدة. ورأى أنّ الشركات الأمنية الخاصّة جزء من المشكلة في العراق، وطالب بوضع جدول زمني للانسحاب الأميركي، واصفاً المؤتمر بأنه «مهم ومكثّف».
في هذا الوقت، قال المالكي، في مقابلة أجرتها معه وكالة «أسوشييتد برس» مساء أمس، إنّ مقتل عراقيين أبرياء على يد موظّفي «بلاك ووتر»، إلى جانب اعتقال المسؤول الإيراني يوم الخميس الماضي في السليمانية، يمثّلان تحدّيين غير مقبولين للسيادة العراقية، «لأنّ الحكومة العراقية حكومة سيّدة ومنتخبة شرعياً، وهي حين تعطي أي شخص تأشيرة دخول إلى أراضيها، تكون مسؤولة عنه، وأي اعتقال بحقّه يُعدّ خرقاً لسيادتها».
وكان المتحدث باسم الحكومة العراقية تحسين الشيخلي قد قال من نيويورك إنه إذا طردت الحكومة العراقية هذه الشركة «فسيكون هناك فراغ أمني»، وذلك بعد أيّام من عودة «بلاك ووتر» إلى ممارسة نشاطها الأمني في العراق رغم تعهّد رئيس الوزراء تجميد رخصة عملها.
إلى ذلك، أكّد حاكم مدينة قصر شيرين الإيرانية الحدودية، شهريار حيدري، إغلاق معبر برويزخان الحدودي مع كردستان العراق «وذلك ردّاً على اعتقال رجال الأعمال والمواطنين الإيرانيين».
أمّا المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمّد علي حسيني، فكشف عن أنّ بلاده تدرس إمكان الاستمرار في المحادثات مع الولايات المتّحدة بشأن أمن العراق من عدمه، وذلك بعد يوم واحد من مطالبة الرئيس العراقي جلال الطالباني السلطات الأميركية بـ «الإفراج الفوري» عن المواطن الإيراني.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب،
يو بي آي، رويترز)

كشفت تقارير إعلامية نشرتها صحيفة «ذو نيوز آند أوبزرفر» الأميركية أول من أمس، تورّط «بلاك ووتر» في صفقة شحن أسلحة آلية ومعدّات عسكرية إلى العراق بصورة غير مشروعة، يُرَجَّح أن تكون قد وصلت إلى أيدي الفصائل التي تقاتل قوات الاحتلال.
ونفت الشركة، في بيان لها أمس تلك التقارير، ووصفتها بأن «لا أساس لها من الصحّة»