strong> تظاهــرات غاضبــة تنتظــره في «كولومبــيا» وإدارة الجامعــة تدافــع عـن دعوتــها لـه
بدا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، في نيويورك أمس، أكثر دبلوماسية، ويسعى إلى مخاطبة رأي عام ينظر إليه نظرة ارتياب، ويعارض وجوده على الأراضي الأميركية، فكان حريصاً على التأكيد أن إيران لن تهاجم إسرائيل، وأنها تستبعد هجوماً أميركياً عليها.
وأبلغ نجاد وكالة «أسوشييتد برس» أن إيران «لن تهاجم إسرائيل أو أي بلد آخر، وأنها لا تعتقد أن أميركا تستعد لحرب ضدها». وأضاف أن بلاده «تحرص دائماً على السياسة الدفاعية وليس الهجومية، ولا تتطلع بتاتاً إلى التوسع جغرافياً»، مجدداً دعوته الرئيس الأميركي جورج بوش إلى مناظرة كلامية بينهما.
كما دافع نجاد، أمام نادي الصحافة الوطني، عن سجل حقوق الإنسان في بلاده. وقال إن «الشعب الإيراني سعيد جداً». وفي سياق رده على سؤال عن الاعتقالات في صفوف الطلبة والصحافيين والنساء في إيران، أكد نجاد «أنهم (الإيرانيون) أحرار في التعبير عما يفكرون»، مضيفاً أن «النساء في إيران هنّ أكثر النساء تحرراً في العالم.. وهنّ فاعلات في كل ميادين المجتمع».
وأوضح نجاد أن مسألة المحرقة النازية قائمة على أساس تبرير اضطهاد إسرائيل للفلسطينيين، مضيفاً «لماذا الاعتراف بأن المحرقة حقيقية.. الشعب الفلسطيني شُرِّد»، ومشدداً على أن «إيران لا تعترف بإسرائيل لأنها تقوم على الاحتلال والعنصرية».
واحتشد مئات المحتجين على زيارة نجاد، أمام جامعة كولومبيا في نيويورك، في محاولة لمنعه من المشاركة في منتدى تنظمه الجامعة عادة لقادة العالم.
وأثار القائم بأعمال عميد كلية الشؤون الدولية في الجامعة، جون كوتسورث، موجة من الغضب بدفاعه عن الدعوة الموجهة إلى الرئيس الإيراني. ونسبت صحيفة «ديلي نيوز» إلى كوتسورث قوله إنه كان من الممكن حتى أن يدعو الزعيم النازي الراحل أدولف هتلر للتحدث، قبل أن «يبدأ الحرب» وقبل أن «يبدأ الهولوكوست».
أمَّا رئيس جامعة كولومبيا، لي بولينغر، فقد ذكر أثناء تعريفه بالرئيس الإيراني أن نجاد تصرف مثل «ديكتاتور قاسٍ وتافه»، وأن إنكاره المحرقة النازية يشير إلى أنه إما «مستفز بشكل صارخ أو جاهل بشكل مدهش».
ودانت السناتور هيلاري كلينتون، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك، والمرشحة الديموقراطية للرئاسة الأميركية، دعوة نجاد لإلقاء كلمة في الجامعة بالقول إنها «لم تكن لتدعوه .. إنه شخص ينكر الهولوكوست ويدعم الإرهاب».
كذلك احتشد مئات المعارضين لنجاد مقابل مبنى الأمم المتحدة، حيث سيلقي اليوم خطاباً أمام الجمعية العامة للمنظمة الدولية، يطرح فيه «حلول إيران لتسوية مشاكل العالم».
وحملت مجموعات من الطائفة الإنجيلية المسيحية لافتات بيضاء وزرقاء ترمز إلى علم إسرائيل، وتقول: «المسيحيون موحدون مع إسرائيل»، و«إسرائيل على الخريطة لتبقى».
في المقابل، التقى نجاد بقادة جماعة «ناطوري كارتا» اليهودية المناهضة للصهيونية.
وتصدت بعض الصحف لهذه الزيارة، حيث جاء عنوان الصفحة الرئيسية لصحيفة «نيويورك دايلي نيوز»: «الشر هبط هنا».
وعن رفض السلطات الأميركية السماح لنجاد بزيارة موقع مركز التجارة العالمي، قالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، في مقابلة مع قناة «سي.أن.بي.سي»، إن هذه الزيارة «كان من شأنها أن تكون حركة زائفة. إنه شخص يتولى رئاسة دولة هي على الأرجح أكبر دولة راعية للإرهاب».
في هذا الوقت، قال رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو إن أي مواجهة مع إيران ستكون «خطأً جديداً». وأضاف، للصحافيين في نيويورك، «إن الملف الإيراني يجب أن يجد حلاً أيضاً داخل الأمم المتحدة، عبر تطبيق قواعدها التي يمكن أن تتضمن عقوبات»، وينبغي «استنفاد» اللجوء إلى الحوار «حتى اللحظة الأخيرة» قبل فرض عقوبات إضافية.
وفي طهران، أكد رئيس الأركان العامة في الجيش الإيراني، العميد عبد الرحيم موسوي، أن المنطقة لا تعيش حالياً ظروف حرب، موضحاً، في حديث لوكالة «مهر» للأنباء، أن «تطورات المنطقة لم تبلغ حداً مقلقاً كالسابق، ولكن لا بد من وضع هذا الاحتمال في الحسبان، (أي) قيام حمقاء كأميركا بهجوم علينا في أي لحظة».
في الملف النووي، بدأ فريق من خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية في طهران، أمس، محادثات فنية مع خبراء فنيين إيرانيين لبحث قضايا تتعلق بأجهزة الطرد المرکزي في مفاعل ناتنز وسط إيران، وقضايا أخرى تتعلق بالبرنامج النووي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني إن «المفاوضات بين الوكالة الدولية وإيران بدأت (أمس) وستستمر ليومين أو ثلاثة أيام»، كما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية «ارنا».
إلى ذلك، أعلن الرئيس الفنزويلّي هوغو تشافيز أن الرئيس الإيراني سيقوم غداً الأربعاء بزيارة إلى فنزويلا تدوم 3 أيام.
(أب، مهر، أ ف ب، رويترز،
يو بي آي، اسنا)