strong>تشكيــك أميــركي بدعــوة دمشــق... وترجيــح ســوري برفضهــا
تجاهل الرئيس الأميركي جورج بوش، خلال لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في نيويورك أول من أمس، الإشارة إلى المؤتمر الدولي للسلام الذي دعا إلى عقده في تشرين الثاني المقبل، إلا أنه جدّد الحديث عن «رؤية» الدولتين، فيما لا يزال الحديث عن دعوة سوريا وإمكان حضورها المؤتمر غامضاًً، مع ترجيح محللين ودبلوماسيين أن ترفض المشاركة، حتى إذا وُجهت لها.
وأعرب الرئيس الأميركي عن رغبته في بذل كل الجهود الممكنة من أجل قيام دولة فلسطينية تتعايش مع إسرائيل. وشدّد على أن هذا الهدف «ممكن أن يتحقق»، مشيراً إلى أن عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت «يريدان بصدق التوصل إلى تعايش سلمي بين دولتين فلسطينية وإسرائيلية». وأضاف: «قلت إذن للرئيس (عباس) إن الولايات المتحدة (ستعمل) بقوة قدر الإمكان من أجل المساعدة على تحقيق هذه الرؤية».
بدوره، قال عباس: «نود أن يعالج الاجتماع الدولي جوهر المسائل الأساسية كي نتمكن من التفاوض بعد ذلك على معاهدة سلام دائمة مع إسرائيل».
في المقابل، رأت حركة «حماس» أن رؤية الرئيس الأميركي بشأن قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل «فارغة المضمون وليس لها أي رصيد». وقال المتحدث باسم الحركة، سامي أبو زهري، «إن الواقع العملي يشهد عكس ذلك من خلال الدعم الأميركي المطلق للاحتلال الإسرائيلي».
في هذا الوقت، شكّك مسؤول أميركي رفيع المستوى في دعوة سوريا إلى الاجتماع الدولي. وقال إنه «لم تُوجَّه أي دعوة رسمية إلى أي طرف في الوقت الراهن، وإن الحكومة الأميركية لم تقرر بعد بشكل نهائي حجم المؤتمر». وأضاف أن «الأمر الأكثر طبيعية هو دعوة كل أعضاء لجنة المتابعة العربية، لكنني أعتقد، من وجهة نظر دبلوماسية، أنه ليس هناك دعوة رسمية بعد».
وتابع: «لم نتخذ بعد قراراً نهائياً بشأن حجم المؤتمر، ولا الطريقة الدقيقة للقيام بذلك».
ورأى دبلوماسيون ومحللون سوريون أن مشاركة سوريا في الاجتماع الدولي المقبل قد تخرجها من عزلتها الدولية، لكنها لا تزال تدرس إيجابيات الحضور وسلبياته.
وقال دبلوماسي أوروبي في دمشق إن الولايات المتحدة «تقر بأن حضور (سوريا) ضروري»، موضحاً أن سوريا «هي من ضمن الدول المعنية بتسوية»، وإن كانت تعاني «عزلة» من جانب بعض الدول العربية والأوروبية والولايات المتحدة بسبب سياستها الإقليمية.
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن محلل سوري قوله: «إذا كان المؤتمر يتعلق بعلاقات عامة فلا مصلحة لسوريا للمشاركة فيه». وأضاف أن دمشق «ستدرس المشاركة في ضوء مضمون الدعوة، وهي لا تذهب إلى مؤتمر غير معروفة خطواته». وتابع: «إذا كان المؤتمر سيناقش العلاقات الفلسطينية ـــــ الإسرائيلية، فإن الفلسطينيين غير موحدين، وهذا يدل على انحياز المؤتمر لطرف فلسطيني دون آخر، وهذا أمر غير موضوعي وغير منطقي».
وأشار المحلل السوري إلى أن «سوريا لن تتنازل عن دعمها للمقاومة الوطنية (ضد إسرائيل) ولا عن تحالفها مع إيران»، مضيفاً أن «سوريا وإيران علاقاتهما مهددة من أميركا وإسرائيل، وهناك احتلال إسرائيلي وأميركي في المنطقة والشيء الطبيعي قيام تحالف بين القوى المستهدفة».
وفي السياق، أشارت صحيفة «دي بريسه» النمساوية إلى أن توجيه واشنطن الدعوة لسوريا إلى حضور المؤتمر هو خطوة تهدف إلى عزل إيران.
وأضافت: «عندما تدعو الولايات المتحدة سوريا لمؤتمر عن الشرق الأوسط وتمنحها دوراً في مسألة حل مشكلات العراق كما اقترح تقرير لجنة بيكر ـــــ هاميلتون العام الماضي، فإن هذا يعني التفكير المستمر في ضيف ثالث صامت وهو إيران».
وكان وزير الإعلام السوري محسن بلال قد أشار أول من أمس إلى أن دمشق ستدرس الدعوة إذا وجهت لها. لكنه شدّد على ضرورة أن «يأخذ المؤتمر بالاعتبار موضوع السلام الشامل في المنطقة ومتطلباته، التي تقضي بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريفة، وحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى بلادهم، واستعادة الجولان كاملاً، وانسحاب إسرائيل حتى خط الرابع من حزيران عام 1967».
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)