علي حيدر
توقفت الأجهزة الامنية الاسرائيلية عند المناورات العسكرية الكبيرة التي أجراها الجيش المصري على مدى خمس سنوات عند قناة السويس، مشيرة إلى ان مصر لا تزال على ما يبدو تحتفظ بخيار الحرب على إسرائيل.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله «من ناحية اسرائيل، هذه المناورة تستدعي المراقبة والاعتراف بحقيقة أن الخيار المصري الهجومي لا يزال قائماً»، فيما شدد مصدر امني آخر رفيع المستوى القول «رغم أن الحديث لا يدور بأي حال عن أمر واقعي» فإن اهمية هذه المناورات تنبع من إمكان حصول «تغييرات في مصر مثل تبدل الحكم وصعود حكم اسلامي متطرف» وهو ما من شأنه أن «يحوِّل هذه المناورات الى وقائع». وأضاف أنه في ضوء ذلك، يجب «على اسرائيل أن تأخذ ذلك بالحسبان حين تبني قوتها العسكرية للمستقبل».
وأبرزت «يديعوت» الاسم الذي اطلق على هذه المناورات وهو «العاشر من رمضان»، التسمية الرسمية في مصر لحرب «يوم الغفران»، عندما فاجأ الجيشان المصري والسوري في تشرين الاول عام 1973 اسرائيل ونجح الاول في عبور القناة والوصول إلى شبه جزيرة سيناء التي كانت تحتلها الدولة العبرية. وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن مصر تجري مثل هذه المناورات العسكرية منذ عشر سنوات، مشيرة إلى أنه يجري خلالها التدرب على نقل قوات مدرعة في القناة «علماً أن معاهدة السلام مع مصر تمنع عملياً نقل دبابات مصرية إلى سيناء». وأضافت أنه «في ظل جيش يعرف كيف ينفذ مثل هذه المناورة، فإن الانتقال من وضع الاتفاقات الى خرقها، يمكن أن يكون قصيراً». ونقلت الصحيفة عن مسؤول مصري رفيع المستوى قوله إن «مناورات عسكرية بهذا الحجم ما كانت لتجري من دون تنسيق مسبق مع مسؤولين في إسرائيل والولايات المتحدة». كذلك نقلت عن خبراء استراتيجيين مصريين قولهم إن الجيش المصري يجري مناورات وفق سيناريوهات عديدة، بينها انتهاء السلام مع اسرائيل وإعادة اجتياح الجيش الاسرائيلي لصحراء سيناء من ضمن هجوم على اهداف في مصر.