strong>مرّة جديدة يعود التيار الصدري إلى واجهة الحدث في العراق، حيث قرّرت قيادته القيام بجولة على عدد من الدول العربية المجاورة، في الوقت الذي تُستأنف فيه محاولات «الائتلاف العراقي الموحّد» لإقناعه بالعودة إلى صفوفه، بينما يناقش الكونغرس الأميركي في الأيام المقبلة مشروع قانون ديموقراطي لـ «فدرلة» بلاد الرافدين في محاولة جديدة لدفع الإدارة إلى تسريع الانسحاب منها
كشف مصدر في مكتب الصدر في النجف أمس أنّ وفداً من التيار الصدري يترأّسه مسؤول الهيئة الإعلامية، الشيخ صلاح العبيدي، سيتوجّه إلى عدد من البلدان العربية «لشرح السياسة الجديدة التي يتبناها التيار، والرامية إلى إخراج قوات الاحتلال من البلاد». وأضاف المصدر إنّ الجولة تشمل السعودية والإمارات وسوريا، إضافةً إلى دول عربية أخرى لم يسمّها، بهدف «تقوية أواصر العلاقات مع المحيط العربي».
ومن المتوقّع أن يستأنف وفد من «الائتلاف العراقي الموحّد» برئاسة الأمين العام لمنظمة «بدر» هادي العامري مباحثات مع التيار الصدري من أجل إقناعه بالعودة إلى الائتلاف الذي انسحب منه منذ فترة، وذلك استكمالاً للمبادرة التي أطلقها رئيس الحكومة السابق ابراهيم الجعفري. وقال رئيس الكتلة الصدرية في مجلس النواب، نصّار الربيعي، إنّ وفد الائتلاف يضمّ حيدر العبادي من حزب الدعوة وقاسم السهلاني من حزب الدعوة ـــــ تنظيم العراق، إضافةً إلى عضو من المجلس الأعلى الإسلامي في العراق.
وفي جديد مجزرة «بلاك ووتر»، والتطوّرات التي تلتها، قال المتحدّث باسم وزارة الداخلية العراقية اللواء عبد الكريم خلف أمس إنّ وزارته انتهت من وضع مسوّدة تشريع سيُعرض أمام البرلمان ينهي الحصانة القضائية التي يتمتّع بها المتعاقدون الأمنيون في الشركات الأمنية الخاصة في البلاد. وبموجب هذا التشريع، ستخضع عشرات الشركات للقانون العراقي، وستكون تحت مراقبة وزارة الداخلية المباشرة. أمّا ميدانياً، وفي حادثة نادرة من نوعها، فقد هزّت مدينة البصرة أمس تفجيرات انتحارية أدّت إلى مقتل ثلاثة أشخاص، سقطوا إلى جانب 20 آخرين قتلوا في هجمات متفرّقة. وأعلن الجيش الأميركي أنّ اثنين من جنوده قُتلا في محافظة صلاح الدين وديالى.
وفي واشنطن، يستعدّ مجلس الشيوخ للتصويت خلال أيّام على قرار غير ملزم قدّمه المرشّح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية جوزف بيدن عن خطّة لتقسيم العراق فدرالياً على غرار تقسيم البوسنة، يرى معدّوها أنها ستحدّ من أعمال العنف الطائفية تمهيداً لانسحاب القوّات الأميركية.
وتنصّ الخطّة، التي صاغها خبير السياسة الخارجية في إدارة الرئيس جيمي كارتر، ليزلي غيلب، ووافق عليها عدد من الشيوخ الجمهوريّين، على وضع نظام فدرالي بين المناطق الكردية والشيعية والسنية مع حكومة فدرالية في بغداد تتولّى أمن الحدود وعائدات النفط حسبما يسمح الدستور العراقي. كما تنصّ الخطّة على زيادة المساعدات لإعادة الإعمار وتخفيف الديون وإعطاء السنّة حصّة مرضية من عائدات النفط، إضافة إلى إطلاق جهود دبلوماسية دولية لحشد دعم الدول الكبرى في العالم والدول المجاورة للعراق، للحكومة الفدرالية العراقية الجديدة.
في المقابل، وفي ردّ فعل يستبق التصويت، رأى البيت الأبيض أن خطة بيدين «ستزيد الفوضى في العراق».
بدورها، قالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، في مقابلة مع وكالة «رويترز» ليل أول من أمس، إنها فخورة بالحرب التي شنّتها إدارة بوش على العراق «لأنها أطاحت الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين». وأضافت رايس «لست قلقة بشأن سجلّ أعمالي، إنما أنا قلقة بشأن ما علينا أن ننجزه، ولم يبقَ أمام إدارتنا الحالية سوى 14 شهراً».
وعن الفترة التي تتوقّع رايس أن تبقى فيها قوات الاحتلال في بلاد الرافدين، قالت «مهما يحدث في العراق، سنبقى هناك لفترة طويلة على الأرجح، ومن شأن ذلك تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط بصفة عامة».
كما كشفت رايس عن أنّ بلادها لا تعتزم استئناف المحادثات مع إيران قريباً بشأن العراق على نسق ما حدث على مرحلتين في شهري تموز وحزيران الماضيين في بغداد، لكنها تركت الباب مفتوحاً أمام احتمال استئنافها مستقبلاً.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)