واشنطن ــ محمد سعيد
في أجواء الاستقبال السيئ الذي حظي به الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد في نيويورك خلال اليومين الماضيين، ووسط لغة التصعيد التي طفت على سطح العلاقات المتوترة أصلًا بين واشنطن وطهران، صوَّت مجلس النواب الاميركي، بغالبية كبيرة أمس، على اعتبار «الحرس الثوري» مجموعة ارهابية وعلى تشديد العقوبات بحق الجمهورية الإسلامية.
ووافق مجلس النواب الأميركي بغالبية 397 ومعارضة 16 صوتاً فقط، على مشروع قانون جديد يدعو إلى فرض عقوبات اقتصادية إضافية على إيران رداً على تمسكها ببرنامجها النووي وموقفها المناهض لإسرائيل.
ويدعو مشروع قانون مكافحة التسلح النووي الإيراني رقم 1400، الإدارة الأميركية إلى فرض حظر على جميع الواردات الإيرانية إلى الولايات المتحدة، وتوسيع حظر الصادرات الأميركية إلى إيران.
كذلك يدعو مشروع القانون إلى حرمان طهران من الاستثمارات الأجنبية في قطاع الطاقة، وإلى حظر التعاون في قطاع الطاقة النووية السلمية مع الدول التي تقدم الدعم لبرنامج إيران النووي، وتوسيع نطاق العقوبات على طهران لتشمل كيانات مثل الحرس الثوري الذي يشرف على إدارة مشاريع ومؤسسات اقتصادية عديدة.
ويطلب النص من وزارة الخارجية الاميركية إدراج الحرس الثوري في قائمة المنظمات الإرهابية.
وقد تناوب النواب الديموقراطيون والجمهوريون الموالون لإسرائيل على اعتلاء المنصة في قاعة المجلس، لمهاجمة إيران والدعوة إلى فرض مزيد من العقوبات عليها.
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس، توم لانتوس، إن «إيران تواجه اختياراً بين جزرة كبيرة وعصا كبيرة وحادة»، معرباً عن أمله أن تختار إيران الجزرة. لكنه اضاف «إننا نضع الآن العصا في مكانها»، في إشارة إلى العقوبات الإضافية الجديدة.
أما زميلته الجمهورية إيلينا روز ـــــ ليتينين، فقد كررت الاتهامات نفسها عندما وصفت إيران بأنها «البلد الأول في رعاية الإرهاب في العالم». وقالت إن طهران «تدعم الإرهاب وتمنح الإرهابيين الذين يقتلون الجنود الأميركيين في العراق وأفغانستان التمويل والتدريب والملاذ الآمن، وتقدّم أيضاً الدعم لحزب الله وحركة حماس».
ومن المنتظر أن يصوّت مجلس الشيوخ الأميركي أيضاً على مشروع قانون مماثل.
في هذا الوقت (أب، أ ف ب، د ب أ)، رأت صحيفة «لوموند» الفرنسية امس، أن كلمة «الحرب» اصبحت محظورة منذ الضجة التي أثارتها تصريحات وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير حول «توقع الاسوأ» في ما يتعلق بالملف الايراني. وقالت إن «هناك حقائق خلف الكلمات تتمثل في إمكان قصف أميركي أو إسرائيلي أو أميركي ـــــ إسرائيلي لمنشآت نووية إيرانية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بين طهران والمجتمع الدولي».
وفي السياق، بعث ثمانية من رؤساء الجامعات ومراكز الابحاث الايرانية رسالة الى رئيس جامعة كولومبيا الاميركية لي بولينغر، احتجوا فيها على اساءته الى الرئيس محمود أحمدي نجاد والشعب الايراني، حسبما ذكرت وكالة «مهر» للأنباء، التي اوضحت ان المثقفين الايرانيين المذكورين اعربوا عن استيائهم واحتجاجهم على «الكلام البذيء» الذي نطق به بولينغر قبل إلقاء نجاد كلمته في الجامعة الاميركية.
الى ذلك، دافعت الحكومة البوليفية برئاسة الرئيس الاشتراكي إيفو موراليس، عن سيادة بوليفيا في إقامة علاقات سياسية مع الرئيس الإيراني، الذي سيزورها غداً.
وجدَّد المتحدث باسم الحكومة، اليكس كونتريراس، التأكيد على سيادة بوليفيا في علاقاتها الدولية وخصوصاً مع ايران التي اقامت معها علاقات دبلوماسية منذ مطلع ايلول.
في الشأن الامني، اعلنت ايران اطلاق رابع وآخر ايراني ـــــ اميركي معتقل لديها بتهمة المساس بالأمن القومي. وأعلن مسؤول في القضاء الإيراني، لوكالة «فرانس برس»، أن رجل الاعمال الايراني ـــــ الاميركي علي شاكري «تم الافراج عنه بكفالة امس (الاثنين)»،موضحاً أن قيمة الكفالة بلغت 107 آلاف دولار.