strong>بوتين حذّر طهران من هجوم أميركي ــ إسرائيلي وشيك!
تصاعدت حدة المواجهة بين واشنطن وطهران أمس، عقب زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الى نيويورك، حيث ألقى خطاباً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وجّه خلاله انتقادات للإدارة الأميركية، التي أقرّت عقوبات جديدة ضد الجمهورية الإسلامية، فيما أفادت تقارير صحافية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حذر إيران من حدوث هجوم أميركي إسرائيلي وشيك عليها.
وذكرت صحيفة «لو كانارد انشينيه» الأسبوعية الفرنسية الصادرة أمس أن الروس حدّدوا الفترة من نهاية شهر رمضان في منتصف تشرين أول المقبل إلى أوائل عام 2008 كموعد للهجوم المحتمل. وادّعت الصحيفة أن موجة الهجوم الأولى ستأتي من جانب سلاح الجو الإسرائيلي، بتوجيه من طائرات الاستطلاع والرادارات الأميركية، على أن يعقبها تدخل سلاح الجو الأميركي طبقاً لنتائج الضربة الأولى.
وأشارت الصحيفة إلى قيام الولايات المتحدة بإمداد إسرائيل بقنابل مضادة للخنادق والأنفاق العميقة تحت الأرض لتمكين سلاح الجو من تدمير المنشآت النووية الإيرانية الموجودة بعمق يصل إلى عشرات الأمتار تحت الأرض.
أمّا صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية اليومية، فقد ذكرت أنه «إذا امتلكت إيران السلاح النووي فإن دولاً أخرى مثل السعودية ومصر وربما تركيا أيضاً ستتبعها في ذلك». وتساءلت «وهل بعد السكوت عن إسرائيل التي تمتلك منذ عقود أسلحة رادعة، سيبقى هناك حل وسط؟».
وانتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، محمد علي حسيني، «بشدة» أمس قرار مجلس النواب الأميركي اعتبار الحرس الثوري «منظمة إرهابية»، معتبراً أنه «مذهل ولا سابقة له ويفتقد أي قيمة ومكانة»، حسبما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا». وقال حسيني إن أي مناهضة للحرس الثوري هي «بمثابة مناهضة للشعب الإيراني العظيم»، مؤكداً أن هذا القرار «يضع واشنطن في مواجهة 70 مليون إيراني».
في هذا الوقت، أنهى الرئيس الإيراني زيارته الثالثة الى الولايات المتحدة، بهجوم عنيف على واشنطن، قبل أن يتوجه الى كاراكاس، حيث يلتقي نظيره الفنزويلي هوغو تشافيز.ووصف نجاد، خلال مؤتمر صحافي عقب كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، التهديدات الأميركية والفرنسية بالقيام بتحرك أكثر صرامة حيال بلاده بأنها «غير ذات أهمية»، مضيفاً إن «المسألة السياسية» المتعلقة ببرنامج إيران النووي «أغلقت الآن من وجهة نظر طهران». لكنه أضاف إن «كل جهودنا ستتركز بكل تأكيد على الحيلولة دون فرض عقوبات». وقال نجاد، رداً على سؤال عن تصريحاته السابقة بشأن إسرائيل، «الاتحاد السوفياتي: أين هو الآن ككيان؟ اختفى»، متسائلاً «هل تم ذلك من خلال حرب؟ لا. تم باختيار الشعب. لذا دعوا الشعب الفلسطيني لأن يقرر بنفسه». ورفض نجاد الرد على سؤال تقدَّمت به الإسرائيلية كارنيت غولدفاسر، زوجة أيهود، أحد الجنديين الإسرائيليين اللذين أسرهما حزب الله العام الماضي، قالت فيه «كيف يحدث أنك لا تسمح للصليب الأحمر بزيارتهما؟».
واتهمت كارنيت نجاد بأنه وراء عملية أسر زوجها وزميله الجندي ألداد ريغيف، وحثّته على أن يقدّم على الأقل دليلاً على أنهما على قيد الحياة. وتجاهل نجاد أيضاً سؤالاً وجهته صحافية إسرائيلية قائلاً «السؤال التالي».
وفي نيويورك أيضاً، ردَّ مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، نيكولاس بيرنز، على كلمة نجاد بقوله إن «الرئيس الإيراني يخطئ تماماً إن كان يظن أن الأسرة الدولية ستتناسى أن بلاده تواصل برنامجها النووي للأبحاث في (مفاعل) ناتنز (وسط إيران) خلافاً لإرادة مجلس الأمن الدولي».
وأضاف بيرنز، المكلف الشؤون السياسية في وزارة الخارجية، «إن نجاد يخطئ إذا كان يظن أنه يحظى بفرصة في النجاة من ذلك»، في إشارة الى العقوبات على إيران، التي يناقشها المسؤول الأميركي في نيويورك منذ يوم أمس، الى جانب نظرائه الروسي والصيني والبريطاني والفرنسي والألماني.
(د ب أ، أ ب، رويترز، أ ف ب، مهر)