التحقيق الذي أجرته وكالة الاستخبارات المركزيّة الأميركيّة «سي آي أيه» في شأن هجمات 11 أيلول 2001 على نيويورك وواشنطن، هو «نكتة» و«تغطية» لمؤامرة. على الأقل هذا ما يعتقده 7 عملاء مخضرمين من الوكالة عبروا عن رؤيتهم للتطوّرات في «التحقيقات» بعد 6 سنوات على زيارة الإرهاب لبلاد العمّ سام، والسبب بسيط: «الإدارة الحاليّة لا تجيب عن العديد من الأسئلة الحسّاسة»، وبالتالي يجب الشروع بإجراء تحقيق جديد.رايموند ماكغوفرن، الذي خدم 27 عاماً في الـ«سي آي أيه» قدّم خلالها توصيات استخبارية للرئيسين رونالد ريغان وجورج بوش الأب، يشير في مقدّمة كتاب «9 أيلول والإمبراطوريّة الأميركيّة: المثقّفون يتكلّمون» لمعدّيه دافيد غريفين وبيتر سكوت، إلى أنّ الرئيس جورج ونائبه ديك تشيني استغلّا «بتهكّم» هجمات أيلول للترويج لـ«تصاميم إمبرياليّة»، بانت ملامحها في العراق، الذي شدّدت التقارير البريطانيّة الصادرة من «داونينغ ستريت» على أنّ أسباب غزوه واحتلاله عبارة عن «كذبة».
ويوضح رجل الاستخبارات السابق، في المقدّمة نفسها، أنّ الفكرة الأساسيّة لـ«الحرب على الإرهاب» مبنيّة على «مكر مبدئي»، ويتمنّى من قارئي الكتاب المذكور، عدم اعتباره فصلاً آخر من روايات «المهووسين بالمؤامرة».
وفي نقد طبيعته ألذع، قوّم العميل على مدى 29 عاماً في الـ«سي آيه أيه»، وليام كريستنسون، تقرير اللجنة المختصّة بالتحقيق في الهجمات بأنّه لا يمتّ إلى «الطبيعة التحليليّة» بصلة. وكتب، في تبنيّه لطرح غريفين في كتابه الجديد، «كشف زيف 9 أيلول»، إنّ «هناك كميّة هائلة من الدلائل المشيرة إلى أنّ رواية الإدارة الأميركيّة حول أحداث 11 أيلول هي سلسلة عملاقة من الأكاذيب». كما لفت في أطروحة عن الموضوع نفسه، نشرت في أواخر العام المضي، إلى أنّ من الواضح تقريباً أنّ «أيّ طائرة لم تستهدف بتحطّمها مبنى وزارة الدفاع الأميركيّة (بنتاغون)... وبرجي مركز التجارة العالمي لم ينهارا بفعل الطائرتين المخطوفتين».
كذلك، يتّهم المسؤول الرفيع السابق في الوكالة، ملفين غودمان، اللجنة المسؤولة عن التحقيق بأنّها دبّرت «تغطية» من خلاله، وهو ما يوافقه عليه، زميل آخر تقاعد عام 1997، روبرت باير، الذي حظي بـ«ميداليّة الاستخبارات» لمسيرته.
باير، صاحب كتاب «لا تر أيّ خطر» الذي شكّل أساساً لحبكة الفيلم الاستخباري «سيريانا»، شكّك أكثر من مرّة بقدرة تنظيم «القاعدة» على تنفيذ هجمات أيلول منفرداً، وهو الاستنتاج الذي خرجت فيه لجنة الـ«سي آي أيه» في تحقيقها، وتضارب بشكل كبير مع تحقيق صدر عام 2002، عن لجنة استخباريّة مشتركة بين مجلسي الشيوخ والنوّاب، يفيد بأنّ «مصادر أجنبيّة قدّمت الدعم لبعض الخاطفين في 11 أيلول».
«أنا مجبر على الاستنتاج بأنّ ما حدث في 11 أيلول، سُمح له، بالحدّ الأدنى، كي يكون مسوّغاً للحرب». العبارة لمحلّل الاستخباري روبرت ستيل، الذي يعرب عن إيمانه بوجود مؤامرة وراء الأحداث الإرهابيّة، لدرجة «أنّي أطلب تحقيقاً جديداً برقابة خارجيّة».
وفي لقاء مع الإعلامي ألكس جونز، يقول ستيل: «أنا واثق تماماً بأنّ الحكومة الأميركيّة لم تجر تحقيقاً مناسباً، وهناك أشياء أخرى تنتظر أن تكشف»، ويضيف، في الجانب التقني: «أجزم بأنّ برجي مركز التجارة، أُسقطا بفعل متفجّرات».
في أواخر عام 2004، أرسلت مجموعة من 25 خبيراً، بينهم ماكغوفرن وغودمن، والضابطان في الـ«سي آي أيه»، لين لاركن ودايفيد ماكمايكل، رسالة إلى الكونغرس تعرض «عيوباً فاضحة وحذفاً هائلاً» في تقرير اللجنة التي تتولى التحقيق في أحداث 11 أيلول. وعرضوا خدماتهم لإجراء تحقيق جديد، أكثر شفافيّة. إلّا أنّ المعنيّين تجاهلوا الرسالة كلياً، على ما يبدو حتّى الآن.
الخبراء، المنتمون إلى وكالات عديدة بينها «مكتب التحقيقات الاتحادي» و«وكالة الأمن الوطني»، أعربوا عن التزامهم تصحيح الانحراف عن مبدأ الشفافيّة في «العمل الوطني». تصحيح أعربت الإدارة الأميركيّة عن تجاهلها له حتّى الآن وأسدلت عليه... غطاء المؤامرة.
(الأخبار)