تحيا السياسيّة الأوكرانيّة، رئيسة الوزراء السابقة، يوليا تيموتشنكو، حياة تتّسم بالبذخ. تجوب البلاد في قافلة من سيارات «الليموزين» في إطار حملة شعارها «الدفاع عن الفقراء والمضطهدين»، لخوض الانتخابات البرلمانيّة الرابعة في غضون 3 سنوات فقط، الأحد المقبل.وتُعدّ تيموتشنكو (46 عاماً)، أبرز وجوه المعارضة السياسية التي تخوض الانتخابات في هذه الدولة السوفياتية السابقة، وهي بالمقاييس جميعها، أكثر نساء البلاد أناقة وأقواهنّ نفوذاً سياسياً. تقول، وقد تزيّنت بأغلى المجوهرات، إنّها تخوض «حملة صليبية ضدّ الفساد»، وهو موضوع يحظى بصدى واسع في بلاد تُعدّ، بحسابات عديدة، أكثر بلدان أوروبا فساداً.
معظم الأيّام الـ45 الأخيرة من حملتها الانتخابية، أمضتها تيموتشنكو تتبادل الأحاديث على الطرقات مع الناخبين وتخطب في المؤتمرات الانتخابية الحاشدة وتنام 5 ساعات على الأكثر في اليوم. وفي حديث لصحيفة «فاكتي»، تقول «جبت البلاد من أقصاها لأقصاها، ولمست أنّ الناس ضاقوا ذرعاً بالكذب عليهم مرّات ومرّات. ومن هنا سيأتينا الدعم والمساندة وبأكثر ممّا يتوقّع أحد».
من المؤكّد أن المؤتمرات التي تعقدها تجتذب الأوكرانيّين. فمنذ تموز الماضي، دخل موكبها الانتخابي مئات البلدات والمدن ووصلت أعداد الحشود في بعض الحالات إلى عشرات الألوف.
وتتمتّع تيموتشنكو بقدرة على اجتذاب المستمعين، لا تدانيها قدرة أيّ سياسي آخر؛ فمنافسوها يفضلون شراء إعلانات التلفزيون والتقارير الصحافية على تنظيم الحملات النشطة. جاذبيّة خطابها مصدرها الحديث الصريح عمّا يجيش في صدور الأوكرانيين من مشاعر تجاه الحكومة. وهي لا تكفّ عن الدعوة إلى القضاء على الفساد الحكومي.
وعن تقسيم أوكرانيا إلى نصفين عرقيّين متنافرين، هما المتحدّثان بالروسية والمتحدّثان بالأوكرانية، تقول تيموتشنكو «أوكرانيا ليست بلداً مقسماً إلى روس وأوكرانيين، فهذا تقسيم اصطناعي اختُرع لتخويف الشعب. أوكرانيا مقسّمة إلى 47 مليون مواطن نزيه، وحفنة، عبارة عن عصابة لا تزيد على مئات قليلة خرجت لتسرق الشعب النزيه».
خصومها يصفون طموحها للفوز بمنصب رئاسة الوزراء في الانتخابات المقبلة، بأنّه لا يليق بامرأة أُدينت عام 2001 بالتهرّب الضريبي، وهي اتّهامات أُسقطت عنها في ما بعد. وحول هذه النقطة، تقول تيموتشنكو «لو كان هدفي أن أصبح رئيسة للوزراء لكنت في هذا المنصب منذ سنوات وكان بمقدوري الاحتفاظ به حتى الآن. الأمر هو أنّ عصابات رجال الأعمال خيّرتني، إمّا أن أتوقّف عن محاولة كشف فسادهم أو أن أذهب إلى السجن. ولقد ذهبت (إلى السجن) إلّا أنّ استقامتي بقيت سليمة لم تمسّ».
وتنهي يوليا، التي لفتت أخيراً إلى أنّه يجب عدم الاستهانة بالشعب الأوكراني لأنّه «عانى بما يكفي»، خطاباتها غالباً بالقول «لقد سئمنا جميعاً عصابات الأثرياء الذين يستغلّون الحكم في سرقتنا وجعلنا فقراء. هذا الأمر لا بدّ من توقّفه. وبمساعدتكم بمقدورنا أن نفعل ذلك. المجد لأوكرانيا».
وبحسب استطلاعات الرأي، فإنّ كتلة تيموتشنكو ستحصل على ما يتراوح بين 25 و30 في المئة من أصوات الناخبين في انتخابات البرلمان المؤلّف من 450 مقعداً، بعد حزب «الأقاليم»، الذي يمتلك قاعدة شعبية في مناطق شرق وغرب البلاد الناطقة بالروسية، والذي سيأتي في المركز الأوّل بنسبة تتراوح بين 32 و40 في المئة من أصوات الناخبين.
(د ب أ)