رأى الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس، أن الاجتماع الدولي بشأن الشرق الاوسط سيضع «المبادئ الأساسية» لمعاهدة سلام مع اسرائيل قد يتم التوصل اليها خلال ستة أشهر من انعقاده «في 15 تشرين الثاني المقبل».وقال عباس، في حديث لوكالة «فرانس برس» في نيويورك على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، «سيتم وضع المبادئ الاساسية، اذا توصلنا اليها، لحل قضايا الوضع النهائي (للأراضي الفلسطينية)، ثم تنطلق مفاوضات لصياغة التفاصيل الدقيقة ضمن جدول زمني يفترض ألا يتجاوز ستة اشهر للتوصل الى معاهدة سلام».
وأكد عباس أن الاجتماع الدولي، الذي دعا اليه الرئيس الاميركي جورج بوش، سيفتتح «في 15 تشرين الثاني في واشنطن». وأضاف «لاحظنا اهتمام كل دول العالم وتعليقها آمالاً كبيرة على نجاح هذا المؤتمر الدولي»، مشيراً إلى أن المفاوضين الفلسطينيين والاسرائيليين «سيبدأون الإعداد له خلال الأيام المقبلة».
وتابع عباس «نريد التوصل الى وثيقة واضحة، اتفاقية اطار تمثّل الأسس والمبادئ الاساسية الواضحة من دون غموض كمرجعية اساسية للحل، ويجري التفاوض عليها بعد المؤتمر مباشرة». وقال «علينا ان نعمل وعلى الاسرائيليين ان يعملوا وعلى العرب ان يعملوا من اجل إنجاح المؤتمر».
وتوقع أبو مازن أن يشارك في المؤتمر، إضافة إلى الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، ممثلون للجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط (الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة) وللدول الدائمة العضوية في مجلس الامن وللجنة المتابعة المنبثقة من الجامعة العربية ولبعض دول حركة عدم الانحياز ولمجموعة الدول الثماني الصناعية.وأضاف «يهمنا أن تشارك سوريا ولبنان في هذا المؤتمر».
وفي خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس، دعا عباس العالم الى «اغتنام الفرصة» التي يوفرها الاجتماع الدولي المرتقب. وقال «ألم يحن الوقت لاغتنام الفرصة التي تطل بوادرها اليوم بأن يتوجه المجتمع الدولي نحو اطلاق عملية السلام من جديد، وتحويل فكرة الاجتماع الدولي إلى بداية جدية لمفاوضات تقود الى انهاء الاحتلال الاسرائيلي الذي وقع عام 1967 لأرضنا الفلسطينية وسائر الاراضي العربية الاخرى، وتحقيق رؤية الدولتين؟».
وتابع الرئيس الفلسطيني «ألم يحن الوقت لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشريف وحل قضية اللاجئين وإنهاء حالة العذاب والمعاناة التي لا يزالون يعيشونها منذ ستة عقود، حلًّا عادلاً ومتفقاً عليه وفق قرار الجمعية العامة 194». وأضاف «ألم يحن الوقت لإنهاء سياسة التوسع الاستيطاني وسلب أراضي الفلسطينيين تحت دعاوى متعددة واقامة جدار العزل العنصري، وفرض الحصار وبناء الحواجز حول المدن والقرى والمخيمات، ومواصلة سياسة العقوبات الجماعية؟ ... الم يحن الوقت كي تتوقف اسرائيل عن اعمال القتل والاغتيال والتشريد وهدم المنازل والمصادرات للأراضي والبيوت؟».
وقال عباس «اؤكد على اننا سنواصل معالجة العمل الانقلابي الذي حصل في قطاع غزة وفق ما ينص عليه نظامنا الاساسي وقوانيننا». وأضاف «يخطئ خطأ فادحاً من يظن ان شعبنا يمكن أن ينساق وراء من يريد أن يفرض عليه بالقوة المسلحة نظاماً ومجتمعاً منغلقاً ومتخلفاً ومن لون واحد».
(أ ب، أ ف ب، رويترز)