بعدما وصلت محاولات ديموقراطيي مجلس الشيوخ الاميركي بشأن سحب قوات الاحتلال من العراق إلى طريق مسدود، حظي اقتراح «أكثر تواضعاً» في مجلس النواب بمزيد من التأييد بعد إعلان زعيم الجمهوريين في المجلس جون بوينر أنه «على الأرجح سيصوّت له».وصاغت الاقتراح مجموعة من المشرّعين ضمّت ديموقراطيين وجمهوريين، وهو لا يفرض أيّ جدول زمني لسحب القوات من العراق لكنه يطلب من وزارة الدفاع (البنتاغون) تقديم تقارير منتظمة بشأن خطط الانسحاب للجنتي الدفاع في مجلسي الكونغرس.
وكانت لجنة تابعة لمجلس النواب قد وافقت على الاقتراح بغالبية كبيرة في تموز الماضي لكن الزعماء الديموقراطيّين لم يطرحوه بعد للتصويت، لأنهم كانوا يتعرضون لضغوط لاستبعاده من جانب النواب المناهضين للحرب الذين يخشون من أن يضرّ أي حل وسط بفرصهم لإنهاء حرب العراق التي لا تحظى بشعبية بين الاميركيّين.
وتوقّع النائب الديموقراطي جون تانر، الذي شارك في إعداد الاقتراح، أن يُطرح على التصويت يوم الثلاثاء المقبل. وقال، دفاعاً عن مشروع القرار، «حين يقول الكونغرس نريد موعداً محدداً (للانسحاب) يتعرض للنقد لأنه يضرّ بإدارة الحرب. نحن نقول أنتم (ادارة بوش) قولوا لنا (خططكم عن الانسحاب). وحينها قد نتمكن من اجراء حوار بنّاء».
على صعيد آخر، كشفت صحيفتا «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز» أمس عن مضمون تقرير سرّي أعدّته السفارة الأميركية لدى بغداد عن ملابسات المجزرة التي ارتكبتها شركة «بلاك ووتر» قبل أسبوعين في بغداد، في وقت لم تبدأ اللجنة الأميركية ـــــ العراقية المشتركة المولجة التحقيق بالجريمة اجتماعاتها بعد. وقال بيان مشترك لقائد القوات الاميركية الجنرال دايفيد بيترايوس والسفير ريان كروكر إنّ هذه اللجنة «ستجتمع قريباً في بغداد».
ونقلت الصحيفتان عن مسؤولين أميركيّين لم تكشف عن أسمائهم قولهم إنهم أُبلغوا من أحد موظّفي الشركة كان من ضمن عداد عناصر الموكب، أنه صوّب سلاحه تجاه زملائه الحراس في محاولة لمنعهم من اطلاق النار على المدنيّين من دون جدوى.
وفي السياق، تعرّضت الشركة لانتقادات جديدة أول من أمس على خلفية حادثة مقتل أربعة من موظّفيها المرتزقة في كمين عام 2004 في مدينة الفلّوجة. وأورد تقرير صدر عن لجنة الإشراف والإصلاح الحكومي الفرعية التابعة لمجلس النواب الاميركي تفاصيل وقوع الحادث في 31 آذار 2004. وانتقد تقرير اللجنة، التي يرأسها النائب الديموقراطي هنري واكسمان، «بلاك ووتر» لتجاهلها «تحذيرات متعددة» عن أخطار الذهاب للفلّوجة وإرسال موظّفيها «إلى أكثر المناطق سخونة في العراق في مركبات غير مصفّحة وذات قدرات ضعيفة».
لكن الشركة المعنيّة رفضت النتائج التي توصّل اليها التقرير وعدّتها «رؤية أُحادية الجانب لهذا الحادث المأسوي»، معتبرة، في بيان، أنّ «ما فشل التقرير في الاقرار به هو أنّ الارهابيين كانوا عاقدين العزم على قتلنا والتمثيل بجثث الأميركيين في ذلك اليوم المشؤوم من عام 2004».
(رويترز، أ ف ب، يو بي آي)