strong>الأسد يؤكّد دعمه للمصالحة الوطنيّة في بغداد... وعبد المهدي يرفض استخدام العراق للعدوان على دمشق أو طهران
جدّدت سوريا، أول من أمس، نفي ما تم تداوله في وسائل الإعلام عن الغارة الإسرائيلية على أراضيها مطلع الشهر الماضي، مشيرة إلى أنها جزء من الحرب النفسية لتبرير العدوان، ومشدّدة على أنها «لا تريد الحرب لا في المستقبل القريب ولا البعيد».
ورأى نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره العراقي عادل عبد المهدي في دمشق، أن «الغارة الجوية الإسرائيلية على الأراضي السورية حرب نفسية تهدف إلى ترميم الجيش الإسرائيلي بعد هزيمته على يد المقاومة اللبنانية في حرب الصيف قبل الماضي». وقال «إن ما تم الحديث عنه من تسريبات» عن معدات نووية كورية شمالية «تلفت النظر بالافتراءات التي تحملها»، رافضاً تلك التسريبات.
وشدّد الشرع على أن «كل ما قيل عن هذه الغارة خاطئ ويستهدف حرباً نفسية لن تخدع سوريا، لكنه هراء يهدف إلى السيطرة على الرأي العام العربي والدولي»، نافياً أن يكون «أي كوريين شماليين قد قُتلوا» في الغارة.
وأكد الشرع أن إسرائيل تقف خلف التقارير الكاذبة عن الغارة «بهدف خلق ذرائع لشن عدوان». وقال «هم يختلقون أشياء يبررون بها عدواناً في المستقبل، ويلعبون على الرأي العام لأن هذا البلد (سوريا) لا يريد الحرب في المستقبل لا القريب ولا البعيد. هم لن ينجحوا». وعن تقرير مراسل «يديعوت أحرونوت» رون بن يشاي، الذي قال إنه زار منطقة دير الزور الشرقية التي مثّلت هدفاً للغارة الإسرائيلية في السادس من الشهر الجاري، قال الشرع «إنه مركز لدراسات المناطق القاحلة ويتبع للجامعة العربية».
وفي السياق، نفى المركز أن تكون الغارة الإسرائيلية قد استهدفته. وقال، في بيان له، «لقد فوجئ المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (اكساد) التابع لجامعة الدول العربية، والذي تتكوّن جمعيته العمومية من وزراء الزراعة في الدول العربية الأعضاء في المركز، بما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن قيام الطيران الحربي الإسرائيلي بنشاط عدواني على محطة البحوث الزراعية التابعة لاكساد» في دير الزور في وسط شرق سوريا.
وأضاف البيان «إن ما سرّبته أجهزة الإعلام الصهيونية عن محطة بحوث المركز العربي لدراسات المناطق الجافة في دير الزور هو نسج من الخيال واختلاق من الأكاذيب الملفّقة»، مشيراً إلى أنه «على استعداد تام لتنظيم جولة اطّلاعية الى مركز بحوثه» في دير الزور للصحافيين.
من جهة ثانية، قال الشرع، رداً على سؤال عن موقف سوريا من المؤتمر الدولي للسلام، إن بلاده «لم توجّه إليها الدعوة، لا هي ولا غيرها»، مجدّداً المطالبة بأن «ينطلق المؤتمر من قرارات الأمم المتحدة، ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية وعودة الأراضي المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة»، معتبراً أن «أي مؤتمر لا يقوم على هذا الأساس لا قيمة له إلا لالتقاط الصور».
كما شدّد الشرع على أن «الأمن واحد بين سوريا والعراق ولا يستطيع أن يغيّره أي محتل أو أي أجنبي»، مجدداً التزام دمشق «الصادق كل ما تستطيع لمساعدة الشعب العراقي للخروج من مأزقه». وأعرب عن إيمانه بأن «الاحتلال زائل قطعاً إن لم يكن اليوم فغداً»، مضيفاً «يجب أن يكون هاجسنا كيف نبني عراقاً مستقّلاً وعلى علاقة طيبة مع جيرانه ولا سيما سوريا».
أمّا عبد المهدي، فتوقّع من جهته، أن «يتم الانسحاب الأميركي من العراق بحلول نهاية العام المقبل»، مؤكداً رفض بلاده أن تكون منطلقاً «لعدوان على سوريا أو إيران». وقال إنه «جرى وضع آليات مشتركة للمتابعة بشكل مفصّل مع سوريا بما يمكّننا من مساعدة العراق للخروج من وضعه»، مضيفاً إنه «بحث كلّ القضايا الأمنية والاقتصادية والسياسية ودور الجوار والوجود الأجنبي».
وقال عبد المهدي «كان هناك تطابق في القضايا المطروحة بين الجانبين»، مشيراً إلى أن «سوريا تتطلع إلى دور كبير في مسألة المصالحة الوطنية، وأهمية أن يتفق العراقيون على العملية السياسية، وأن يشترك فيها الجميع من دون تمييز أو تهميش». وكرّر ما أكده سابقاً من «رفض تقسيم العراق على أساس عرقي أو طائفي أو فئوي».
وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد استقبل عبد المهدي أول من أمس، وأكد له «حرص سوريا الكامل على أمن واستقلال العراق ودعمها لسيادته واستقلاله ووحدته أرضاً وشعباً». وأضاف إن سوريا «تدعم العملية السياسية والمصالحة الوطنية بين جميع أطياف الشعب العراقي الشقيق».
(سانا، أ ف ب، رويترو، يو بي آي، أ ب)