القاهرة ــ الأخبار
ما الذي يدفع الرئيس المصري حسني مبارك إلى زيارة العاصمة الفرنسة باريس مرة ثانية خلال شهرين؟
هذا السؤال تردد أمس في الأوساط الإعلامية والسياسية المصرية بعد الإعلان عن عزم مبارك التوجه إلى باريس في زيارة رسمية تلبية لدعوة من نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي في أول لقاء قمة بينهما بعد تولّي الأخير رئاسة فرنسا.
وطبقاً لإحصائيات رسمية، فإن مبارك زار باريس نحو 45 مرة على مدى سني حكمه الست والعشرين، الأمر الذي يجعل عاصمة النور هي الأقرب إلى قلب الرئيس المصري وعقله، هو الذي يحلو لبعض مناوئيه وصفه بـ «الرئيس الطائر» لكثرة رحلاته الخارجية.
وغالباً ما يستغلّ معارضو مبارك هذه الزيارات لطرح تساؤلات بشأن جدواها ومدى تأثيرها بالإيجاب أو السلب على حياة المواطن المصري العادي في ظل ما تتكبده ميزانية الدولة من تكلفة غير معلومة.
ويتردّد على نطاق واسع أن مبارك البالغ من العمر 78 عاماً سيخضع في فرنسا لفحوص طبية في المستشفى العسكري نفسه الذي اعتاد دخوله قبل سنوات بسبب شكواه من علة في السمع، الذي ضعف أخيراً، وإجراء فحوص باستخدام الرنين المغناطيسي على قدميه.
وعادة ما تفرض السلطات المصرية سياجاً من التكتم على الحالة الصحية لمبارك وكبار المسؤولين في الدولة.
ويقول مسؤولون مصريون إن مبارك يسعى إلى نسج علاقات تعاون وثيقة مع نظيره الفرنسي الجديد على غرار العلاقات الحميمة التي جمعته مع سلفي ساكوزي فرانسوا ميتران وجاك شيراك.
من ناحية أخرى، ترك مبارك القاهرة في ظل انتظار تعديل في حكومته سيعيد ترتيب توازنات القوى قبل انتخابات الحزب الوطني الحاكم، الذي أعلن أنه سيجري للمرة الأولى في تاريخه انتخابات على مقعد رئيس الحزب الذي يشغله مبارك منذ عام 1981، خلفاً للرئيس أنور السادات الذى تولّاه منذ التأسيس في 1979 وحتى وفاته.
الإعلان عن انتخابات رئيس الحزب أثار سخرية في الأوساط السياسية، التي رأته لعبة مكشوفة للإيهام بالديموقراطية، لكن مراقبين توقعوا أن ترتبط هذه الخطوة بالتمهيد لخطوات اخرى تعدّ في كواليس الحزب.