انفجرت العلاقة بين «جبهة العمل الإسلامي» الأردنية المعارضة، أكبر حزب سياسي في الأردن، (15 نائباً) من جهة، والحكومة الأردنية من جهة أخرى، وذلك في تداعيات جديدة لمقاطعة إسلاميي الأردن للانتخابات البلدية يوم الثلاثاء الماضي على خلفية اتهامهم الحكومة بالتزوير وباستخدام أفراد من الجيش لمضاعفة الأصوات لمصلحة مرشّحي السلطة.ووجّه رئيس الوزراء الأردني معروف البخيت، تحذيراً شديداً لحركة «الإخوان المسلمين» واتهمها باتباع مسار «غير وطني وتآمري وانتهازي». وقال، في حديث لوكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا): «المتابع لسلوك حزب العمل خلال الأشهر الماضية يستطيع أن يلمس بوضوح كيف كان يخطّط هؤلاء لتفجير العملية الانتخابية من الداخل بصورة تنبئ عن ذهنية تآمرية انتهازية لا وطنية ومعادية لروح التقاليد الديموقراطية ومنطقها». ولمّح إلى إعلان بعض قادة الإخوان تأييدهم لحركة «حماس» الفلسطينية. وأضاف البخيت أن القادة الحاليين لـ«العمل» يدفعون حركة الإخوان المسلمين كلّها «إلى مواقف خطيرة، وأن واجب العقلاء في الحركة هو إنقاذ شرعية الجماعة وصورتها قبل فوات الأوان»، وهي العبارة التي فسّرتها صحيفة «العرب اليوم» بمثابة تحذير بإمكان حل جماعة الإخوان، وخصوصاً أنّ البخيت لمّح خلال تصريحه باللجوء إلى القضاء عندما قال إن «القضاء هو السيد».
وعلى الفور، ردّت الجماعة على كلام البخيت، وطالبت بإقالته من منصبه. وأعلن المراقب العام للجماعة سالم الفلاحات لوكالة «يونايتد برس إنترناشونال» رفض الحركة الإسلامية لتصريحات رئيس الوزراء ورفض التهديد الذي حملته هذه التصريحات.
وكانت «جبهة العمل الإسلامي» قد اتهمت أول من أمس، الولايات المتحدة ممثلة بسفيرها في عمّان دايفيد هال، بأنها وراء الإجراءات الصارمة التي اتخذتها الحكومة الأردنية ضدّها، والتي تشمل «تزوير» الانتخابات البلدية التي فجّرت العلاقة بين الحزب الإسلامي والحكومة.
وقال الأمين العام للحزب زكي بن أرشيد خلال اجتماع طارئ لقيادات الحزب، إن سرقة إرادة الشعب الأردني خلال الانتخابات البلدية، تؤكّد وجود خطة «دايتون» أميركية تستهدف الحركة الإسلامية في الأردن، في إشارة إلى دور الجنرال الأميركي كيث دايتون المنسق الامني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية والمشرف على تدريب القوات الأمنية التابعة للرئيس الفلسطيني.
(د ب أ، يو بي آي)