strong>مقتـــل 130 عراقـــياً و5 أميركـــيين والاحتـــلال يســـتعين بـ«المقـــاتل الآلـــي»
بعد أسبوع عراقي صاخب بالأحداث المحلية، بدأت باستقالة وزراء «جبهة التوافق العراقية» وانتهت أمس بتعليق وزراء «القائمة العراقية» التي يتزعّمها الرئيس الأسبق للحكومة إياد علاوي مشاركتهم، عاد الحدث الإقليمي ليخطف الأضواء في المشهد العراقي.
وجاء اللقاء الأول للجنة الأمنية الأميركية ـــــ الإيرانية ـــــ العراقية المشتركة في بغداد أمس، لتقطيع الوقت بانتظار ما ستسفر عنه الاجتماعات التي تجري حالياً بين ممثلي الكتل والأحزاب السياسية، للتهيئة لعقد لقاء بين القادة العراقيين الأسبوع المقبل في بغداد، والذي توقّع نائب رئيس الوزراء برهم صالح أمس أن يحمل الحلول للأزمات الحكومية.
والاجتماع الأميركي ـــــ الإيراني أمس، جرى في مكتب الرئيس العراقي جلال الطالباني في بغداد، ويأتي بعد أسبوعين من الجولة الثانية من المحادثات التي عُقدت في بغداد للتنسيق بشأن المساعدة في أمن العراق واستقراره. وهو الأوّل من نوعه للجنة الأمنية المكوّنة من خبراء أمنيين من الدول الثلاث، التي اتُّفق على تأليفها في جولة «بغداد 2» في 24 من الشهر الماضي.
وترأّست الوفد الأميركي مستشارة الشؤون السياسية والعسكرية بدرجة وزير في السفارة لدى بغداد مارسي ريس، بينما كان نائب السفير الإيراني في العراق، حسين أمير عبد اللهيان، المسؤول الأعلى في الوفد الإيراني.
وقال متحدّث باسم السفارة الأميركية لدى بغداد لو فينتور إنّ اللقاء كان «صريحاً وجدياً»، وتركّز حصراً على العنف الذي يضرب العراق، مؤكّداً أنّ الطرفين اتفقا على تحديد موعد رابع من خلال القنوات الدبلوماسية.
ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك، للصحافيين في واشنطن، اللجنة الأمنية بأنها «قناة اتصال دائمة، وسنرى في المستقبل إن كانت ذات جدوى». وبعد اللقاء، قال عبد اللهيان إن البحث تركّز على الأسباب التي أدّت إلى نمو الإرهاب في العراق. وأوضح، في مؤتمر صحافي عقده في مقر السفارة الإيرانية في بغداد، أنّ وفده «قدّم إلى الاميركيين التحفّظات إزاء اللامبالاة التي تتعامل بها الإدارة الأميركية وخصوصاً ما يتعلق في مساهمتها ببسط يد بعض الجماعات المسلّحة وطرق مكافحتها».
ورأى الدبلوماسي الإيراني أنّ الاتهامات الأميركية لطهران بالتدخل في الشؤون العراقية، بـ«أنها تُطرح في إطار دعائي بعيداً عمّا يجري في المباحثات».
وفي الوقت الذي كان يُعقَد فيه الاجتماع، قال متحدث عسكري أميركي إنّ أكثر من 70 في المئة من الهجمات على قواته في بغداد خلال شهر تموز الماضي، نفّذتها ميليشيات شيعية مدعومة من ايران.
وغداة إعلان «القائمة العراقية» تعليق مشاركة وزرائها الخمسة في الحكومة، كشف النائب عن القائمة حسام العزاوي أمس عن قبول بعض الكتل السياسية، من ضمنها حزب «الفضيلة» والتيار الصدري، المشروع الذي قدمته تلك القائمة، والذي «يقوم أساساً على تفكيك الكتل النيابية المؤلّفة على أساس طائفي وعرقي»، كاشفاً عن أنّ هناك تحرّكاً كبيراً باتجاه التحالف الكردستاني و«جبهة التوافق»، ومؤكّداً بأنّ التشاور مع الكتل العراقية يأتي في سياق العمل في وجه ما يعمل على تأسيسه الائتلاف الحاكم تحت اسم «جبهة المعتدلين»، التي رفض علاوي المشاركة فيها.
وفي السياق، أفادت صحيفة «ديلي تليغراف» البريطانية بأن قوات الاحتلال الاميركي تستعين برجال آليين (روبوتات) مقاتلين مجهّزين بأسلحة أوتوماتيكية، قادرين على شنّ حرب عن طريق جهاز التحكّم عن بُعد في معارك العراق، لتفادي سقوط جنودها الذين قُتل منهم 5 أمس، في بعقوبة. وقالت الصحيفة إن فرقة المشاة الثالثة المتمركزة في بغداد، اشترت ثلاثة رجال آليين من طراز «مخلب السيف» لاستخدامها في العمليات، مشيرة إلى أنها نسخة معدّلة عن الإنسان الآلي المستخدم في علميات نزع العبوات الناسفة حول العالم. وأشارت إلى أن الجيش الأميركي يملك اليوم 80 روبوت مقاتل تحت الطلب، إلا أن القيود المفروضة على تمويل وزارة الدفاع أخّرت تسليمها، رغم أن سعر الروبوت لا يتجاوز 200 ألف دولار.
ميدانياً، سقط أكثر من 50 قتيلاً عراقياً في سلسلة تفجيرات، كان أعنفها في تلعفر وبغداد والحلّة، حيث انفجرت عبوة ناسفة عصر أمس في مكتب ممثل المرجع الديني السيد علي السيستاني، السيد رسول حميد. ووجدت قوى الأمن العراقية أكثر من ثمانين جثّة في بعقوبة ومناطق أخرى من البلاد.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)