بعد جهد ٍشاق ومحاولات دولية مكثّفة، توصلت ثمانية فصائل سودانية من متمردي دارفور، خلال اجتماعها في تنزانيا امس، الى موقف تفاوضي مشترك بشأن محادثات السلام النهائية مع الحكومة السودانية، التي يتوقّع إجراؤها خلال أشهر.وأفادت الفصائل، في بيان لها امس، أنها «قدمّت برنامجاً مشتركاً حول عن تقاسيم السلطة والثروات والترتيبات الأمنية والمشاكل المرتبطة بالأرض والقضايا الانسانية، تمهيداً لإجراء مفاوضات نهائية».
وأضاف البيان، الذي صدر بعد مفاوضات في اروشا شمال تنزانيا استمرت أربعة أيام، أن الفصائل «أوصت أيضاً بان تجرى مفاوضات (السلام) النهائية في غضون شهرين او ثلاثة».
وجدّدت الفصائل «استعدادها للالتزام بوقف تام للأعمال العسكرية حالما تتخذ جميع الأطراف الأخرى التزامات مماثلة».
كما سيسمح المتمردون لوكالات الإغاثة بالوصول الى المناطق المحتاجة ويمتنعون عن مهاجمة قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي والتعاون مع القوة المقترحة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وقوامها 26 ألفاً، التي وافق مجلس الأمنّ الدولي الأسبوع الماضي على نشرها في دارفور.
وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان، يان الياسون، إن المحادثات بين حكومة السودان والمتمردين يمكن أن تعقد في أي دولة اقليمية تحاول التوسط لإنهاء الصراع «او في اي دولة اخرى تعتبرها جهة الوساطة مناسبة».
وأشار المبعوث الخاص للاتحاد الافريقي إلى دارفور، سالم احمد سالم و الياسون، إلى انهما يعتزمان التوجه في الايام المقبلة الى الخرطوم للتشاور مع السلطات السودانية.
وقال سالم «نود التزاماً ملموساُ» من الخرطوم بالنسبة لوقف اطلاق نار، مضيفاً أن اجتماع اروشا قرر أيضاً ترك الباب مفتوحا أمام اولئك الذين تمت دعوتهم للاجتماع لكنهم لم يشاركوا فيه للانضمام الى البرنامج المشترك، وذلك في اشارة الى أحد زعماء المتمردين عبد الواحد محمد النور، المقيم في فرنسا، والذي برر مقاطعته بأن «حكومة السودان تواصل قتل الناس».
وكانت الخرطوم قد اتهمت باريس بالتقاعس عن تشجيع النور على المشاركة في الاجتماع، بيد أن فرنسا أكدت أنها بذلت «جهوداً كبيرة» لاقناعه بذلك.
كما رفضت حركة تحرير السودان ــــــ فصيل الوحدة، المشاركة في المحادثات، احتجاجاً على سجن السلطات السودانية لمنسق الإغاثة في الحركة، سليمان جاموس، في مستشفى تابع للأمم المتحدة قرب دارفور.
وقال سالم والياسون إنهما يبذلان مساع لإطلاق سراحه خلال محادثات مع الخرطوم من المقرر ان تبدأ اليوم الثلاثاء.
ومنذ إبرام الخرطوم اتفاق سلام في أيار العام 2006 مع فصيل واحد من المتمردين، إنقسم المتمردون الى اكثر من 12 فصيلا.
في هذه الاثناء، قال المتحدث باسم حركة العدالة والمساواة (احد اكبر فصائل المتمردين)، احمد حسين آدم، «لم نتخل عن المقاومة حتى الآن. الكفاح المسلح فرض علينا من قبل الحكومة السودانية التي رفضت الاعتراف بالحقوق المشروعة لشعبنا».
إلى ذلك، قال محمد بشير المسؤول عن فصيل في جيش تحرير السودان، الذي يقوده ميني ميني ميناوي، إن مسلحين مجهولين هاجموا بعضا من قوات ميناوي في دارفور فقتلوا أربعة وأصابوا خمسة اول من امس.
(رويترز، ا ف ب، د ب أ)