رام الله ــ سامي سعيد
علمت «الأخبار» من مصادر فلسطينية رسمية وأخرى مقرّبة من حركة «فتح» أمس، أن المشكلة الأساسية التي تعوق تنفيذ صفقة وقف مطاردة المطلوبين في الضفة الغربية، التي توصلت إليها السلطة الفلسطينية وإسرائيل، تكمن في وجود مجموعات من «سرايا القدس» تريد الانضمام إليها.
وأشارت المصادر، التي اشترطت ألا يذكر اسمها، إلى وجود مطاردين من الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي» يرغبون في الانضمام إلى صفقة المطاردين، وأن إسرائيل ترفض التعهد بعدم المساس بهؤلاء لأنها لا ترغب في وقف مطاردة عناصر «السرايا».
وأكدت المصادر أن مقاتلي «سرايا القدس»، الذين يرغبون في الانضمام إلى هذه القائمة، هم الذين عملوا خلال الفترة الماضية بتنسيق كامل مع مقاتلي «كتائب شهداء الأقصى»، التابعة لحركة «فتح»، في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية، وخصوصاً في مدينتي جنين ونابلس شمال الضفة الغربية.
وأوضحت المصادر أنه بعدما شملت قائمة العفو الإسرائيلية مقاتلين من «فتح»، أصبح مقاتلو «سرايا القدس» مكشوفي الظهر وبالتالي سهّل ذلك على قوات الاحتلال استهدافهم واغتيالهم، وهو ما جرى قبل أيام قليلة مع قائد «السرايا» في نابلس رائد أبو العدس.
وذكرت المصادر «الفتحاوية» أن اغتيال أبو العدس مثّل الشعرة التي قصمت ظهر البعير، وجعل بعض مطاردي «كتائب شهداء الأقصى» يتراجعون عن الصفقة ويعلنون أنهم في حلٍّ منها ولا يرغبون في أن تعفو عنهم إسرائيل، بعدما حوّلت قوات الاحتلال كل جهودها للقضاء على قادة «سرايا القدس» في مختلف أنحاء الضفة الغربية.
من جهته، نفى المتحدث باسم «سرايا القدس» في الضفة الغربية، أبو مجاهد، أن يكون عناصر السرايا قد عرضوا على حكومة سلام فياض التوسط لدى إسرائيل من أجل العفو عنهم، مشيراً إلى أنهم «لا ينتظرون العفو من الجلاد».
وأوضح أبو مجاهد، لـ«الأخبار»، أن الذي جرى هو أن مكتب وزير الداخلية عبد الرزاق اليحيى اتصل بقادة في «سرايا القدس» وعرض عليهم إدراج أسماء بعضهم في قائمة المعفو عنهم إسرائيلياً، مضيفاً «لكننا رفضنا ذلك إطلاقاً ولن نقبل أن نطلب الرحمة والشفقة من الاحتلال».
وأضاف المتحدث باسم «السرايا» «أن العرض الفلسطيني كان يتطلب تقديم 20 اسماً من مطلوبي سرايا القدس لإعفائهم في مرحلة أولى وتقديم لوائح أخرى بهذا الصدد في ما بعد للمصادقة عليها من الحكومة الإسرائيلية». وأشار إلى أن «سرايا القدس» ترفض هذا الطرح «ولا تقبل أن تضع بنادقها بأيدي الاحتلال أو السلطة»، موضحاً أن «مواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر على الضفة الغربية وقطاع غزة لا يكون إلا بمواصلة المقاومة وإبقاء البندقية مشرعة في وجه الاحتلال وكل من يتطاول على المقاومة وقادتها».
أما وزير الأسرى والمحررين في حكومة تسيير الأعمال أشرف العجرمي فأكد لـ«الأخبار» أن صفقة وقف مطاردة المطلوبين في الضفة لم تفشل ولم تنته بعد، مشيراً إلى أن الاتصالات بشأن هذه الصفقة لا تزال مستمرة ومتواصلة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
واتهم العجرمي الحكومة الإسرائيلية وقوات الاحتلال بالمماطلة في تطبيق البنود التي اتفق عليها لتوفير الحماية للمطاردين في مقابل تسليم أسلحتهم للسلطة الفلسطينية، لكنه توقع أن تشهد الأيام المقبلة حلاًّ كاملاً وشاملاً لهذا الموضوع عبر اللقاءات التي تعقد بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على أعلى مستوى بعد عودة التنسيق الكامل بينهما.