«هآرتس» ـ باراك رابيد
فضلاً عن مبادرة الجامعة العربية ورؤية الرئيس الأميركي جورج بوش كما صرح بها في خطابه قبل نحو ثلاثة أسابيع، يوجد اليوم في الساحة السياسية الإسرائيلية ثلاثة اقتراحات سياسية بادر إليها زعماء إسرائيليون، وهي: «اتفاق المبادئ» الذي يتطلع إليه رئيس الوزراء إيهود أولمرت، و«الانطواء بالاتفاق» الذي بادر إليه نائب رئيس الوزراء حاييم رامونومبادرة رئيس الدولة شمعون بيريز التي كشفت «هآرتس» النقاب عنها أمس. وثمة عدد غير قليل من نقاط الالتقاء بين الخطط الثلاث التي تقوم جميعها على أساس انسحاب ذي مغزى لإسرائيل في الضفة.
* خطة أولمرت: يتطلع رئيس الوزراء إلى إدارة مفاوضات مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) على «اتفاق مبادئ» لإقامة دولة فلسطينية على معظم أراضي الضفة الغربية وفي قطاع غزة. وبحسب خطة أولمرت، ستركز المداولات بداية على مبادئ عامة، لا على تفاصيل التسوية الدائمة التي من الصعب الوصول إلى اتفاق عليها.
يمكن التقدير أن خطة مبادئ أولمرت تتضمن إقامة دولة فلسطينية على 90 في المئة من أراضي الضفة الغربية، وقطاع غزة، في ظل الاتفاق مع الفلسطينيين على الانسحاب الإسرائيلي. كما أنه سينفذ تبادل للأراضي تعويضاً عن إبقاء الكتل الاستيطانية الكبرى بيد إسرائيل، فيما ستُربط الضفة بالقطاع من خلال نفق. وبحسب الاقتراح، يصار إلى إيجاد صيغة تقضي بأن يصبح جزء من القدس عاصمة للدولة الفلسطينية، من خلال نقل الأحياء العربية في شرق القدس للفلسطينيين، فيما تبقى السيادة على البلدة القديمة بيد إسرائيل.
* خطة رامون: النائب الأول لرئيس الوزراء، نشرها قبل نحو أسبوعين في القناة العاشرة، وهو يسميها «الانطواء بالاتفاق». وبحسب الخطة، تنسحب إسرائيل من 70 في المئة من أراضي الضفة وتخلي مستوطنات، ولا سيما المعزولة، على أن يكون تنفيذ الخطة مقروناً بموافقة رئيس السلطة الفلسطينية، كي لا تُعَدُّ خطوة أحادية الجانب. وتتضمن وضع موعد للمفاوضات على التسوية الدائمة.
* خطة بيريز: بحسب خطة الرئيس، التي تقوم على الاتفاقات التي توصل اليها في عام 2001 مع الرئيس الأسبق لحكومة السلطة أحمد قريع (أبو العلاء)، فإن إسرائيل ستنسحب من 95 في المئة من أراضي الضفة مع إبقاء الكتل الاستيطانية في أيديها. وفي مقابل الـ5 في المئة الباقية، تنقل إسرائيل للفلسطينيين تعويضاً إقليمياً من داخل أراضيها. وبحسب الخطة، فإن تحديد الخطوط الهيكلية للدولة الفلسطينية وتسوية مشكلة اللاجئين يتقرران منذ بداية المفاوضات. كما تتضمن الخطة تواصلاً إقليمياً في الضفة الغربية وفي القطاع ورفع علم عربي أو فلسطيني على الحرم وإدارة مشتركة من الديانات الثلاث للحوض المقدس في البلدة القديمة من القدس.