القاهرة ـ الأخبار
يبدو أنّ مسار التحقيقات في ملابسات مصرع صهر الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر، أشرف مروان، الذي لقي حتفه قبل نحو شهرين في ظروف غامضة في منزله اللندني، تسير نحو دحض فرضية انتحاره التي شاعت منذ الإعلان عن موته الذي شكّل لغزاً جديداً في مسلسل مقتل شخصيات مصرية معروفة في العاصمة البريطانية.
على الأقل، هذا ما أشارت إليه مصادر مصرية تتابع مع الأجهزة البريطانية عملية التحقيق في ملابسات مصرع مروان، والتي أوضحت أن الجانب البريطاني أبدى تعاونه إلى حد كبير في إطلاع الوفد المصري على كل التفاصيل الخاصة بوفاة مروان، مشيرة إلى أن هذه القضية تحظى باهتمام رسمي واسع النطاق من السلطات المصرية، حتى وإن لم تعلن عنه بصورة رسمية.
وكانت مصادر بريطانية قد أعلنت أمس أيضاً أن الشرطة البريطانية تواصل التحقيق في ملابسات الوفاة، وأنها ستستدعي مزيداً من الشهود والشخصيات التي يُعتقد أنها قد تحوّل مجرى التحقيق، وهو ما أدّى إلى تأجيل المحكمة، التي كان مقرراً لها موعد ١٨ آب الجاري إلى وقت لاحق، يتم تحديده في اجتماع يُعقَد في الرابع من أيلول.
ونقلت تقارير صحافية عن أحد المقربين من مروان قوله إنه يعتقد أن العائلة «تتابع الموضوع بشكل جيد، وأنها نجحت في جمع العديد من الشواهد، التي تنفي فرضية الانتحار». وتتوافق رغبة عائلة مروان في إثبات عدم انتحاره مع الرغبة الرسمية لأجهزة الدولة في «تصحيح» صورته التي تعرّضت لجدل كبير قبيل موته الغامض. وكان مروان قد استردّ بعد وفاته في لندن، سمعته السياسية كوطني قدّم لبلاده خدمات كبيرة، وساهم في النصر الذي حقّقه الجيش المصري في حرب عام 1973. وقد مثّلت الجنازة الرسمية المهيبة التي حظي بها بمشاركة كبار مسؤولي الحكومة المصرية، وفي مقدمهم نجل الرئيس حسني مبارك وأمين لجنة السياسات في الحزب الوطني الحاكم، جمال، رداً على مزاعم روّجتها إسرائيل طيلة حياة مروان بأنه كان عميلاً مزدوجاً وأنه أطلع تل أبيب على موعد الحرب.