strong>تؤكد الاستقالات الوزارية المتتالية في إيران عمق الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد في عهد الرئيس محمود أحمدي نجاد، ولا سيما أنه مع استقالة وزيري الصناعة والنفط أمس يرتفع عدد الوزراء المستقيلين منذ آب عام 2005 إلى أربعة، بعد استقالة وزيري الشؤون الاجتماعية والتعاونيات
شهدت الحكومة الإيرانية أمس أزمة داخلية تمثلت باستقالة وزيرين على صلة بحقائب إنتاجية مهمة، على خلفية أزمة البنزين ونسبة التضخم التي بلغت 14.8% وارتفاع معدل الفقر والبطالة في البلاد.
وقدّم وزير النفط كاظم وزيري همانة استقالته، بعد ساعات من استقالة وزير الصناعة والمناجم علي رضا طهماسبي.
وذكرت وكالة أنباء الطلبة «إسنا» أن الرئيس محمود أحمدي نجاد أصدر مرسوماً ينص على تعيين همانة مستشاراً خاصاً للرئيس لشؤون الغاز والنفط، وتعيين رئيس شركة النفط الوطنية غلام حسين نوذرير وزيراً للنفط.
وأفادت «إسنا» بأن مستشاراً حكومياً أكد نبأ استقالة وزير الصناعة والمناجم علي رضا طهماسبي وأن نجاد قبِلها، مشيرة إلى أنه سيختار وزيراً جديداً ويقدمه مع وزير النفط الجديد إلى البرلمان للتصديق على تعيينهما.
ونقلت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء عن أحد مستشاري نجاد، مجتبى سماره هاشمان، قوله إن «هدف الاستقالة هو تعزيز قطاع الصناعة في البلاد وإنشاء تنسيق بين ذاك القطاع وأهداف برامج الحكومة»، مؤكداً أن مسؤول لجنة مراقبة استهلاك البنزين علي أكبر مهربيان سيتولى وزارة الصناعة في الوقت الراهن.
في هذا الوقت، اتهم المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي، أول من أمس، «السلطة الشيطانية والمتغطرسة لأميركا» بأنها «مصدر الإرهاب والظلم والفساد».
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا» عن خامنئي قوله، خلال لقائه كبار المسؤولين وفي مقدمهم نجاد، إن «أفسد الناس يحملون اليوم راية إصلاح العالم، وإن السلطة الشيطانية والمتغطرسة لأميركا، التي هي بصدد فرض حكومتها المطلقة على المجتمعات البشرية برمّتها، تتهم‌ الإسلام بالإرهاب والرجعية، بينما هي مصدر الظلم ضد الشعوب المسلمة، ومنطلق الإرهاب والفساد والحرب وسفك الدماء».
وحذّر خامنئي من «المحاولات التي يقوم بها الأعداء لبث الفرقة والخلافات المذهبية في الأمة، كالخلاف بين الشيعة والسنّة والعرب وغير العرب لجر المسلمين إلى التقاتل والتناحر».
في الشأن النووي، نفى مقرر لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) كاظم جلالي، تقديم أي شكوى من إيران ضد روسيا في محكمة العدل الدولية في لاهاي بسبب مماطلتها في تدشين محطة بوشهر النووية.
وأفادت «مهر» بأن «جلالي، الذي يرأس لجنة الصداقة البرلمانية الإيرانية الروسية، طالب المسؤولين الروس بتدشين محطة بوشهر في الموعد المقرر»، مشيراً إلى «انعدام الثقة لدى غالبية نواب مجلس الشورى والمجتمع الإيراني بروسيا في ما يتعلق بالتعاون النووي». وأوضح أن «خبر عزم إيران على تقديم شكوى ضد روسيا، يمثل وجهة نظر فردية لأحد نواب المجلس»، مشيراً إلى تصريح النائب رشيد جلالي جعفري، الذي ذكر في وقت سابق أن «الجهاز الدبلوماسي في الجمهورية الإسلامية سيُقدّم في الأيام المقبلة شكوى ضد روسيا في محكمة لاهاي» بسبب تأخرها في تنفيذ اتفاقية توفير الوقود لمحطة بوشهر.
قضائياً، أعلن نائب المدعي العام في طهران حسن حداد، في تصريح أوردته وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية أمس، أن القضاء الإيراني اختتم تحقيقه بشأن الأميركيين الإيرانيين هالة اسفندياري وكيان تاجبخش المعتقلين منذ ثلاثة أشهر بتهمة المساس بالأمن القومي الإيراني. وقال «عليهما الآن القيام بعمل خطيّ وبعدها يتخذ قرار بشأنهما».
(مهر، إرنا، أ ف ب، يو بي آي)