واشنطن ــ محمد سعيد
حلفــاء أميركــا «منزعجــون» من نيّتهــا وضع «حــرس الثــورة» عــلى لائــحة الإرهــاب

أثار إعلان الإدارة الأميركية نيتها إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب، قلق بعض الدول الحليفة للولايات المتحدة، إزاء خطط إدارة الرئيس جورج بوش بتصعيد المواجهة مع إيران، في سياق ضغوطها لإرغام الجمهورية الإسلامية على التخلِّي عن برنامجها النووي.
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست»، عن مسؤولين أميركيين قولهم، إن واشنطن لم تقرر بعد متى ستعلن عن هذا الإجراء، وإن كانت تُفضِّل أن يكون ذلك قبل بدء انعقاد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل.
وقال مسؤولون ودبلوماسيون عرب وأجانب في واشنطن إنه «على الرغم من أن حلفاء أميركا يتقاسمون معها القلق العميق حيال الطموحات النووية لإيران، إلا أن الحكومات العربية والأوروبية تشعر على نحو خاص بالانزعاج من الخطوات الأميركية الجديدة، بما في ذلك خطط تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية».
وقال دبلوماسي عربي رفيع المستوى، إنه «إذا اندلعت أزمات في المنطقة، فإن هناك احتمالاً حينذاك لوقوع كارثة حقيقية، وهناك مخاوف من أن تلك الأزمات قد تتجمّع بعضها مع بعض لتولّد أزمة طارئة تفوق احتمال أي دولة بمفردها على التعامل معها».
وقد أثارت اللهجة التي تحدَّث بها المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك أول من أمس، مزيداً من القلق في أوساط حلفاء واشنطن. إذ أعرب دبلوماسيون أوروبيون عن انزعاجهم من استخدام وزارة الخارجية الأميركية لتعبير جبهات المعارك، في وصف السياسة الأميركية حيال إيران.
وكان ماكورماك قد قال إن الولايات المتحدة «تجابه إيران على جبهات وميادين معارك مختلفة، من تسليح الجماعات» التي تقاتل ضد قوات الاحتلال الأميركي في العراق وأفغانستان، إلى المواجهة الدبلوماسية على الساحة الدولية في ما يتعلق ببرامجها النووية.
من جهتها، قالت نائبة المتحدث باسم البيت البيض دانا بيرينو إنه «من غير المناسب لنا أن نناقش تحركات مستقبلية محتملة، ونواصل حث إيران على أداء دور بنَّاء في المنطقة والتوقف عن تقديم الدعم لمنظمات إرهابية». وأضافت، من مقر إقامة الرئيس الأميركي في مزرعته بكراوفورد في ولاية تكساس، «من غير المطروح حالياً شن عملية عسكرية» على إيران، مذكرةً في الوقت نفسه، نقلاً عن بوش، بأنه «لا ينبغي لأي رئيس استبعاد استخدام القوة».
وفي السياق، قال متحدث باسم المفوضية الأوروبية، غينس مستير، إن «الاتحاد الأوروبي يتخذ قرارات مستقلة بشأن المنظمات التي يدرجها على لائحته»، مضيفاً: «لا يمكننا أن نعلّق على هذا القرار الأميركي الذي يبدو أنه لم يتخذ بعد»، مشيراً إلى أنه «من حيث المبدأ، تتبع قراراتنا عادة قرارات الأمم المتحدة».
وسيكون الحرس الثوري الإيراني أول كيان عسكري حكومي يُدرج على قائمة «المنظمات الإرهابية». وسيتعين على الولايات المتحدة، بموجب هذا القرار، مصادرة أصول وممتلكات أي من المنتمين إلى الحرس الثوري، الذي يُقدَّر عدد أفراده بنحو 125 ألف فرد.
في المقابل، نقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرسمية «إرنا»، عن مسؤول في وزارة الخارجية لم تذكر اسمه قوله: إن «مثل هذا التقرير يأتي في إطار الدعاية والتأثيرات النفسية التي تمارسها الإدارة الأميركية على الجمهورية الإسلامية».
في هذا الوقت (أ ف ب، يو بي آي، د ب أ، رويترز)، قال القائد الأعلى للحرس الثوري، الجنرال يحيى رحيم صفوي، إن تصعيد أميركا لضغوطها على بلاده والتهم التي توجهها ضد حرس الثورة الإسلامية «ناجمة عن الضربات الكثيرة التي تلقتها على يد هذه القوة»، مضيفاً «إنهم (الأميركيون) يدركون أمام من يقفون، ونحن نملك الكثير من الأدوات للضغط عليهم».
وأوضح صفوي، لمحطة التلفزيون الإيرانية «جام ـــــ إي جام»، «لدينا نظام صواريخ يغطي طول وعرض الخليج الفارسي وبحر عُمان»، و«ألف باخرة حربية سريعة»، محذراً من أن «أية باخرة أو سفينة لا تستطيع الإبحار في الخليج الفارسي من دون أن تكون في خطر مرمى صواريخنا».
في الشأن الإيراني الداخلي، أبدى رئيس السلطة القضائية في إيران، آية الله محمود هاشمي شهرودي، أسفه للاستقالات والتعديلات الحكومية، في انتقاد نادر لسياسة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.
ونقلت صحيفة «اعتماد » الإيرانية أمس عن شهرودي قوله: إن «أسلوبنا في التعامل مع المسؤولين لا ينبغي أن يكون مسيئاً»، مضيفاً: «بكلام آخر، لا ينبغي اقتلاع العين ونحن نسوّي فقط الحاجب».
كما انتقد وزير المناجم والصناعة المستقيل علي رضا طهمسبي بشدة، في كتاب الاستقالة الذي نشرته وكالة أنباء «فارس» الإيرانية الأربعاء، سياسة الرئيس الإيراني في مجال الصناعة، وخاصة تجميد أسعار بيع منتجات عديدة، ونقص الاستثمار في قطاع الطاقة، والتغييرات على صعيد الموظفين.