تسيطر على انتخابات الرئاسة الروسيّة المقرّرة العام المقبل تكهّنات تتمحور حول اسمين أساسيّين مرشّحين لخلافة فلاديمير بوتين، الذي أعرب أكثر من مرّة عن عدم نيّته تسمية شخصيّة معيّنة وسيترك «القرار للشعب». السيّاسيّان الأكثر حظاً هما نائبا رئيس الوزراء، سيرغي لافروف وديميتري مدفيديف. واللافت أنّ أيّ تغيير في «وضعيهما» يمثّل عاملاً مؤثّراً في بورصة التوقّعات.ففيما كان مدفيديف الأوّل من الناحية «التقنيّة»، حيث ترأّس في السابق اجتماعات الحكومة في غياب رئيسها ميخائيل فرادكوف، ومن ناحية استطلاعات الرأي، إلا أن يوم أمس شهد تحوّلاً تمثّل في إدارة منافسه للجلسة الوزاريّة، وتزامن مع انقلاب في أرقام الاستطلاعات، قدّمها «مركز ليفادا للدراسات»، منحت إيفانوف تقدّماً بفارق 4 نقاط، من خلال حصوله على 31 في المئة من التأييد.
وعلّقت صحيفة «كومرسانت» على التطوّر، في مقال عُنون «رئيس وزراء لساعة»، بالقول إنّ «إيفانوف أعطي فرصة لتجربة كرسي رئاسة الحكومة»؛ فمنصب رئاسة الوزراء يعدّ الممهّد لاستلام شاغله رئاسة البلاد بحسب التقليد السياسي في روسيا. فبوتين كان قد تولّى المنصب عام 1999 قبل تسلّمه الرئاسة في نهاية العام نفسه.
وفيما يشير محلّلون إلى أنّ بوتين سينتقي اسماً من حكومته مختلفاً عن المطروحَين، أوضحت أرقام الاستطلاعات أنّ المتنافسين الأقرب إلى الموجودَين هما زعيم الحزب الشيوعي الروسي غينادي زيوغانوف وزعيم «الحزب الديموقراطي الليبرالي» فلاديمير زيرينوفسكي، اللذين نال كلّ منهما 14 في المئة من الأصوات.
وتجدر الإشارة إلى أنّ إيفانوف (54 عاماً) خدم مثل بوتين جاسوساً في جهاز الاستخبارات السوفياتي (كايه جي بي) كما عمل أميناً عاماً لمجلس الأمن القومي ووزيراً للدفاع.
في هذا الوقت، اتّهمت أجهزة الاستخبارات الروسية بريطانياً يعمل لحساب استخبارات بلاده تحت غطاء منصب دبلوماسي في إستونيا بالسعي إلى توظيف عميل روسي بواسطة الجاسوس الروسي السابق، البريطاني الجنسيّة، ألكسندر ليتفينينكو، الذي اغتيل في لندن أواخر العام الماضي.
ونقلت وكالة الأنباء الروسيّة «إنترفاكس» عن متحدّث في وكالة الاستخبارات الروسيّة قوله إنّ الضابط البريطاني كان معروفاً لدوره في قضية ضابط في الجيش الروسي حُكم عليه عام 2006 بالسجن 13 سنة بتهمة التجسّس لمصلحة بريطانيا، موضحاً أنّه «يعمل في تالين (إستونيا) منذ عام 1999 تحت غطاء منصب السكرتير الأوّل في السفارة البريطانية» في إستونيا.
وتشير الاستخبارات الروسية إلى أنّ العميل البريطاني كان يستخدم اسماً مستعاراً هو «أنطونيو ألفاريز دي إيدالغو»، كما كان يسمّي نفسه أيضاً «بول»، إلّا أنّ اسمه الحقيقي هو بابلو ميلر. وظهر اسم «الشاهد» الذي فضح أمره، فياتشيسلاف جاركو، للمرّة الأولى في حزيران الماضي، حين اتّهم ليتفينينكو بأنّه يجتمع بعملاء من الاستخبارات البريطانية (أم أيه 6).
إلى ذلك، أفادت وكالة الأنباء الروسيّة «إنترفاكس» أنّ المحققين الروس يشتبهون في وقوف «قوميّين متطرفين» وراء الانفجار الذي تمّ بقنبلة يدوية الصنع مساء الاثنين الماضي، وأدّى إلى خروج قطار «نيفسكي أكسبرس» الذي يربط بين موسكو وسانت بطرسبرغ، عن سكته، ما سبّب إصابة حوالى 60 شخصاً بجروح.
(أ ب، يو بي آي، رويترز)