واشنطن ــ محمد سعيد
مع اقتراب موعد صدور التقرير الذي سيقدّمه قائد قوات الاحتلال الأميركي في العراق، الجنرال دايفيد بيترايوس، والسفير لدى بغداد رايان كروكر، في منتصف أيلول المقبل لمجلسي الكونغرس حول مدى التقدم الذى أحرزته استراتيجية زيادة القوات في البلاد، يبدو أنّ واشنطن تخطّط لطرح خطّة جديدة تقضي بالخفض التدريجي لهذه القوات، ابتداءً من العام المقبل، في خطوة تهدف أساساً إلى تخفيف حدّة المعارضة الشعبية والسياسية لمعارضي بقاء الجنود في بلاد الرافدين.
ونقلت «صحيفة نيويورك تايمز»، أول من أمس، عن مسؤول أميركي قوله إن الهدف من مثل هذا الإعلان، الذي تخطّط له إدارة جورج بوش، «مواجهة الضغوط الشعبية التي تطالب بخفض كبير وسريع، كذلك محاولة لكسب تأييد لخطّة تسعى إلى إبقاء الانخراط في العراق كموطئ قدم أميركية في المنطقة، على الأقل حتى نهاية فترة رئاسة بوش، لأن المصالح الحيوية الأميركية في العراق والمنطقة تتطلّب التزاماً مستديماً بنشر قوات عسكرية، ولأن أي انسحاب سريع سيكون كارثياً على الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين».
وقال مسؤولون أميركيون، أكّدت الصحيفة أنهم مشاركون في إعداد الاستراتيجية الجديدة، إن «البيت الأبيض يعتزم القول بعد تقرير 15 أيلول، بأن زيادة القوات نجحت في تعزيز الأمن والحدّ من حوادث القتل المذهبي والهجمات الانتحارية، كما إنها هيّأت الظروف لنهج جديد، وهو ما من شأنه السماح بالبدء في خفض القوات في النصف الأول من العام المقبل».
وقال نائب القائد الأميركي فى العراق الجنرال ريموند أوديرنو، للصحيفة نفسها، إن «الحملات الأمنية الحالية ستنتهي في وقت ما، في أوائل العام المقبل، وربما نبدأ انسحاباً لقواتنا بناءً على نتائج هذه الحملات».
وتعليقاً على مضمون التقرير، قال المتحدث باسم البيت الأبيض غوردون غوندرو إن بيترايوس وكروكر لم يقدّما بعد توصياتهما إلى الرئيس، وإنهما لن يفعلا ذلك قبل 15 أيلول، «ومن هنا لم يتخذ الرئيس أية قرارات بشأن التحرك في المستقبل، لذا سيتعيّن علينا فحسب الانتظار، لأنّ القرارات التي ستُتَّخذ، ستعتمد على الظروف على الأرض، حيث الوضع الامني يتحسّن، وهو ما يترافق مع نوع من المصالحة السياسية التي تجسّدها الاجتماعات التي تجمع الزعماء العراقيين في بغداد».
وفي السياق، أشاد بوش في خطابه الإذاعي الأسبوعي، أول من أمس، بـ«التقدم والمصالحة» اللذين تحقّقا «محلياً» في العراق، إلا أنه أقر بأن «التقدم السياسي على المستوى الوطني لا يتطابق مع التقدّم على المستوى المحلّي»، معترفاً بأن الأهداف التي حدّدها الكونغرس لتقويم التقدم في هذا البلد «لم تتحقق إلى حدّ كبير». وقال إنه ما يزال أمام الحكومة العراقية «إجراءات مهمة كثيرة تحتاج إلى حسم كي تتمكّن من تحقيق الأهداف السياسية».
وتستمر وتيرة الانتقادات الأميركية لنيات الحكومة البريطانية الانسحاب من البصرة في الخريف المقبل، إذ نقلت صحيفة «صنداي تايمز»، أمس، عن المستشار العسكري لمجلس العلاقات الخارجية في الكونغرس، ستيفن بيدل، تحذيره القوات البريطانية من أنها ستواجه «عواقب بشعة ومحرجة» إذا ما انسحبت من العراق.
ونسبت الصحيفة إلى بيدل قوله «إن قوات التحالف لم تعد تسيطر على البصرة، حيث من المتوقع أن تصبح التجربة هناك خطأً فاضحاً وجسيماً في ما يتعلق بالتاريخ العسكري، لأن الانسحاب سيجسّد فشلاً كاملاً».