غزة ــ رائد لافي
صيام يعرض تسجيلاً مصوّراً لعباس يحرّض على مطلقي الصواريخ... ودحلان على محمد ضيف


كشف القيادي في «حماس»، سعيد صيام أمس، عن رزمة جديدة من الوثائق الأمنية التي استولت عليها حركته من الأجهزة الأمنية، عقب سقوط قطاع غزة في قبضتها في 14 حزيران الماضي، «تثبت تورّط الأجهزة الأمنية في التعاون مع جهازي الاستخبارات الأميركي والبريطاني» في التجسس على قادة في فصائل المقاومة، والتحريض على دول عربية.
وعرض صيام، خلال مؤتمر صحافي في غزة أمس، تسجيلاً مصوّراً للرئيس محمود عباس يحرّض خلاله على ضرب كل من يحمل أي صاروخ، ومحاضر اجتماعات بين قادة أمنيين فلسطينيين، أبرزهم القيادي في حركة «فتح» النائب محمد دحلان، ومسؤولين في جهازي الاستخبارات الأميركي والبريطاني، كانت تهدف إلى «التخطيط لضرب حماس ومحاربتها بحجة محاربة الإرهاب، والتحريض على دول عربية».
واتهم صيام الأجهزة الأمنية بأنها «كانت تعمل في الساحات العربية والإسلامية ضد مصالح هذه الدول»، مشيراً إلى أنه «ستوضع هذه الدول في الصورة، وترسل الوثائق إلى كل دولة بما يعنيها، وقد بدأ ذلك فعلاً من خلال قيادة حركة حماس في الخارج».
وذكر صيام أن «حماس» استمعت إلى ضباط أمنيين، وحصلت على تفسير لمعلومات كثيرة ودقيقة وردت في وثائق الفساد، مضيفاً أن «حماس» امتلكت من خلال هؤلاء الضباط «خيوطاً تجاه عمليات تصفية واغتيالات في الساحة الفلسطينية، بعض أطرافها موجودون في الضفة الآن»، موضحاً أن «ضابطين في الاستخبارات زوّدا الاحتلال بالمعلومات عن (الزعيم الراحل ياسر عرفات) أبو عمار وأنشطته وتحركاته وجدول أعماله».
وأظهرت وثيقة ثانية، محضر اجتماع بين قادة في جهاز الأمن الوقائي ونظرائهم في الاستخبارات الأميركية، بحث خلاله الجانبان في آلية للتنصت على القائد العام لـ«كتائب عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، محمد ضيف.
وقال صيام إن المجتمعين بحثوا في كيفية اقتحام الدائرة الخاصة لضيف، ووضع جهاز تنصّت في السيارة التي يستقلها، وفي جهاز الاتصال النقّال الذي يستخدمه، مشيراً إلى «اقتراح من عنصر في الاستخبارات الأميركية يدعى جون، يتضمّن تقديم هدية خاصة لمنزل ضيف، على أن تحتوي الهدية المقترحة على جهاز تنصت».
وفي وثيقة أخرى عرضها صيام، يقول دحلان في لقاء مع وفد من الاستخبارات الأميركية، «أنا معني جداً بالقبض على ضيف أكثر من السابق، لأنه مطلوب لنا».
وفي محضر اجتماع آخر، ضم شخصين، أحدهما يدعى مارك والآخر طوم، وضباطاً من الأمن الوقائي ومترجماً، دار الحديث بشأن كيفية التجسس على الشهيد عبد العزيز الرنتيسي (قائد حركة «حماس» في غزة الذي اغتالته قوات الاحتلال في السابع عشر من نيسان 2004)، ويقول مسؤول أمني فلسطيني «يجب وضع خطة دون وضع جهاز التنصت». وفي المحضر نفسه، يطلب طوم تأمين دخول مكتب الشيخ ياسين (الزعيم الروحي لحركة «حماس» الذي اغتالته قوات الاحتلال في الثاني والعشرين من آذار 2004)، مرتين، مرة لفحصه ومسحه، ومرة لزرع أجهزة التنصّت». ويشير طوم إلى ضرورة ضمان عدم وجود أجهزة إنذار أو حراس في المكتب.
وكشف صيام وثيقة لاجتماع بين جهاز الاستخبارات البريطاني وثلاث شخصيات فلسطينية، بينها القيادي في الأمن الوقائي أحمد عيسى. وتذكر الوثيقة أن عيسى رحّب بالتعاون مع الاستخبارات البريطانية، وأخبر الوفد البريطاني، خلال الاجتماع، أنه سلّم بنفسه معلومات عن عملية فدائية. وفي خصوص حركة «حماس»، أبدى عيسى موافقته على التعاون المشترك، طالباً من البريطانيين الحصول على التحقيقات التي أجرتها بريطانيا مع أعضاء من الحركة، وتزويده بمعلومات عن عضو المكتب السياسي لـ«حماس» المقيم في دمشق موسى أبو مرزوق، في مقابل تزويدهم بالمعلومات المتوافرة لدى الأمن الفلسطيني.
وأشار صيام إلى محضر اجتماع بين الاستخبارات الأميركية والبريطانية وأجهزة الأمن الفلسطينية بقيادة دحلان، الذي أبدى اهتماماً بالتعاون المشترك معهما لمحاربة الإرهاب.
ويكشف محضر الاجتماع، بحسب صيام، تحريضاً واضحاً من الأجهزة الأمنية الفلسطينية على المملكة الأردنية، حيث يحرّض عيسى الاستخبارات الأميركية والبريطانية على الأردن، ويتساءل: «لماذا لا تتهمون الأردن بمساعدة الإرهاب، والقيادة السياسية لحماس موجودة في الأردن»، فيما يقول آخر اسمه جمعة: إن «الأردن راعٍ للإرهاب بوضوح». غير أن مسؤول الاستخبارات الأميركية يردّ بالقول: «لا دليل قاطعاً بشأن هذه المسألة».
ولوّح صيام ببضع أسطوانات مدمجة قال إنها «تثبت استخدام الأجهزة الأمنية الإسقاط الجنسي ضد قائد جهاز أمني، ونائب عام، وابنة وزير ومسؤول فتحاوي معادٍ لحماس ويحاصر غزة الآن»، واعداً بعرض هذه الأسطوانات أمام عدد محدد من الصحافيين للتأكد من الحقيقة لكونها تمس الأعراض.