حذّر تقرير استخباري أميركي، أعدّته 16 وكالة معنيّة بشؤون الأمن ونشر أمس، من أنّ أداء حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال العام المقبل سيكون «غير ثابت» وأنّ مستوى أعمال العنف المذهبي سيستمرّ بالصعود، وذلك قبل صدور تقرير القائد الأعلى لقوّات الاحتلال الجنرال دايفيد بترايوس والسفير الأميركي لدى بغداد ريان كروكر الشهر المقبل، المتوقّع أن يصبّ في الوجهة نفسها لهذا التقرير.ويشير التقرير، المؤلّف من 10 صفحات، إلى أنّ تنظيم «القاعدة» لا يزال قادراً على تنفيذ عمليّات نوعيّة في العراق، قي وقت لا تزال فيه العمليّة السياسيّة تشهد عرقلة واضحة لأنّ القادة السياسيين في بلاد الرافدين «يبقون غير قادرين على الحكم بفاعليّة». ويوضح أنّ حكومة نوري المالكي سيزداد انعدام توازنها خلال الفترة الممتدّة بين ستة أشهر وعام، بسبب الانتقادات الموجّهة إليها من أعضاء في أحزاب شيعيّة، والمرجع الشيعي العراقي الأعلى علي السيستاني، إلى جانب العديد من المعارضين السنّة والأكراد.
والتقويم، الذي يأتي فيما تشهد العلاقة بين المالكي والرئيس الأميركي جورج بوش تذبذباً، عبّر عنه الرئيس الأميركي خلال اليومين الماضيين من خلال موقفين متناقضين من السياسي العراقي، يدعم حجّة الإدارة الأميركيّة في ضرورة البقاء ميدانيّاً في العراق من أجل تفادي فجوة أمنيّة، وأنّ الحديث يجب أن يدور عن انسحاب جزئي وإعادة تمركز فقط.
ويعرب التقرير عن «شكوك» في قدرة المالكي على تخطّي الانقسامات المذهبيّة لملاقاة الشروط التي وضعها الكونغرس وتحقيق تقدّم ملموس بحلول الشهر المقبل. ويقول إن «الأوضاع الأمنيّة وغياب القادة المؤثّرين عطّلا الحوار السياسي وأبطآ عمليّة اتّخاذ القرار الوطني، وزادا ضعف المالكي إزاء تحالفات بديلة»، موضحاً أنّ الأخير سيبقى يستفيد من الاعتقاد السائد لدى شيعة العراق القائم على أنّ «البحث عن بديل قد يشلّ عمل الحكومة».
وفي حديث مع وكالة «أسوشييتد برس»، رأى مسؤول أميركي، تحدّث شريطة السريّة كيلا يمنع تصريحات مرتقبة لمستشار الأمن القومي ستيفين هادلي، أنّه على الرغم من الرؤية المتشائمة التي أعرب عنها التقويم الاستخباري، لا حديث في البيت عن حاجة إلى تغيير في القيادة العراقيّة الحاليّة. وأوضح أنّ أيّ حكومة يمكن أن تواجه العوائق نفسها التي تعترض أداء الحكومة الحاليّة.
ووجد التقرير، الذي شاركت وكالة الاستخبارات الأميركيّة «سي آي أيه» في خطّ معالمه، أنّ الأمن في العراق «سيتسمرّ بالتحسّن بتواضع» خلال العام المقبل، موضحاً أنّه يجب أن تشهد الفترة المقبلة عمليّات متزايدة ضدّ المتمرّدين وتدريبات مكثّفة تقوم بها قوّات الاحتلال للقوّات الوطنيّة. إلّا أنّ «مستويات العنف الطائفي ستبقى مرتفعة وستبقى الحكومة العراقيّة تعاني لتحقيق المصالحة الوطنيّة».
(أ ب)