strong>أنقــرة تحــذر واشــنطن مـن اعتمــاد التقســيم... و«البــعث» يعــرض مفــاوضة الاحتــلال
اتّبعت «القائمة العراقية الموحّدة»، التي يرأسها رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي، الأسلوب نفسه الذي توسّلته «جبهة التوافق العراقية» في آلية تعليق العضوية قبل الانسحاب نهائياً من الحكومة العراقية، إذ لم يمر أسبوعان على تعليق قائمة علاوي لعضوية وزرائها الخمسة من الحكومة، حتّى أعلنت الانسحاب النهائي لتزيد على «مصائب» رئيس الحكومة نوري المالكي السياسية، أزمة كان بغنى عنها.
في هذا الوقت، برز تحذير تركي جديد لواشنطن من مغبّة تقسيم العراق إلى ثلاث دول، بينما بدأت تباشير الدور الفرنسي الجديد في بلاد الرافدين تظهر إلى العلن، مع إعلان وزارة الخارجية الفرنسية، أمس، استعدادها للبدء في تدريب القوات العراقية المسلّحة، في خطوة تظهر وكأنها مدّ ليد المساعدة لقوات الاحتلال الأميركي لتسريع انسحابها من المستنقع العراقي.
وقال القيادي في «القائمة العراقية الموحّدة» إياد جمال الدين، إنّ قرار الانسحاب من حكومة المالكي اتُّخذ أمس «بشكل نهائي بعد إصرار الحكومة على عدم الرد على مطالبنا التي قدمناها في شهر شباط الماضي».
كما هدّد المتحدّث باسم «القائمة»، أسامة النجيفي، أيّ وزير يمتنع عن تنفيذ القرار بأنه «سيتم طرده من صفوفها»، في إشارة إلى وزير العلوم والتكنولوجيا رائد فهمي العضو في الحزب الشيوعي المنتظم في صفوف «القائمة»، الذي سبق ورفض قرار المقاطعة.
وشدّد النجيفي على «أن موضوع الانسحاب ليس له أي علاقة بتصريحات (الرئيس جورج) بوش التي دعمت المالكي».
من جهة أخرى، أعلن نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، بعد لقاء مع وزير الخارجية التركي عبد الله غول في العاصمة التركية أنقرة، أمس، أن وزراء «جبهة التوافق العراقية» لا يعتزمون في الوقت الحاضر العودة عن استقالتهم من الحكومة. وبدوره، شدّد غول على إجراء بلاده اتصالات مع كل الأطراف العراقية من أجل رأب الخلافات بينها، وحذّر الإدارة الأميركية من طرح فكرة تقسيم العراق كحلّ للوضع العراقي الذي وصفه بـ«السيئ جداً».
وفي باريس، كشف المتحدّث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، دينيس سيمونو، أمس، أنّ بلاده بصدد البحث عن أفضل الوسائل لتدريب القوات العراقية «لتصبح قادرة على الحفاظ على الأمن في البلاد»، وذلك بعد أيام من زيارة رئيس الدبلوماسية الفرنسية برنار كوشنير إلى بغداد.
وذكّر سيمونو أنّ بلاده عرضت منذ 3 سنوات تدريباً للعراقيين، غير أنه نفى أن يكون لدى إدارته وجهة إرسال جيشها إلى العراق.
وبعد التصريح الفرنسي بنحو ساعتين، قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، إنّ الوزيرة كوندوليزا رايس شكرت لكوشنير زيارته العراق، مؤكداً أنّ الزيارة تعبّر عن «تصميم المجتمع الدولي المتزايد على مساعدة العراق في أن يصبح دولة مستقرة وآمنة». وكشف المسؤول أنّ كوشنير أجرى محادثات مع السفير الأميركي لدى بغداد ريان كروكر خلال زيارته.
إلى ذلك، كشفت صحيفة «دايلي تلغراف» الصادرة أمس أن مسؤولاً في حزب البعث العراقي، أبدى استعداد حزبه لمساعدة القوات الأميركية في الانسحاب من بلاده، وكشف بأنه وضع قائمة شروط مسبقة من أجل فتح حوار مباشر مع المحتلّين. ونسبت إلى المسؤول العراقي السابق في مقابلة أجرتها معه في العاصمة السورية، «أن حزب البعث يحظى بدعم أبرز الجماعات المسلّحة في العراق»، كما توقّع انهيار الحكومة العراقية فور انسحاب القوات المحتلّة.
أمّا صحيفة «لوس انجليس تايمز»، فنقلت عن مسؤولين عسكريين وسياسيين في الإدارة الأميركية قولهم إن من المتوقّع أن يدعو رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة بيتر بايس، الرئيس بوش إلى خفض مستويات القوات الأميركية المحتلة للعراق بدءاً من العام المقبل، لأنّ حرب العراق «قلّصت قدرة الجيش على الرد على تهديدات أخرى مثل التهديدات الإيرانية».
في المقابل، كشفت صحيفة «الغارديان»، نقلاً عن مصادر عسكرية، أن القوات البريطانية ستنسحب من مدينة البصرة العراقية في غضون الأسبوعين المقبلين، مرجّحة أن يتمّ الإعلان عن ذلك من قبل السلطات العراقية.
ميدانياً، شهدت منطقة الشعلة في بغداد، أحد معاقل جيش المهدي أمس، مجزرة أميركية أودت بحياة نحو 13 مدنياً عراقياً وإصابة 20 آخرين، بعدما قصفت الطائرات الأميركية المنطقة ردّاً على ما وصفه متحدّث باسم الجيش الأميركي «اعتداءات قام بها عناصر جيش المهدي ليلاً». كما سقط جندي أميركي وأصيب أربعة آخرون في محافظة صلاح الدين شمال بغداد.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)