غزة ــ رائد لافي
إن حركتيْ «حماس» و«الجهاد الإسلامي» هما الفصيلان الإسلاميان الأكبر على الساحة الفلسطينية. وعلى رغم خروجهما من رحم «الإخوان المسلمين»، لم يمنع ذلك افتراقهما، كل بحسب الرؤية الإسلامية التي تبناها لنفسه، مع التقائهما عند خطوط المقاومة


عندما انطلقت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» في 14 كانون الأول 1987، لم تكن الانطلاقة وليدة اللحظة، على رغم دلالات التوقيت الذي تزامن مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الكبرى، التي استمرت حتى توقيع منظمة التحرير الفلسطينية اتفاقات أوسلو مع الدولة العبرية عام 1993.
ولم يكن الإعلان عن انطلاقة حركة «حماس» مفاجئاً لأحد في بادئ الأمر، قياساً بمرحلة الإعداد الطويلة التي استغرقتها قيادة جماعة «الإخوان المسلمين» في فلسطين، التي تعتبر حركة «حماس» ذراعها العسكرية، لكن الحركة الوليدة أذهلت الجميع مع مرور الوقت بفعل سرعة انتشارها في أوساط الشباب، وأدائها المميز في المقاومة، سواء الشعبية أو المسلحة، وخصوصاً العمليات الاستشهادية التي أبدعت فيها خلال السنوات الأولى من حقبة التسعينيات من القرن الماضي.
وكان تأثير انطلاقة حركة «حماس» قوياً في ما بعد على حركة «فتح» وحركة «الجهاد الإسلامي». ورأت «فتح» أن سرعة انتشار الحركة الشابة في أوساط الشباب يشكل خطراً على منظمة التحرير وتمثيلها للشعب الفلسطيني، وحاولت تارة بالقوة والمواجهة، وتارة أخرى بالسياسة، احتواء حركة «حماس» تحت مظلة المنظمة، لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل، في ظل اختلاف الرؤى والمفاهيم.
ورأت حركة «الجهاد الإسلامي»، بحسب كثير من المراقبين والباحثين، في «حماس» المنافس الرئيس لها، وخطراً داهماً يهددها على الساحة الفلسطينية، بعدما كانت «الجهاد» تتفرّد بكونها الفصيل الإسلامي المقاوم الوحيد على الساحة، لذلك كانت العلاقة بين الحركتين ولا تزال تتأرجح بين المدّ والجزر، في ظل حال من التحريض الداخلي لعناصرهما ضد الآخر في بعض الأحيان، على رغم اتفاقهما في معظم خطوط البرنامج السياسي لكل منهما.
الشيخ الشهيد
ويقرّ قادة جماعة «الإخوان المسلمين»، ومؤسسو حركة «حماس» لاحقاً، بفضل الشيخ الشهيد أحمد ياسين ودوره، الذي يعتبر مؤسس «حماس» وزعيمها الروحي، ويصفونه بأنه كان «رائد» جميع المراحل التي مرّت فيها، سواء جماعة «الإخوان المسلمين» في إعادة تأسيسها في فلسطين، أو مرحلة تأسيس حركة «حماس» وانطلاقتها. فقد برع في استقطاب الفتيان والشباب الذين تراوح أعمارهم بين 15 و20 عاماً.
وقال أحد مؤسسي حركة «حماس»، الشيخ عبد الفتاح دخان، إن «الشيخ ياسين برز وتميّز بسعة المعرفة، وقدرته التنظيمية، وقيادته الجذابة والمحبوبة، وكان ذا شخصية كاريزماتية في أوساط أبناء جيل الشباب داخل سكان المخيمات، وذا حضور ديني واجتماعي بارز في قطاع غزة، وساهمت صفات التفاني في خدمة الناس والعمل على قضاء حوائجهم ومواساتهم والوقوف الدائم إلى جانبهم، في نشوء حال من الاحترام والتقدير له في معظم الأوساط، وصلت إلى ذروتها في السعي إليه للاحتكام في المنازعات، وفض الخلافات، وقبول الحكم الذي يصدر عنه».
وجاء النجاح، الذي حصدته جماعة «الإخوان» بزعامة الشيخ ياسين، من خلال توسيع صفوف الجماعة، وتعدّد نشاطها داخل الجماهير، نظراً إلى أسباب عديدة، لعل أهمها يتمثّل في الواقع الاجتماعي والاقتصادي الصعب في قطاع غزة، الذي يعتبر معظم سكانه لاجئين من أصل قروي، وإن تخرج جيل كبير منهم في الجامعات خلال سنوات السبعينيات والثمانينيات.
ورأى دخان أن «هذه الخلفية المليئة بالتقاليد الإسلامية وظروف العيش الصعبة والمحبِطة، إضافة إلى محاولات الانفتاح على الحداثة، منحت الخيار الإسلامي الطريق السهلة عبر التمرد على الواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للحياة تحت الاحتلال الإسرائيلي». وأشار إلى «أن نتيجة العمل الدعوي تجلت مع اندلاع الانتفاضة الكبرى عام 1987، حيث كان «الإخوان المسلمون» قد ثبّتوا وجودهم في معظم المؤسسات الموجودة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بل أنشأوا مؤسساتهم الخاصة بهم في قطاع غزة والضفة الغربية، وبلغ ثقلهم من التراكم الكمّي ما يكفي لإحداث تغيير نوعي حاد، وكان لا بد لهذا التغيير من أن يتطرّق إلى سلوكهم العملي تجاه الاحتلال الإسرائيلي، فكانت انطلاقة حركة حماس».
ميثاق «حماس»
تعرّف حركة «حماس» نفسها في المادة الأولى من الميثاق المكوّن من 36 مادة، بأنها «حركة المقاومة الإسلامية، الإسلام منهجها، منه تستمد أفكارها ومفاهيمها وتصوراتها عن الكون والحياة والإنسان وإليه تحتكم في كل تصوراتها ومنه تستلهم ترشيد خطاها».
وتحت عنوان التميّز والاستقلالية في المادة السادسة، قالت «حماس» إنها «حركة فلسطينية متميزة، تعطي ولاءها لله، وتتّخذ من الإسلام منهج حياة، وتعمل على رفع راية الله على كل شبر من فلسطين، ففي ظل الإسلام يمكن أن يتعايش أتباع الديانات جميعاً في أمن وأمان على أنفسهم وأموالهم وحقوقهم، وفي غياب الإسلام ينشأ الصراع، ويستشري الظلم وينتشر الفساد وتقوم المنازعات والحروب».
وفي شأن نظرتها إلى القضية الفلسطينية، قالت حركة «حماس»، في المادة الحادية عشرة من ميثاقها، «تعتقد حركة المقاومة الإسلامية أن أرض فلسطين أرض وقف إسلامي على أجيال المسلمين إلى يوم القيامة، لا يصح التفريط بها أو بجزء منها، أو التنازل عنها أو عن جزء منها، ولا تملك ذلك دولة عربية أو كل الدول العربية، ولا يملك ذلك ملك أو رئيس، أو كل الملوك والرؤساء، ولا تملك ذلك منظمة أو كل المنظمات سواء كانت فلسطينية أو عربية».
وبناء عليه، فقد أوضحت «حماس»، في المادة الثالثة عشرة، موقفها من الحلول السلمية، والمبادرات، والمؤتمرات الدولية، وقالت «تتعارض المبادرات، وما يسمى الحلول السلمية والمؤتمرات الدولية لحل القضية الفلسطينية، مع عقيدة حركة المقاومة الإسلامية، فالتفريط بأي جزء من فلسطين تفريط بجزء من الدين، فوطنية (حماس) جزء من دينها، على ذلك تربّي أفرادها، ولرفع راية الله فوق وطنهم يجاهدون».
وحاولت «حماس»، في ميثاقها، إيضاح موقفها من مختلف مكونات المجتمع، وتفصيلات القضية التي انطلقت من أجلها. ففي المادة السابعة عشرة فنّدت «دور المرأة المسلمة في معركة التحرير». وفي المادة التاسعة عشرة تطرّقت إلى «دور الفن الإسلامي في معركة التحرير»، معتبرة أن «للفن ضوابط ومقاييس بها يمكن أن يعرف، هل هو فن إسلامي أم جاهلي؟ وقضايا التحرير الإسلامي بحاجة إلى الفن الإسلامي الذي يسمو بالروح ولا يغلب جانباً في الإنسان على جانب آخر، ولكن يسمو بجميع الجوانب في توازن وانسجام».
وعن العلاقة بالحركات الوطنية، قالت حركة «حماس»، في المادة الخامسة والعشرين، إنها «تبادلها الاحترام، وتقدر ظروفها، والعوامل المحيطة بها، والمؤثرة فيها، وتشدّ على يدها ما دامت لا تعطي ولاءها للشرق الشيوعي أو الغرب الصليبي، وتؤكّد لكل من هو مندمج بها أو متعاطف معها بأن حركة المقاومة الإسلامية، حركة جهادية أخلاقية واعية في تصورها للحياة، وتحركها مع الآخرين، تمقت الانتهازية، ولا تتمنى إلا الخير للناس، تنطلق بإمكاناتها الذاتية وما يتوافر لها».
وأفردت «حماس» المادة السابعة والعشرين لمنظمة التحرير التي رأت فيها «من أقرب المقربين إلى حركة المقاومة الإسلامية، ففيها الأب أو الأخ أو القريب أو الصديق»، لكن الحركة أخذت على المنظمة تبنّيها «فكرة الدولة العلمانية»، الأمر الذي تعتبره «مناقضاً للفكرة الدينية». وأضافت «يوم تتبنّى منظمة التحرير الفلسطينية الإسلام كمنهج حياة، فنحن جنودها، ووقود نارها التي تحرق الأعداء».
ولم تغفل «حماس» تبيان موقفها من «أهل الديانات الأخرى»، وقالت، في المادة الحادية والثلاثين، إنها «حركة إنسانية، ترعى الحقوق الإنسانية، وتلتزم سماحة الإسلام، في النظر إلى أتباع الديانات الأخرى، لا تعادي منهم إلا من ناصبها العداء، أو وقف في طريقها ليعوق تحركها أو يبدد جهودها. وفي ظل الإسلام، يمكن أن يتعايش أتباع الديانات الثلاث الإسلام والمسيحية واليهودية في أمن وأمان، ولا يمكن أن يتوافر الأمن والأمان إلا في ظل الإسلام والتاريخ القريب والبعيد خير شاهد على ذلك». وأضافت «على أتباع الديانات الأخرى أن يكفّوا عن منازعة الإسلام في السيادة على هذه المنطقة لأنهم يوم يسودون فلا يكون إلا التقتيل والتعذيب والتشريد، فهم يضيق بعضهم ببعض ذرعاً فضلاً عن أتباع الديانات الأخرى، والماضي والحاضر مليئان بما يؤكد ذلك»، مشيرةً إلى أن «الإسلام يعطي كل ذي حق حقه، ويمنع الاعتداء على حقوق الآخرين».
«الجهاد الإسلامي»
كان تأخر التحاق جماعة «الإخوان المسلمين» بالعمل العسكري، وعدم الشروع في برنامج مقاومة الاحتلال مبكراً، سبباً في دفع مجموعة من شباب «الإخوان» المتحمسين، أبرزهم الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي، إلى تأسيس حركة الجهاد الإسلامي، رغبة منهم في الانخراط في الجهاد ضد الاحتلال، على غرار باقي الحركات والقوى الوطنية واليسارية التي كانت تتفرد بذلك في حقبة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.
وبحسب الباحث والكاتب الفلسطيني عدنان أبو عامر، فإن حركة «الجهاد الإسلامي» نشأت في فلسطين من عناصر خرجت من عباءة «الإخوان المسلمين» في الثمانينيات، وبدأت تروّج لفكرتها بين الشباب، فاستقطبت عدداً من المعتقلين ممن كانوا ينتمون إلى الجماعة الإسلامية ومن «فتح» وقوات التحرير الشعبية وغيرها، وقد نشطت الحركة في قطاع غزة، فضمت إليها الكثير من الشباب الذين لم يسبق لهم الانتماء لأي تنظيم فلسطيني.
وقال أبو عامر إن «حركة الجهاد بذلت في مواقع كثيرة جهداً حثيثاً لإثبات أنها امتداد طبيعي للفكر الحقيقي للإخوان المسلمين، وأنها ليست ثورة عليها، غير أن ذلك لم يخف الخلاف مع الإخوان». وأشار إلى أن حركة «الجهاد» اختلفت مع «الإخوان» في عدد من المحاور الرئيسة، أبرزها النظر إلى القضية الفلسطينية، فبينما رأى «الإخوان» في مرحلة مبكرة أن المشكلة الأساسية للأمة تكمن في غياب الدولة الإسلامية الواحدة (الخلافة)، وأن قضية فلسطين هي إحدى المشاكل الفرعية لهذا الغياب، اعتبرت حركة «الجهاد» قضية فلسطين القضية المركزية للمسلمين.
وكان تركيز «الإخوان المسلمين» على التربية والإعداد، في مواجهة التيار الوطني الذي يركز على الكفاح المسلح، مأخذاً عليها من قبل حركة «الجهاد» التي تقول في أدبياتها لقد «اختار الإخوان طريق الهدى، ولم يختاروا طريق الجهاد، بينما اختار التيار الوطني طريق الجهاد، وابتعد عن طريق الهدى، وتكمن خصوصية الجهاد الإسلامي في التركيز على العلاقة الجدلية بين طريق الجهاد وطريق الهدى»، وفقاً لأقوال مؤسّس «الجهاد» الشهيد الشقاقي.
وقال أبو عامر «بعكس نظرة الإخوان، فقد شكّلت حركة فتح لحركة الجهاد، نموذجاً مصغّراً للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، بكل ماضيه وحاضره، تفاعلاته وحساسياته وتناقضاته».
وفي شأن الموقف من الأنظمة العربية، أوضح أبو عامر أن «حركة الجهاد ترى في نظام التجزئة وجهاً آخر للدولة الصهيونية لا بد من محاربتهما معاً، وتعيب على الإخوان مهادنتها لأنظمة الحكم ومشاركتها في مجالسها النيابية»، فيما اعتبرت حركة «الجهاد» «الثورة الإيرانية مركز الثورة الإسلامية التي يتوجب مبايعتها والاندماج فيها، واعتبار الخميني إمام المسلمين، فيما تحفّظ الإخوان على ذلك».
وفي المقابل، اتهم «الإخوان المسلمون» حركة «الجهاد» بافتقار أفرادها إلى التربية الروحية والالتزام الدقيق للمنهج والسلوك الإسلاميين، ما جعل أفكارهم تخلط الإسلام بغيره، ولا تميّز الموقف الإسلامي الصحيح، فهي تلتقي مع «فتح» حتى أطلق عليها بعض الإخوان (فتح الإسلامية) من ناحية، ومن ناحية أخرى، اعتبروهم أداة إيرانية في المنطقة، وأطلقوا على بعضهم لفظ الشيعة والخمينيين في مرحلة مبكرة من عقد الثمانينيات من القرن العشرين، بحسب أبي عامر.
ولخّص أبو عامر اتهامات «الجهاد» لـ«الإخوان» بأنها تمثلت في «التقاعس عن العمل الوطني، وتلقي الأموال من السعودية والأردن، والتخلف الفكري والجمود التنظيمي»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن «الإخوان» اتهموا «الجهاد» بـ«التشيّع، وأنهم يمثلون جسراً لإيران في المنطقة، ويتلقون الدعم من الحكومة الإيرانية، ويعملون لعرقلة مسيرة الحركة الإسلامية في فلسطين، وبعدم الصدقية بتبنيهم أعمال غيرهم من المنظمات الفدائية، والتحالف مع القوى العلمانية ضد الإخوان المسلمين».
تقول حركة «الجهاد» في أدبياتها إنها نشأت نتيجةً للحال التي كانت تعيشها الحركة الإسلامية في أواخر السبعينيات من إهمال للقضية الفلسطينية، كقضية مركزية للعالم الإسلامي، والحال التي عاشتها الحركة الوطنية من إهمال الجانب الإسلامي لقضية فلسطين وعزله عنها.
وفي خصوص المبادئ العامة، تقول الحركة إنها «تلتزم الإسلام عقيدة وشريعة ونظام حياة، وكأداة لتحليل وفهم طبيعة الصراع الذي تخوضه الأمة الإسلامية ضد أعدائها، وكمرجع أساسي في صياغة برنامج العمل الإسلامي للتعبئة والمواجهة». وأوضحت أن «فلسطين من النهر إلى البحر أرض إسلامية عربية يحرم شرعاً التفريط بأي شبر منها، والكيان الصهيوني وجود باطل، يحرم شرعاً الاعتراف به على أي جزء منها»، مضيفةً أن «الكيان الصهيوني يمثّل رأس الحربة للمشروع الاستعماري الغربي المعاصر في معركته الحضارية الشاملة ضد الأمة الإسلامية، واستمرار وجود هذا الكيان على أرض فلسطين، وفي القلب من الوطن الإسلامي، يعني استمرار وهيمنة واقع التجزئة والتبعية والتخلف الذي فرضته قوى التحدي الغربي الحديث على الأمة الإسلامية».
وفي خصوص مشاريع التسوية مع الدولة العبرية، قالت حركة «الجهاد» إن «هذه المشاريع التي تقر بالوجود الصهيوني في فلسطين أو تتنازل عن أي حق من حقوق الأمة فيها، باطلة ومرفوضة». وبينت الحركة الأهداف التي انطلقت من أجلها وتسعى إلى تحقيقها وهي: «تحرير كامل فلسطين، وتصفية الكيان الصهيوني، وإقامة حكم الإسلام على أرض فلسطين». وقالت إنها تسعى إلى تحقيق أهدافها بوسائل عديدة، أهمها «ممارسة الجهاد المسلح ضد أهداف العدو الصهيوني ومصالحه»، و«إعداد الجماهير وتنظيمها، واستقطابها لصفوف الحركة، وتأهيلها تأهيلاً شاملاً وفق منهج مستمدّ من القرآن والسنّة، وتراث الأمة الصالح، ومد أسباب الاتصال والتعاون مع الحركات والمنظمات الإسلامية والشعبية، والقوى التحررية في العالم لدعم الجهاد ضد الكيان الصهيوني، ومناهضة النفوذ الصهيوني العالمي».

اجزاء ملف "إسلاميّو غزّة":
الجزء الأول | الجزء الثاني | الجزء الثالت | الجزء الرابع