القاهرة ــ الأخبار
بعد انتشار شائعة تدهور حالته الى وضع «الموت السريري»، لم يظهر الرئيس المصري حسني مبارك علانية إلا في زيارة إلى مصنع صغير بجوار استراحته في منتجع برج العرب. إلا أن مصادر في المعارضة شكّكت في الزيارة التي لم يتكلّم خلالها مبارك، ما زاد احتمال أنها زيارة أرشيفية على غرار زيارة القرية الذكية.
وأشارت مصادر صحافية إلى أن مبارك ربما وصل إلى مرحلة الرئيس السوفياتي ليونيد بريجنيف، حيث يظهر في نشاطات عامة باستخدام منشطات ثم يرجع إلى سرير المرض، موضحة أن النشاط السياسي لمبارك أقلّ من معدلاته في تلك الفترة التي تشهد قلقاً سياسياً نتيجة اعتقالات قادة «الإخوان المسلمين» والاستعداد لانتخابات الحزب الوطني، إضافةً إلى التحضير لمؤتمر السلام في الشرق الأوسط.
اختفاء مبارك أربك المناخ الاقتصادي. وتشير شخصية اقتصادية رفيعة المستوى إلى أن «النشاط المالي في مصر يتعرّض لحالة قلق من لحظة الانتقال إلى ما بعد مبارك. وأن عدم وضوح الرؤية حول خليفته يؤدي إلى بلبلة وإحساس بأن الفوضى آتية».
قطاع كبير من رجال المال يتوقع حالة صدام بين النظام وجماعة «الإخوان المسلمين» على أثر تصعيد مبارك الابن، جمال. ويرى اتجاه غالب في الأوساط الاقتصادية أن عملية التوريث تشهد عملية تسريع الآن بسبب الحالة الصحية للرئيس، تقف وراءها جهة قوية فى عائلة مبارك، في إشارة إلى نفوذ زوجته سوزان، التي يقال إنها تقف خلف مشروع خلافة جمال لأبيه.
وتنتشر في الأوساط نفسها روايات عن رجل أعمال شهير يقوم بحملة ترويج للتوريث في مقابل دعم نفوذه المالي الضخم في القاهرة، وذلك من أجل عدم تأثر وضعه فى مصرف «تشيس مانهاتن»، أحد أكبر مصارف أميركا.
الروايات تعطي مؤشراً إلى تصوّر رجال الأعمال في مصر عن نقطة القوة في تغيير النظام، ويتوقعون أن تحدث موجة من «هروب» أموال من مصر إلى الخليج، وهو ما يتحوّل إلى هاجس في أوساط المجموعة الضيقة المحيطة بالرئيس وابنه.
المال المرعوب من الفترة المقبلة في مصر ربما ستكون حركته أسرع من إيقاع النخبة السياسية المطمئنة حول مبارك الأب أو الابن على السواء. وقد اتهم أمين الإعلام في الحزب الوطني عليّ الدين هلال الصحف المستقلة والحزبية بإثارة الشائعات حول صحة الرئيس.
ويعتقد المراقبون أن مبارك لم يعد قادراً على اتخاذ قرارات كبرى، ويعربون عن مخاوفهم من حالة وجود دولة بكل أجهزتها مربوطة بحالته الصحية.