strong>لم يحظَ البريطانيون بالهدوء الذي اعتادوه أثناء عطلتهم الأسبوعية، في ظل تواصل «الحوادث الإرهابية»، التي كان آخرها اقتحام سيارة محترقة أول من أمس جناح المسافرين القادمين إلى مطار غلاسكو الاسكوتلندي، حيث رفعت بريطانيا على أثره مستوى التأهب الأمني إلى الدرجة «القصوى»
حمَّل رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون أمس تنظيم «القاعدة» مسؤولية الأعمال الإرهابية، التي تشهدها بريطانيا. وحذّر من أن بلاده تواجه «تهديداً إرهابياً مستمراً»، كاشفاً عن تدابير أمنية جديدة ستعتمدها الشرطة للكشف عن السيارات المفخخة، مشيراً في الوقت نفسه إلى التقدّم السريع التي حققته الشرطة في التحقيقات التي تجريها.
وقال براون، لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، «إن الأحداث الأمنية في لندن وغلاسكو كانت جزءاً من محاولة تقويض طريقة الحياة البريطانية»، داعياً مواطنيه إلى التزام الحيطة والحذر ومواصلة حياتهم بشكل طبيعي.
وربط براون هذه الهجمات بـ«تنظيم القاعدة»، مشيراً إلى «قيام أشخاص ينتمون إلى هذه الشبكة الإرهابية الإسلامية الدولية بتلك الهجمات». غير أنه شدد على أهمية الفصل بين من اعتبرهم الغالبية المعتدلة من المسلمين في بريطانيا و«القلة، الذين يلجأون إلى استخدام العنف للاعتراض على القيم البريطانية». وأضاف إن الإرهاب «لا يمكن تبريره أبداً على أنه جزء من أي دين، لأنه».
وقال براون إن الرد «يجب ألا يقتصر على الجيش والشرطة والمستويات الأمنية، إذ يتعين أن يشمل أيضاً كسب عقول وقلوب المسلمين العاديين، وعزل المتطرفين عن الغالبية السائدة».
من جهته، قال كبير مستشاري رئيس الوزراء البريطاني بشأن الإرهاب جون ستيفنز إن محاولة تفجير سيارة مفخخة في لندن تثبت أن «القاعدة استوردت أساليب المتشددين العراقيين والاندونيسيين إلى بريطانيا»، مضيفاً «إن هجمات نهاية الأسبوع تمثّل تصعيداً كبيراً في الحرب التي يشنها الإرهابيون الإسلاميون علينا»، ومشيراً الى «تنامي بذور الإرهاب الإسلامي في بريطانيا».
وفي السياق، شنّ رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير هجوماً عنيفاً على من سمّاهم إسلاميي بريطانيا العبثيين. وقال «نحن لا نخوض المعركة بالشكل المطلوب، ما جعلنا نجد صعوبة في الانتصار. ولأننا لا نقف في وجه هؤلاء، ونقول لهم إن طرقكم خاطئة وأفكاركم سخيفة ولا أحد يضطهدكم، وبالتالي لا يمكن تبرير إحساسكم بالظلم».
ودعا رئيس بلدية لندن، كين ليفينغستون، البريطانيين أول من أمس إلى عدم وصم المسلمين بصفة الشر. وقال إنهم «أقل تأييداً لاستخدام العنف لتحقيق الأهداف السياسية مقارنةً بغير المسلمين». إلا أنه انتقد في الوقت عينه علاقة بريطانيا بالسعودية التي شجعت على عدم التسامح في الماضي من خلال المذهب الوهابي، ما خلق «مشكلة كبيرة».
وعقدت خلية الأزمة «كوبرا» في الحكومة البريطانية اجتماعاً للمرة الرابعة خلال اليومين الماضيين. ورفعت مستوى التأهب الأمني إلى الدرجة «القصوى». كما أُعيد فتح مطار جون لينون في ليفربول جزئياً، بعدما أعلنت الشرطة المحلية إغلاقه أول من أمس، فيما كان حريق عرضي في مطار هيثرو قد أثار ذعر البريطانيين..
وقامت الشرطة البريطانية بتفتيش منازل بالقرب من غلاسكو، ثاني أكبر المدن الاسكتلندية، بعدما ارتطمت سيارة بسرعة بالبوابة الزجاجية لمخرج مطار المدينة أول من أمس، واشتعلت فيها النيران. واعتقلت 5 أشخاص مشتبه في تورطهم في تلك الأعمال، أحدهم في حالة حرجة. وقال كبير ضباط الشرطة في منطقة غلاسكو ويلي راي إن «المعتقل الذي يعاني حروقاً يملك أداة مشتبه فيها مخبّأة في جسده».
وكشفت صحيفة «صنداي تايمز» عن تقرير أمني تحذيره في نيسان الماضي من مكيدة إرهابية محتملة بالتزامن مع رحيل طوني بلير عن السلطة، وتسليط الأضواء على التهديد الذي تواجهه بريطانيا من جانب تنظيم «القاعدة». وأضافت إن التقرير تحدث عن وجود اتصالات بين خلايا «القاعدة» في إيران وناشطين من التنظيم في بريطانيا.
وفي تعقيب على أحداث لندن، قال المتحدث باسم البيت الأبيض طوني سنو أول من أمس، إنه لا معلومات «عن تهديد يمكن تصديقه» للولايات المتحدة، لكنه قرّر تعزيز الإجراءات الأمنية في المطارات الأميركية كإجراء وقائي.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، أ ب)