وفي اليوم الثاني من أزمة «المسجد الأحمر» في إسلام آباد، تمكنت قوات الأمن الباكستانية من اعتقال زعيم الطلبة المتحصّنين داخله، بعدما استسلم نحو 700 منهم، وبقي نحو 1500، بينهم مجموعة من المقاتلين، تقدّر السلطات أعدادهم بنحو مئتين. لكنّ تطويق الأزمة نفسها لم يمنع من تمدّد شرارتها إلى مناطق متفرقة من البلاد، بلغت الحدود مع أفغانستان، موقعةً أكثر من 16 قتيلاً.
وأفاد مصدر أمني أن 11 شخصاً، بينهم 6 جنود باكستانيين، قُتلوا في هجوم انتحاري نُفّذ بواسطة سيارة مفخّخة استهدف قافلة عسكرية باكستانية في المنطقة القبلية القريبة من الحدود مع أفغانستان.
وأضاف المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، إن انتحارياً يقود سيارة مفخّخة صدم قافلة عسكرية قرب حاجز أمني في مير علي في منطقة شمال وزيرستان المتاخمة للحدود مع أفغانستان حيث يلجأ متمردو «طالبان».
وفي هجوم آخر، أعلن ضابط في الشرطة أن شرطياً و4 مدنيين قتلوا في سواط، في شمال غرب باكستان، معقل طلاب المسجد الأحمر نتيجة إطلاق صاروخ استهدف مركبتهم.
وكان أكثر من 700 طالب باكستاني قد استسلموا، بعدما انسحبوا من المسجد، الذي تحصّنوا فيه. وقبل الطلبة الذين استسلموا بعرض الحكومة بمرورهم سالمين والحصول على 5000 روبية (85 دولاراً) وغادروا المسجد، حيث بقي أكثر من 1500 شخص متحصّنين في داخله.
وتم القبض على زعيم الطلبة الملا عبد العزيز، عندما حاول الفرار من المسجد. وقال قائد الشرطة افتخار أحمد تشودري إن «مولانا عبد العزيز اعتُقل وهو يتسلل خارجاً من المسجد مرتدياً برقعاً نسائياً».
وقال مسؤول أمني رفيع المستوى «نعتقد أن معظم النساء ونحو 300 رجل سيخرجون، ولن يبقى إلا النواة الصلبة. نقدّر عدد المقاتلين بنحو مئتي رجل».
وكانت القوات الباكستانية قد طوّقت أمس المنطقة المحيطة بالمسجد فارضة حظراً للتجوال لمدة 24 ساعة. وخلال الليل، انضمّت قوات الكوموندوس والجيش الى قوات الامن والشرطة التي تحاصر المنطقة.
وكان أحد المسؤولين الدينيين عن ادارة المسجد قد أعلن عبر شبكة تلفزة خاصة استسلاماً مشروطاً. وقال عبد الرشيد غازي، شقيق المسؤول عن المسجد، «نحن مستعدون لإلقاء السلاح إن حصلنا على ضمانات مكتوبة بأنهم لن يهاجمونا ولن يطلقوا أي عملية ضدنا. يقولون إنه يجب علينا ألا نتحدث عن الشريعة الإسلامية ونحن متحفظون حيال هذه النقطة».
وأغلقت قوات الأمن الطريق الرئيسي إلى بيشاور عاصمة الإقليم الحدودي الشمالي الغربي المضطرب لمنع وصول أي دعم للمتشددين في إسلام أباد.
وترافقت الاشتباكات مع دعوة أطلقتها «حركة تطبيق الشريعة المحمدية» على إذاعة محلية من أجل «الجهاد المقدس» ضد الحكومة الباكستانية. وهذه الحركة كان قد حلّها الرئيس الباكستاني برويز مشرف عام 2002 بعد إرسالها آلاف المتطوعين الى أفغانستان لمساندة «طالبان» في محاربة القوات الأميركية.
(أ ف ب، رويترز، أ ب)