strong>حـــصار «المســـجد الأحـــمر» فـــي يومـــه الرابــع: الطـــلّاب مصـــرّون عـــلى «الشـــهادة» استمر مسلسل الاشتباكات أمس بين طلبة «مسجد لال» والقوات الباكستانية، لليوم الرابع على التوالي، إلا أن تداعياته لم تقتصر على العاصمة إسلام آباد، بل توسعت الى مناطق أخرى لتشمل محاولة اغتيال للرئيس الباكستاني برويز مشرف وهجومين على القوات الباكستانية أسفرا عن مقتل 10 جنود، بينهم 6 ضباط.
وأفادت مصادر في أجهزة الاستخبارات أن طائرة الرئيس الباكستاني استُهدفت بعيارات نارية من سلاح يدوي الصنع مضاد للطائرات، بعد دقائق من إقلاعها من قاعدة عسكرية في روالبندي القريبة من إسلام أباد، لكنها لم تصب.
وكان المتحدث باسم الجيش الجنرال وحيد أرشاد، قد نفى أن يكون صاروخ استهدف الطائرة. لكن بعد التحقيق في الحادث، تم تأكيد محاولة الاغتيال. وقال مسؤول أمني إن «العيارات النارية أطلقت من منزل استأجره زوجان قبل بضعة أيام. وتم اعتقال مشتبه فيه وضبط رشاش استخدم سلاحاً مضاداً للطائرات»، مضيفاً أنه «سلاح يشبه الأسلحة التي يستخدمها عناصر طالبان في أفغانستان».
وأدى هجوم انتحاري، في بلدة «دير» في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي، إلى مقتل 6 ضباط في الجيش الباكستاني. وقال مسؤول أمني إن انتحارياً ألقى بنفسه على سيارة عسكرية رباعية الدفع تقلّ عناصر الجيش.
أما الهجوم الثاني، فوقع على الحدود نفسها بالقرب من مدينة شاكدارا في مقاطعة «سواط»، حيث ألقيت قنبلة على قافلة عسكرية، فقُتل 4 جنود باكستانيين وأصيب آخرون.
وهذا الهجوم الرابع في الأيام الثلاثة الأخيرة بالتوازي مع الاشتباكات الواقعة أمام المسجد الأحمر، حيث وسّعت القوات الأمنية عملياتها. وسمع تبادل كثيف لإطلاق النار وانفجارات جديدة في محيط المسجد أمس.
وأطلقت القوى الأمنية قذائف هاون أصابت المسجد. وأوضح ضابط أن القوات هدمت جدار المسجد. وردّ الطلبة بإطلاق نار كثيف.
وبعدما رفضت السلطات الباكستانية طلب زعيم المحاصرين في المسجد عبد الرشيد غاز الخروج الآمن له وأتباعه، مصرّة على «الاستسلام غير المشروط»، ردّ غازي أمس، في اتصال مع قناة «جيو» التلفزيونية الاخبارية من مجمعه المحاصر، بالقول «لن نستسلم على الإطلاق، وسنقبل الشهادة»، معللاً إصراره على المقاومة المسلحة.
وقال وزير الداخلية آفتاب شيرباو، إن «الدعوة إلى توفير ممر آمن أمر غير مناسب ولا مبرر له»، مضيفاً أن «على غازي إطلاق النساء والأطفال أولاً إن كان صادقاً في عرضه، ثم الاستسلام مع الطلبة تاركاً سلاحه في المسجد».
وأبلغت مصادر من داخل المسجد قناة «جيو» التلفزيونية الاخبارية الخاصة، أن نحو 450 طالباً كتبوا وصاياهم بعد تأدية صلاة الجمعة. وقال أحد الطلاب، ويدعى سلمان، في وصيته، «إن كل كفاحنا وتضحياتنا من أجل تطبيق الشريعة الاسلامية في البلاد». وأضاف «نأمل أن يقدر شعب باكستان جهودنا لمصلحة نظام العدالة الإسلامي».
(أ ف ب، رويترز، د ب أ،
يو بي آي، أ ب)