لا يتوقّف رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي عن شنّ الحروب السياسية من «العيار الثقيل» ضدّ القوى الأساسية في البلاد، التي أوصلته إلى رئاسة الوزراء مطلع العام الماضي؛ فبعد حرب ضروس تبادل قذائفها مع كل من «جبهة التوافق العراقية» و«التيار الصدري»، وأدّت إلى خروج التنظيمين من الحكومة، انفجرت العلاقة نهائياً مع رئيس «القائمة العراقية الموحّدة» إياد علاوي، الذي لم يوفّر المالكي من انتقادات شديدة اللهجة، أول من أمس، ما استوجب ردّاً لا يقل ضراوة من مستشار المالكي، ياسين مجيد.غير أنّ الأخطر في حملة الاتهامات والاتهامات المضادة، كان ما أفصح عنه أحد نواب كتلة علاوي، أمس، ومفاده أن الأخير بانتظار العودة إلى بغداد في اليومين المقبلين، بعد الانتهاء من ترتيب إجراءات الحماية التي ستوفّرها له القوات الأميركية، «بعدما رفض المالكي تأمين الحماية له»، ليجتمع بعدها بكتلته فوراً، حاملاً قرارين مهمين، مرجّحاًَ أن يكون أبرزهما، سحب وزراء الكتلة من الحكومة.
وفيما لو صحّ هذا الكلام حول انسحاب وزراء علاوي الخمسة من الحكومة، تكون قد فقدت 17 وزيراً في الشهرين الأخيرين، ما يطرح تساؤلاً جدياً عن إمكان استمرارها من دون نصف أعضائها بالتمام.
وردّاً على الاتهامات التي وجّهها علّاوي للمالكي في مقابلة مع الزميلة «الشرق الأوسط» أمس، قال مجيد إن كلام علاوي عن تصدّي الحكومة لحركته وقائمته «تصريحات غير دقيقة، ولا تستند إلى دلائل واقعية». وأضاف إن رئيس الحكومة السابق «ينتهج منذ نحو 8 أشهر، سياسة قذف التهم، والانتقاص من حكومة الوحدة الوطنية».
وفي سياق آخر، وفي اجتماع غير مسبوق تلى أياماً من إقرار مبدأ توسيع صلاحيات مجلس الرئاسة العراقي في ما يتعلق بالقضايا الأمنية، شدّد مجلس الرئاسة وقائد القوات الأميركية في العراق، الجنرال ديفيد بيترايوس، على أهمية محاربة «القاعدة» والميليشيات، وذلك في بيان صادر عن مجلس الرئاسة، الذي يضم رئيس الجمهورية جلال الطالباني، ونائبيه عادل عبد المهدي (شيعي)، وطارق الهاشمي (سني).
ونقل بيتريوس للمسؤولين العراقيين تعليمات إدارته عن ضرورة الإسراع في المصالحة الوطنية والتأكيد «على ضرورة تدريب القوات الأمنية العراقية وتطويرها وتسليحها لتتولى مسؤولياتها في حفظ الأمن والنظام في عموم العراق»، وخصوصاً مع إعلان المالكي، أمس، خلال استقباله وفداً برلمانياً بريطانياً، أنّ قواته باتت مستعدّة لاستلام محافظة البصرة من القوات البريطانية، بحلول أيلول المقبل.
وفي سياق متّصل، توجّه إلى السعوديه، أمس، وفدان عراقيان يضم أولهما 3 من مستشاري رئيس الوزراء، وثانيهما أمني بحت، «لإجراء مباحثات مع المسؤولين السعوديين تتناول الوضع السياسي في العراق والتنسيق المطلوب بين دول الجوار في القضاء على القاعدة».
إلى ذلك، اقترح النائب عن «جبهة التوافق»، حسين الفلوجي، عرض قانون النفط والغاز على الاستفتاء الشعبي العام لاستمزاج موقف الشعب من قضية تمسّ مصالحه مباشرة.
ميدانياً، وفي حادثة ليست الأولى من نوعها، سقط نحو 40 قذيفة هاون على المنطقة الخضراء أمس، بالقرب من السفارة الأميركية، ما أدّى إلى وفاة عراقيين ومواطن فيليبيني، فيما قتل ما يناهز 30 جندياً وشرطياً عراقياً و10 مدنيين في بغداد وصلاح الدين وكركوك وسامراء.
وقد اتهمت هيئة علماء المسلمين في العراق القوات الأميركية بقتل 30 عراقياً مدنياً في قرية الحاج مناشد جنوب بغداد السبت الماضي. وسبق ذلك اعتراف الجيش الأميركي بوفاة معتقل عراقي في معسكر كروبر القريب من مطار بغداد الدولي، ليصبح سابع معتقل يتوفّى هذا العام.
وكشف النائب العراقي المقرب من رئيس الحكومة، حسن السنيد، أن القوّات الحكومية تعتزم شن عملية عسكرية واسعة النطاق لضبط الأمن في المناطق الحدودية المتاخمة لإيران.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب، رويترز،
د ب أ، يو بي آي)