القاهرة ـ الأخبار
وسط توقّعات مصادر ليبية رفيعة المستوى بأن يقوم الزعيم الليبي العقيد معمّر القذافي بزيارة إلى واشنطن في نهاية العام الجاري، بعد إغلاق ملف الفريق الطبي البلغاري المتهم بنشر فيروس فقدان المناعة المكتسب بين مئات من أطفال ليبيا قبل سنوات، يعقد المجلس الأعلى للقضاء فى طرابلس، برئاسة وزير العدل عبد الجليل فضيل، اجتماعاً حاسماً الاثنين المقبل للبت النهائي في القضية

لفت وزير الخارجية الليبي عبد الرحمان شلقم، فى مؤتمر صحافي أعقب جلسة مقتضبة وخاطفة للمحكمة الليبية العليا ثبّتت فيها أحكام إعدام الممرّضات البلغاريّات الخمس والطبيب الفلسطيني أمس، إلى أنّ للمجلس الأعلى للهيئات القضائية سلطة تأييد أحكام الإعدام أو إلغائها أو تغييرها.
وفي مقاربة قد تفسّر المبادرة التي أطلقتها «مؤسّسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية» القاضية بالتوصّل إلى تسوية مع أسر الأطفال الضحايا عبر التعويضات، أوضح شلقم أنّ المجلس يستطيع أخذ هذا الموضوع في الاعتبار، إلى جانب اعتبارات أخرى مثل المدّة التي قضاها المتّهمون في السجن وأعمارهم وكذلك الاعتبارات الإنسانية.
وشدّد المسؤول الليبي على أن المجلس الأعلى للهيئات القضائية إذا قرر تثبيت الحكم أو إلغاءه، فلن يحال الملف إلى اللجنة الشعبية العامّة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي. أمّا إذا قرر تعديل الحكم إلى حكم بالسجن لفترة معينة فسيحال الموضوع إلى اللجنة بحكم وجود اتفاق قضائي مع بلغاريا بتبادل المحكومين وستبدأ عندها مرحلة أخرى في القضية.
وفي صوفيا، قال نائب وزير الخارجية البلغاري فيم تشاوتشيف إنّ تثبيت القضاء الليبي حكم الإعدام لم يشكّل مفاجأة لبلغاريا. ودعا إلى حلّ سريع لإطلاق سراحهم.
وقال تشاوتشيف للإذاعة البلغارية «نأمل أن تتّضح الأمور يوم الاثنين، لأنّ قرار المجلس سيفتح الطريق أمام حلّ القضية على المستوى السياسي، وسيكون الخطوة الأخيرة في المحادثات التي جرت خلال الأشهر القليلة الماضية».
من جهته، ندّد رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروزو بالحكم، واعتبره «مثيراً للقلق»، على الرغم من ثقته بمخرج إيجابي للقضية. وقال «ستبذل المفوضية بالتعاون مع مجلس (الاتّحاد الأوروبي) كلّ جهودها لمساعدة الممرضات والطبيب وإحقاق حقهم في الحياة».
وتعليقاً على الحكم، قال محامي الممرّضات عثمان البيزنطي لوكالة «فرانس برس» إنّ «المحكمة العليا تمثل القانون ونحترم حكمها».
وكان المسؤول الأوّل في «مؤسسة القذّافي» صالح عبد السلام، قد أعلن أوّل من أمس، أنّه تمّ التوصّل إلى تسوية مرضية مع أسر الضحايا تنهي قضية الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني وقضية الأسر، فيما أعلنت عائلات الأطفال أخيراً أن الاتفاق على التعويض سيُعتبر تخلّياً من جانبهم عن عقوبة الإعدام.
ورحبت واشنطن بالتسوية المعلنة وأعلن البيت الأبيض أنّ الرئيس جورج بوش طلب من القذافي في رسالة، التدخّل للإفراج عن الممرضات والطبيب.
والممرضات البلغاريات كريستيانا فالتشيفا وناسيا نينوفا وفاليا تشيرفينياشكا وفالنتينا سيروبولو وسنيجانا ديميتروفا والطبيب الفلسطيني أشرف أحمد جمعة حجوج الذي حصل أخيراً على الجنسية البلغارية، موقوفون في ليبيا منذ عام 1999.
فى غضون ذلك، قال مصدر ليبي في القاهرة إن القذافي قد يقوم بزيارة إلى الولايات المتحدة نهاية العام الجاري أو بداية العام المقبل لتدشين صفحة جديدة في العلاقات الليبية الأميركية مع قرب إغلاق ملف قضية الممرّضات، مشيراً إلى أنّ هذه القضية كانت تمنع إتمام هذه الزيارة التي كانت طرابلس تريدها كمكافأة على قرارها المفاجئ خلال كانون الأوّل من عام 2003 بالتخلي طواعية عن أسلحة الدمار الشامل والسماح لفرق تفتيش من الولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفقّد منشآتها النووية والكيميائية.
وفى حال إتمام مثل هذه الزيارة التاريخية فستكون هذه الزيارة الرسمية الأولى من نوعها للولايات المتحدة التي يقوم بها القذافي منذ قيام الثورة الليبية عام 1969.
ورأت المصادر أن حسم قضية الممرّضات يفتح الباب أمام احتمال قيام وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس بزيارة طرابلس في الزيارة الرسمية الأولى منذ أكثر من 30 عاماً.